الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الجزائر: نقص التجهيزات والعمل المتواصل يثير غضب الأطباء وسط تنامي إصابات «كورونا»

الجزائر: نقص التجهيزات والعمل المتواصل يثير غضب الأطباء وسط تنامي إصابات «كورونا»

جزائرون يصطفون أمام أحد مراكز الفحص في العاصمة. (أ ب)

تسود حالة من الغضب وسط الطواقم الطبية والأطباء في الجزائر بسبب سوء ظروف العمل ونقص الإمكانيات في العديد من المستشفيات بينما يواصل فيروس كورونا القاتل تمدده في أرجاء الدولة.

وسجّلت الجزائر أمس الثلاثاء 336 إصابة جديدة بالفيروس في حصيلة يومية قياسية في هذا البلد الذي أدرجه الاتحاد الأوروبي على قائمته للدول المسموح للوافدين منها بدخول أراضيه.

وتعيش السلطات المحلية حالة شد وجذب مع المواطنين والتجار، حيث تكررت عملية غلق وفتح مختلف الأنشطة الاقتصادية لأكثر من مرة على مدى الشهور الأربعة الماضية. ما دفع الحكومة إلى منح السلطات المحلية صلاحيات أخرى، للعمل على إجبار المواطنين لاحترام التدابير الوقائية الصحية.

ومدد مجلس الوزراء الحجر الصحي من الثامنة صباحاً إلى الخامسة، لـ15 يوماً إضافية، في 29 ولاية، فيما يبقى الحجر مرفوعاً عن 19 ولاية أخرى حتى 13 من الشهر الجاري، مع إمكانية فرض حجر كلي أو جزئي على الأحياء والمناطق الموبوءة.

وطالب الأطباء بإقرار حجر كلي لمدة أسبوعين في جميع المناطق بسبب ارتفاع الإصابات إلى معدلات قياسية حتى يتم كسر سلسلة العدوى والتخلص نهائياً من الحالة الوبائية في البلاد.

وأثارت وسائل إعلام محلية قضية معاناة الطواقم الطبية من الضغط النفسي بعد 4 أشهر من العمل المتواصل لمواجهة الوباء، مع توقعات باستمرار المدة بسبب تطورات انتشار المرض الكبيرة في البلاد.

ويتخوف الأطباء من أن عدم اكتراث المواطنين بالإجراءات الاحترازية وتطبيق شروط الوقاية وتقاعس الحكومة عن إجبار المواطنين تنسف جهودهم وتضيع تضحياتهم هباء.

وقال رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية الدكتور إلياس مرابط لـ«الرؤية» إن نقابته لم تدعُ إلى فرض حظر كلي شامل.

وأوضح مرابط الذي يترأس أكبر نقابة للأطباء العموميين في الجزائر أن الحجر الكلي في هذه المرحلة لا معنى له.

وأكد معاناة الطواقم الطبية في الجزائر بسبب نقص التجهيزات مؤكداً أن العديد من المراكز الطبية ليس بها أدنى وسائل وقاية.

وطالب الحكومة بإدراج مرض كوفيد-19 والإرهاق النفسي والجسدي إلى قائمة الأمراض المهنية، موضحاً أن ممارسي الصحة العمومية يعانون من ضغط العمل الذي فرضه العمل الإلزامي لمدة 4 أشهر، حتى أنهم لا يحصلون على إجازات.

ومن جهته قال عضو اللجنة الصحية الحكومية لمكافحة فيروس كورونا في الجزائر، ورئيس عمادة الأطباء الدكتور محمد بقاط بركاني إن العودة للحجر الكلي مستحيلة.

وأوضح بركاني في تصريحات لـ«الرؤية» أن الحجر ينبغي أن يكون فقط لعزل المناطق الموبوءة إذا اقتضى الأمر، لأنه من الناحية النفسية والاقتصادية والاجتماعية يستحيل تطبيق الحجر الكلي.

ويرى المتحدث أن «الحل ليس في الحجر وإنما في التزام المواطنين بارتداء القناع الواقي، وبتنفيذ الحكومة للقرارات التي تقرها على أرض الواقع».