الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ثنائية الرواتب وكورونا تزيد معاناة المبتعثين السودانيين وسط تجاهل الحكومة

ثنائية الرواتب وكورونا تزيد معاناة المبتعثين السودانيين وسط تجاهل الحكومة

رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك. (رويترز)

شكا مبتعثون سودانيون في جامعات حول العالم مما وصفوه بالإهمال الحكومي لهم، حيث لم يتقاضوا مخصصاتهم المالية لأشهر عدة، مؤكدين أن وضعهم مزرٍ للغاية، وظروفهم المعيشية صعبة.

وأقر وكيل وزارة التعليم العالي، سامي شريف، بوجود عجز في سداد مستحقات المبتعثين بالخارج، خاصة المبتعثين بدول شرق آسيا، ولكنه أكد في تصريحات لـ«الرؤية» أن الأزمة في طريقها إلى الحل، وأنهم حولوا بالفعل 2 مليون دولار مرتبات الأشهر الماضية لمبتعثين في الصين وبعض الدول الأفريقية.

ويعاني السودان من أزمة اقتصادية طاحنة تفاقمت خلال السنتين الأخيرتين من حكم الرئيس المعزول عمر البشير، وورث النظام الانتقالي الذي جاء بعد الثورة على البشير أوضاعاً اقتصادية وإدارية منهارة.

وقالت سلمى صديق، مبتعثة في جامعة برلين الحرة بألمانيا، لـ(الرؤية): «دخلنا في شهرنا السابع بدون مرتبات»، مشيرة إلى صعوبة الأوضاع في ظل جائحة كورونا، وأنها تسكن في غرفة مشتركة وهو أمر مخالف للقانون، كما أن التأمين الصحي في أقل الباقات حتى تكتمل الأوراق الرسمية وهو غير مجدٍ.

وأوضحت أن هناك من فصلوا من الجامعات بسبب عدم دفع الرسوم.. وقالت: «نحن الآن على الحافة، ونعيش بأقل التكاليف الممكنة».

وأضافت: «كل الدعم توقف وكورونا زاد الوضع سوءاً لأننا لا نستطيع العودة للبلاد حتى».

من جانبه، قال محمد عامر، المحاضر بكلية التربية جامعة الخرطوم والمبتعث بجامعة الشمال الغربي في مدينة لانجو بالصين، إن هنالك مجموعة من الالتزامات على الوزارة للمبتعثين وأهمها الالتزام المالي الشهري وعلاوة المبتعث ويستخدمها المبتعث في توفير الاحتياجات الأساسية مثل الأكل والإيجار، ويعني انقطاعها توقفه عن الدراسة.

وأشار إلى أن الوزارة تقاعست عن التزاماتها بشأن المبتعثين وبالأخص الالتزام المالي وتسببت بأضرار كبيرة لهم.

وتساءل: لماذا لا تتواصل الوزارة مع المبتعثين وتخبرهم بعدم قدرتها على دفع العلاوات وتستخدم علاقاتها الدبلوماسية والخارجية! فهناك مكاتب مخصصة من منظمات لهذا الشأن، وكان على الجامعات أن تستغل علاقاتها الدبلوماسية مع الجامعات الأخرى أو تستدين.

وأضاف: «دخلنا في مشاكل مع المؤجرين وقد تم إنذاري بالطرد نهاية الشهر، ومعي أسرتي ولا أعرف ماذا أفعل».

المبتعث في جامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا أحمد ضيين، شكا سوء الأحوال المادية إضافة لجائحة كورونا التي أوقفت كل شيء، قائلاً: لا يوجد عمل ولا منح ولا أي شيء الوضع باختصار مزرٍ للغاية".

ويبلغ عدد المبتعثين لنيل الدرجات العلمية نحو (700) شخص في أكثر من (17) دولة.

وقال وكيل وزارة التعليم العالي لـ «الرؤية» أن تأخُّر مستحقات المبتعثين كانت بسبب وجود مشكلات في التحويلات المالية لبعض الدول، بجانب إغلاق مطار الخرطوم، وإغلاق بعض المصارف التي يتم التعامل معها فيما يتعلق بالتحويلات، فضلاً عن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.



اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء