السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«العصار».. مصر تودع الجنرال الحكيم بعد نصف قرن من حمل السلاح

«العصار».. مصر تودع الجنرال الحكيم بعد نصف قرن من حمل السلاح

السيسي يتقدم الجنازة العسكررية للفريق العصار.(الرئاسة المصرية)

ودعت مصر أمس وزير الدولة للإنتاج الحربي، الفريق محمد العصار، الذي وافته المنية مساء الإثنين، عن عمر ناهز 74 عاماً، قضى أغلبها في خدمة الوطن، ونعته كل مكونات المجتمع، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي وصفه بأنه رجل دولة من طراز فريد.

وولد «العصار» في 3 يونيو 1946، وحصل على بكالوريوس الهندسة من الكلية الفنية العسكرية، وماجستير الهندسة الكهربائية، ودكتوراه الهندسة الكهربائية، وتقلد كافة الوظائف الرئيسية لمنظومة التأمين الفني للدفاع الجوي.

ودخل ابن مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة في الدلتا شمال مصر، الحياة العسكرية من بوابة الكلية الفنية العسكرية في القاهرة، إلى ميادين القتال في أرض الفيروز، واستهل مسيرته العسكرية بحرب الاستنزاف كأحد عناصر سلاح المهندسين، فهو خريج دفعة 1967 المعروفة بـ«دفعة النكسة»، وخاض بعدها حرب أكتوبر المجيدة 1973، ليشارك مع أبطال الجيش المصري في استعادة الأرض والكرامة.

عمل «العصار» مساعداً لوزير الدفاع لشؤون التسليح، ومستشاراً لوزير الدفاع للبحوث الفنية والعلاقات الخارجية، وعضواً في المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الفترة بعد ثورة 25 يناير 2011، وكان مسؤولاً عن ملف العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى الاتصال بالإعلام والقوى السياسية، ومن هنا حصل على لقب الجنرال الحكيم، فقد وصفه كل من تعامل معه في تلك الفترة الدقيقة من عمر الوطن، بأنه شديد الاحترام، يستمع أكثر مما يتكلم، ولا تفارق الابتسامة وجهه.

وإبان ثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكم الإخوان، انحاز العصار الذي كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع آنذاك، من جديد، إلى الشعب المصري وتطلعاته، وبعد عامين من ثورة 30 يونيو، قرر الرئيس عبدالفتاح السيسي تعيينه وزيراً للإنتاج الحربي، ليبدأ رحلة جديدة من التفاني في خدمة الوطن، فحقق خلال 5 أعوام، طفرة في مجال الإنتاج الحربي بالتعاون مع عدد من الوزرات، فضلاً عن اتفاقيات التصنيع المشترك مع العديد من الدول، مثل كوريا الجنوبية وبيلاروسيا والبرتغال، والتوسع في إنشاء وتطوير المصانع الحربية وآخرها مصنع 300 الحربي.

وحققت وزارة الإنتاج الحربي في عهد «العصار»، أهدافاً رئيسية في إطار استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة، ومنها، تأمين مطالب واحتياجات القوات المسلحة والشرطة المدنية من الأسلحة والذخائر والمعدات، والمشاركة في المشروعات القومية والتنموية والصناعية بالدولة. وتوطين التكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات لتعميق التصنيع المحلي.

وبلغ عدد المشروعات التي عمل على تنفيذها للارتقاء بالصناعات الحربية، 68 مشروعاً لإعادة تأهيل وتطوير خطوط الإنتاج الحربي، وتطوير إنتاج الذخائر.

كما وضع التعاون مع الجهات البحثية بالقوات المسلحة على رأس أولوياته وعمل على تطوير وإنتاج أنظمة جديدة من الأسلحة والذخائر والمعدات والعربات المدرعة، وكان لها أكثر من إنتاج مبهر، مثل المدرعة «سينا 200»، التي عرضها مع افتتاح مصنع 300 الحربي.

وفي 26 يونيو الفائت، قرر الرئيس السيسي ترقيته إلى رتبة فريق فخري، مع منحه وشاح النيل، وإطلاق اسمه على محور مروري في القاهرة، قبل أن يتقدم وداعه اليوم، في جنازة عسكرية تليق بجنرال أفنى عمره في خدمة تراب وطنه، وانحاز إلى شعبه في أوقات فارقة.