الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بعد محاكمة الإعلامي نيشان.. قلق من التدخل التركي في لبنان

بعد محاكمة الإعلامي نيشان.. قلق من التدخل التركي في لبنان

تدخلت السفارة التركية في النزاع وحشدت عشرات المتظاهرين للتظاهر أمام محطة الجديد - رويترز

يواجه الإعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونيان ومقدم برنامج أنا هيك على تلفزيون الجديد دعوة قضائية من النيابة العامة الاستئنافية في بيروت بعد تصريحات أدلى بها مؤخراً تضمنت ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب ذا عرب ويكلي أحالت النيابة العامة التميزية نيشان إلى المحاكمة في 9 يوليو الماضي أمام محكمة المطبوعات في بيروت بعدما كانت قد أحالته سابقاً إلى المباحث الجنائية التي أجرت التحقيقات بتهمة إهانة تركيا ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 8 أكتوبر.

ويعود سبب الدعوى على خلفية إدلاء نيشان بعدة تصريحات خلال تقديمه برنامجه أنا هيك شكلت إهانة إلى تركيا وتحديداً لأردوغان.

وكان ديرهاروتيونيان قد استضاف في 10 يونيو الماضي الوزير السابق وئام وهاب، فوصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـأنه «عثماني خبيث».



وتلقى نيشان رسالة من أحد متابعي البرنامج وصفه فيها بأنه «لاجئ» كونه أرمنياً، فرد نيشان: «أردوغان ابن مليون خبيث هو والعثمانيون والأتراك»، ما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف «إذا اعتبرتموني لاجئاً فأنا لبناني أكثر منكم وأنا فخور ببلدي لبنان أكثر منكم».

ودانت السفارة التركية في لبنان هذه التصريحات بحق تركيا ورئيسها، معتبرة أنها لا تندرج في إطار حرية التعبير، وقالت إن ديرهاروتيونيان ووهاب أهانا علانية ومباشرة رئيس جمهورية تركيا والشعب التركي، «ولا يمكن بأي حال الدفاع عن هذه الإهانات بحجة حرية التعبير».

وأظهرت التطورات الأخيرة أنه حتى لبنان التي لا تشمل الوجود التركي العسكري أو تجمعها أي حدود مشتركة مع تركية، ليست مستثناة من تدخلات أنقرة.

وقالت مصادر سياسية لبنانية إن مزاعم محاكمة الصحفي الأرمني الأصل نيشان بتهمة إهانة الرئيس التركي، هي جزء من المواجهات المستمرة بين الأرمن اللبنانيين وتركيا المتسببة بارتكاب إبادة جماعية ضد الأرمن بين عام 1914 و1923.

ومن ناحية أخرى يبدو أن انتقادات بعض الأرمن اللبنانيين الشديدة بحق تركيا تحرج السلطات اللبنانية التي حاولت تخويف المنتقدين للالتزام بالخطوط الحمراء.

وتعاني لبنان من العديد من القوى الخارجية التي تضغط على البلد الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، بدءاً من ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران، وتحاول تركيا الآن كبح الحريات اللبنانية التي يفخر مواطنوها بها من خلال ممارسة الضغط على السلطات اللبنانية أيضاً.

وقال صحفي لبناني لعرب ويكيلي طالباً عدم الكشف عن هويته، انه لا توجد أي أسباب للاتهام القضائي ضد نيشان، وأكد أن هذه المسألة هي مسألة نزاع تاريخي، والأمر يتعلق بجريمة كبرى ضد الشعب الأرمني وهي جريمة ترفض تركيا الاعتراف بها وأشار إلى أن هذا الأمر يستفز الأرمن أينما كانوا.

السفارة التركية تحرض وسط مخاوف المراقبين

تدخلت السفارة التركية في النزاع وحشدت عشرات المتظاهرين للتظاهر أمام محطة الجديد ضد إهانة الدولة العثمانية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ورفع المتظاهرون الأعلام ورددوا هتافات مؤيدة للإمبراطورية العثمانية وأردوغان، ودعوا تلفزيون الجديد والمقيمين على البرنامج للاعتذار.

وفي أوائل يونيو، تم إطلاق حملة مماثلة على الإنترنت تستهدف الإعلامي نيشان، حيث قام مؤيدو الرئيس التركي بإلقاء الشتائم العنصرية واستخدام وسم تشهيري على تويتر رداً على انتقاده لأردوغان.

وقال مراقبون إن تركيا نجحت في استغلال الفراغ السياسي في لبنان الناجم عن تصاعد الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.

ووفقاً للمراقبين فإن أنقرة تمكنت من التسلل إلى البلاد وإنشاء لوبي لإسكات منتقدي التاريخ العثماني وسياسات أردوغان في المنطقة والتي يتأثر بها لبنان مثل سوريا وبقية الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وقال المراقبون إن أنقرة تحاول أيضاً دفع جدول أعمال يخدم مصالحها الذاتية، وهو واقع يعمل بنفس الطريقة الراديكالية والمتعنتة مثل معاداة السامية ويعرض متهمي الإمبراطورية العثمانية لاتهامات قانونية.

ومن ناحية أخرى تستفيد تركيا من دعم تنظيم الإخوان في المنطقة الذين يمجدون التاريخ العثماني على حساب الدول العربية، وهو اتجاه ضار جداً وبشكل خاص في الصراع الليبي.

كما يظهر هذا الاتجاه في توسع نفوذ أنقرة في تونس واليمن والصومال، ويعتبر المتطرفون في هذه البلدان المناورات التوسعية التركية «انتصاراً» لهم ولرؤيتهم للعالم العربي والإسلامي.