الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

المهمشون في اليمن.. وقـود حرب الحوثيين

قالت منظمة حقوقية مستقلة وأعضاء بفئة المهمشين في اليمن إن ميليشيات الحوثي الانقلابية تستخدم أبناء هذه الفئة وقوداً للحرب ودروعاً بشرية، ما أدى إلى مقتل 3 آلاف شخص منهم على الأقل، وبينهم كثير من الأطفال.

ويبلغ تعداد المهمشين من أصحاب البشرة السمراء، والذي يطلق عليهم «الأخدام» في اللهجة اليمنية الدارجة، أكثر من 3 ملايين ونصف مليون فرد، أي ما يعادل 12% من سكان اليمن البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة.

ويعيش معظم المهمشين في أحياء وتجمعات سكنية تتكون من أكواخ الصفيح والطرابيل المهترئة تنعدم فيها أبسط مقومات المسكن الآمن والشروط البيئية الملائمة للسكن الآدمي، حيث يتواجدون في اليمن عامة لا سيما في العاصمة صنعاء وعدن وتعز وإب والحديدة وحجه ولحج وذمار وشبوه ومارب.

ويعيش معظم المهمشين، الذين يُرجِع بعض المؤرخين أصولهم إلى الحبشة، ظروفاً معيشية صعبة بسبب الفقر الشديد، ويعتمد الكثير منهم في تأمين سبل البقاء على مهن يدوية كأعمال النظافة وغسيل السيارات وحياكة الأحذية وغيرها من المهن، بينما تعد ظاهرة التسول واحدة من مصادر الدخل الذي يعتمدون عليها، بحسب رئيس الاتحاد اليمني لتنمية المهمشين، وهي منظمة مدنية مستقلة أسست عام 2007 وتتبع منظومة الأمم المتحدة، نعمان الحذيفي.

ويقول الحذيفي إن الأمية تنتشر بشكل كبير بين المهمشين حيث يواجه معظم أبناء هذه الفئة صعوبة بالغة في الالتحاق بالتعليم، وإذا تمكن البعض من الوصول للتعليم فإن فرص استمراريتهم تكون معدومة بسبب المضايقات التي يتعرضون لها من زملائهم بسبب ثقافة التمييز العنصري.

تجنيد قسري

وعلى الرغم من مأساتهم الصعبة، لم يسلم المهمشون في اليمن من التجنيد القسري الذي فرضه الحوثيون عليهم ليتخذوا منهم دروعاً بشرية في جبهات القتال، ويغطون من خلالهم النقص في أعداد مقاتلي الميليشيات، «خاصة في جبهات القتال بالساحل الغربي ومحافظات الضالع وتعز والجوف ومأرب وجبهة نهم» طبقاً لنعمان الحذيفي الذي حاورته «الرؤية» لاستيضاح مصير آلاف المهمشين المجندين في صفوف الحوثيين.

وأكد الحذيفي، وهو أيضاً ناشط حقوقي وكان عضواً في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن لتمثيل المهمشين، أن الميليشيات الحوثية ضمت الكثير من المهمشين إلى صفوفها مستغلة جهلهم وفقرهم، ناهيك عن قيامها بتحشيد المهمشين قسراً للقتال في صفوفها.

وذكر أن محافظات ذمار وإب وصنعاء وعمران وصعده والمحويت وحجة والجوف وأطراف من تعز هي أكثر المحافظات التي جُند منها المهمشون، بحسب بيانات جمعتها كوادر وراصدون يتبعون الاتحاد في مختلف المحافظات. وأضاف أن عدد القتلى من المهمشين المجندين قسراً يفوق 3 آلاف قتيل، وبينهم كثير من الأطفال.

تقسيم سلالي

وانتقد رئيس الاتحاد اليمني لتنمية المهمشين وصف زعيم الميليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي للمهمشين بـ«أحفاد بلال» معتبراً أن التسمية تأتي في سياق التقسيم السلالي الذي تفرضه الجماعة الحوثية على المجتمع اليمني.

من جانبه، أكد رضوان مُدهش أحد المهمشين المقيمين في تعز لـ«الرؤية» أن تسميتهم بهذا المسمى تهدف إلى تعميق النظرة الدونية تجاههم، بينما يعتقد الحوثيون أنهم يكرمون المهمشين من خلال هذه التسمية التي ينسبونها إلى الصحابي بلال بن رباح.

وأفاد الحذيفي بأن تسميتهم بأحفاد بلال «إنما يراد من خلالها تجريدنا من هويتنا الوطنية كيمنيين ويعود بنا إلى الحبشة إذ إن إطلاق هذه التسمية علينا سوف يسهم بتأصيل المعضلة العنصرية القائمة علينا في المجتمع اليمني».

قتل بدم بارد

في بعض الأحيان، عندما تمتنع الأسر القبلية عن تجنيد أبنائها لدى الحوثيين يفرضون عليها دفع مبلغ مالي بدلاً من التجنيد، وإذا ما وافقت الأسر القبلية على تجنيد أبنائها فإنهم يحصلون على رواتب شهرية، بعكس الأسر المهمشة التي يجند أبناؤها بالقوة دون أي رواتب، أو يقتلون بدمٍ بارد.

ويعبر الحذيفي عن أسفه لأن المهمشين ليست بأيديهم أي خيارات، فإما أن يموتوا بجبهات القتال، وإما أن يقتلوا بمنازلهم، حيث ينفذ الحوثيون إعدامات ميدانية للمهمشين الذين يرفضون الانخراط في صفوف الميليشيات الحوثية للقتال.

وأعدم الحوثيون يوم السبت الماضي 4 مهمشين في محافظة عمران رفضوا الذهاب للقتال معهم، حيث أمر المشرف الحوثي أبوحسين بقتل 4 مهمشين نازحين في منطقة الجرفين بمديرية قفلة عذر في عمران، نزحوا إلى هناك من منطقة بني داود في بلدة حجور بمديرية كشر - محافظة حجة، بحسب الحذيفي.