السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

عبدالله بن زايد: الإمارات وكوريا الجنوبية ترجمتا معنى الصداقة خلال الجائحة

عبدالله بن زايد: الإمارات وكوريا الجنوبية ترجمتا معنى الصداقة خلال الجائحة

سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن الإمارات وكوريا الجنوبية ترجمتا معاني الصداقة والتضامن، خلال الوضع غير العادي الذي واجهه العالم هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

وقال سموه، في مقال نقلاً عن وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية، تحت عنوان «نموذج لشراكة ثنائية أصبحت أقوى بعد تفشي فيروس كوفيد - 19» إن البلدين يتمتعان بمصالح وأهداف وقيم مشتركة يمكن تحقيقها في إطار تعاون وثيق.

وأعرب، بمناسبة زيارته لكوريا الجنوبية المقررة غداً، تزامناً مع الاحتفاء بمرور 40 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عن تقدير الإمارات لشعب كوريا الجنوبية إذ تحظى الدولتان بعلاقات ثنائية متميزة.

وأوضح أن كوريا الجنوبية من أوائل الدول التي واجهت «كوفيد - 19» عند بداية تفشي الجائحة خلال الأشهر الماضية، مشيراً إلى أنها اكتسبت خبرة كبيرة شاركتها مع الإمارات والمجتمع الدولي، حيث شكلت خبراتها جزءاً مهماً في مجال وقف انتشار الفيروس، بفضل تحركها المبكر والمسؤول، فقدمت نموذجاً يحتذى به على المستوى الدولي.

وأعرب سموه عن فخر دولة الإمارات بأنها استفادت من تجربة كوريا الجنوبية في تنفيذ الإجراءات الوطنية الهادفة إلى الحد من انتشار الفيروس، في حين قدمت الإمارات المساعدة بإجلاء المواطنين الكوريين وعائلاتهم من طهران أثناء ذروة تفشي الوباء، وأبقت على الروابط التجارية مع سيؤول قبل أن تضطر إلى إغلاق الحدود بشكل مؤقت.

كما عبر سموه عن تقدير الإمارات لكوريا الجنوبية لإعطائها الأولوية في تصدير معدات اختبارات الفيروس، حيث سعى كلا البلدين إلى إرسال المساعدات الضرورية للعديد من الدول الأخرى، في إطار التزامها بمبادئ العمل الإنساني.

وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مقاله إلى أن البلدين يقعان في مناطق استراتيجية وحيوية، ويدعم كلاهما تحقيق الاستقرار والرفاهية في الدول المحيطة، وبالتالي تسعى الدولتان إلى الحد من التطرف والأنشطة التوسعية - أينما كانت مصدرها - من خلال تعزيز العمل الجماعي المشترك.

وأضاف «اعتمدنا نموذج العلاقات الثنائية بين بلدينا كمثال يحتذى به لعلاقاتنا مع الدول الأخرى، فقد كسرت الإمارات وكوريا الجنوبية حواجز السفر ووقعتا اتفاقية استثمار متبادل، وتعهد الجانبان بتعزيز التعاون الثقافي وكذلك أشكال التبادل الأخرى، كما كانت هناك 14 رحلة جوية أسبوعية بين كوريا الجنوبية والإمارات قبل الأزمة الصحية العالمية الحالية، ونأمل أن ينمو هذا العدد في المستقبل» بعد انحسار الأزمة.

وتطرق المقال إلى النمو الملحوظ الذي شهدته العلاقات الثنائية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين عام 1980. وقال «على مر السنين، تطلعت دولة الإمارات للتعاون مع كوريا الجنوبية نظراً لخبرتها الكبيرة في مجالات التصنيع والتكنولوجيا، وتطلعت كوريا الجنوبية للتعاون مع الإمارات نظراً لخبرتها الكبيرة في مجال الخدمات اللوجستية والتجارة والسياحة في الشرق الأوسط».

وأشار المقال إلى أن العلاقات الثنائية بين البلدين وصلت إلى مرحلة مهمة عندما وقعت الإمارات عقوداً مع شركة الطاقة الكهربائية الكورية و«هيونداي» و«سامسونغ سي آند تي» للمساعدة في بناء أول محطة للطاقة النووية في العالم العربي، حيث ستلبي محطة براكة للطاقة النووية 25% من احتياجات الإمارات المحلية من الطاقة عندما تبدأ العمل بكل طاقتها، مما سيخفض من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بمقدار 21 مليون طن سنوياً.

كما أكد سموه أن البلدين يتمتعان بشراكة قوية في قطاع الطاقة التقليدية من خلال توقيع اتفاقيات هامة في مجالات حقول النفط والغاز، مشيراً إلى أن الدولتين دعمتا في عام 2018 علاقاتهما المتميزة على جميع المستويات بعد أن وقعتا شراكة استراتيجية مميزة من شأنها تعزيز الفرص التي تؤسس أسواقاً وقنوات اقتصادية جديدة خارج كوريا الجنوبية والإمارات.

وأضاف: «اليوم تشمل الشراكة التجارية بين الإمارات وكوريا الجنوبية عدداً كبيراً من القطاعات والأنشطة، بما في ذلك تجارة السلع، وتطوير التكنولوجيا، والبحث والتطوير في مجال الطاقة، والخدمات المالية، والخدمات اللوجستية، والصحة، والأمن الغذائي، والزراعة، وقطاعات أخرى».

وأشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى أن حجم التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين وصل إلى ما يقارب 5 مليارات دولار أمريكي، وهناك أكثر من 50 شركة كورية مقرها في الإمارات، التي تضم أكثر من 10 آلاف مواطن كوري جنوبي.

وقال: على الرغم من كل هذه الإحصائيات المتميزة للبلدين، إلا أن الجانبين يعتبران ذلك مجرد بداية لعلاقة أعمق وأوسع نوفر من خلالها حلولاً مشتركة لعدد أكبر من الأسواق، وبالتالي سيكون من المناسب أن يكون لكوريا الجنوبية مشاركة متميزة في إكسبو 2020 دبي الذي سيعقد في عام 2021 نظراً للظروف غير المسبوقة التي واجهها العالم بسبب الجائحة. و«نرحب بالتزام دولة كوريا الجنوبية بالمشاركة بشكل قوي في هذه الفعالية التاريخية والتي تتزامن مع الذكرى الـ50 للاتحاد».

واختتم سموه المقال قائلاً: «أود أن أعبر عن تقديري الشخصي لنظيرتي معالي كانغ كيونغ - وا، وزيرة خارجية جمهورية كوريا الجنوبية، لمنحي شرف أن أكون أول وزير خارجية يزور بلدكم منذ تفشي جائحة كوفيد - 19، تعتبر زيارتي اليوم بمثابة شهادة على التقدير والاحترام المتبادل بين قيادة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية لبعضهما البعض ورؤيتنا المتفائلة لعالم ما بعد كوفيد - 19، وكذلك مستقبل مشرق سنتعاون في تشكيله سوياً».