الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من بوابة الليرة.. تركيا تثير الانقسام والتوتر في سوريا

من بوابة الليرة.. تركيا تثير الانقسام والتوتر في سوريا

يشكو السكان المحليون في ظل التدخل التركي من ارتفاع الأسعار. (أرشيف ـ أ ف ب)

تبذل تركيا جهوداً مضاعفة لترسيخ سيطرتها في منطقة شمال غرب سوريا، حيث تتبع لها فصائل مسلحة على الأرض، فيما باتت الليرة التركية تسيطر على التعاملات في المنطقة منذ شهر يونيو المنصرم، مقصية بذلك الليرة السورية، في الوقت ذاته سلبت أنقرة ومليشياتها المحلية أراضي المزارعين في بعض المدن الواقعة تحت سيطرتها، حيث باتت تحقق منها موارد مالية ضخمة عبر تصدير المنتجات إلى أوروبا.

وحسب تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن الوضعية الجديدة تهدد بتقسيم سوريا على أساس «نقدي» هذه المرة، وذلك بسبب مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتعزيز نفوذه في المنطقة.

ويشير التقرير إلى أنه في الرقعة الجغرافية بين مدينة تل أبيض وحتى عفرين، حيث الغالبية الكردية، مروراً بالباب ومدن جيرابلس وأعزاز الحدودية، يتقاضى الجنود الأتراك الموجودون هناك، وعناصر الميليشيات المتحالفة معهم إضافة إلى موظفي الإدراة المحلية، رواتبهم بالليرة التركية.

وكذلك يتم التعامل بشكل واسع بالعملة التركية في مدينة إدلب، إذ يتم بواسطتها دفع أجور بعض العمال مثل أطقم القطاع الصحي، وتستخدم على المستوى الشعبي في شراء مختلف السلع والبضائع بما فيها الخبز وغيره من السلع الضرورية.

وفي شهر يونيو الماضي تم إرسال كميات من الأوراق النقدية التركية إلى مكاتب الصرف ومراكز البريد في شمال غرب سوريا، في عملية تشير «لوموند» إلى أنها لا يمكن أن تتم بدون موافقة رسمية من أنقرة.

ويشير التقرير إلى أن السكان المحليين يشكون في ظل التدخل التركي من ارتفاع مستويات التضخم، وغياب أي رقابة على أسعار المواد الاستهلاكية في أسواق المنطقة.

وتخلص الصحيفة إلى أن النمط الإداري الذي تنتهجه تركيا في المنطقة يخلق بيئة مناسبة لعدم الاستقرار، مشيرة إلى نموذج مدينة عفرين في شمال غرب سوريا.

وتقول «لوموند» إن عفرين عرفت بكونها منطقة زراعية ذات غالبية كردية، إلا أنه ومع غزو تركيا للمنطقة في عام 2018، تم انتزاع الكثير من الأراضي من ملاكها الأصليين وطردهم منها، ومنذ ذلك الحين تم استغلال المنتجات والمحاصيل الزراعية المحلية من طرف أنقرة والميليشيات المتحالفة معها، حيث يتم تصدير شحناتها عبر تركيا نحو السوق الأوروبية، لتشكل بذلك مورداً مالياً مهما لهذا الثنائي.

وتلفت الصحيفة إلى أن الصراع على المكاسب المالية المترتبة على صادرات هذه المنتجات ظلت دائماً المسبب الأبرز لسلسة من الاشتباكات جرت بين الجماعات المسلحة الحليفة لتركيا في المنطقة.