السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«تأثيرات خطيرة» لسد النهضة على السواحل الفلسطينية

«تأثيرات خطيرة» لسد النهضة على السواحل الفلسطينية

صورة بالاقمار الصناعية للسد.(رويترز)

حذر مختص فلسطيني في مجال المياه والموانئ من مخاطر إقامة سد النهضة الإثيوبي على السواحل الفلسطينية والمصرية، مناشداً الجهات المصرية والفلسطينية التنسيق فيما بينهما لحماية هذه السواحل.

وقال الدكتور، زاهر كحيل، أستاذ علم المياه لـ«الرؤية» إنه «بفعل سد النهضة، سينعدم تعويض الرمال من الجنوب إلى الشمال في شواطئ فلسطين، لقلة الدفع عبر نهر النيل لانخفاض منسوب المياه ولعدم وجود قوة هايدروليكية كافية من الماء لدفع التعويض المطلوب من المترسبات، التي كانت تأتي إلى مياه البحر مع ضخ مياه نهر النيل في البحر المتوسط».

وأضاف كحيل، الذي عمل في جامعة سالفورد في المملكة المتحدة: «هذا يقود إلى انحسار الشاطئ ليصبح ملاصقاً للعمران، بدءاً من مدينة بور سعيد المصرية وانتهاءً بمدينة حيفا شمالي فلسطين، ومروراً بقطاع غزة».

وأوضح أن قطاع غزة لا توجد فيه مشاريع اصطياد للمترسبات والرمال من الجنوب، مثل الألسنة البحرية، مؤكداً على أن ذلك سيؤدي إلى رحيل الشاطئ الرملي الذهبي إلى الشمال لتصل المياه إلى المباني والشوارع المحاذية للشاطئ، خلال فترة أقصاها 5 سنوات وهي فترة ملء سد النهضة وما بعده.

وقال أستاذ علم المياه، إن قرابة نصف مليون متر مكعب من الرمال يتم جرفها سنوياً باتجاه الشمال بمحاذاة الشاطئ وبشريط متوسط عرضه 200 متر، ويتم تعويض هذه الكميات من الجنوب، مشيراً إلى أنه تم حساب هذا الأمر بعدة طرق عالمية لكيفية حساب الانجراف الرملي على مستوى البحر، وهي طرق تربط بين كمية الرمال المتحركة وسرعة التيارات وكثافة وحبيبات الرمل وتحركات الرياح وهي عبارة عن معادلات دولية تم تطبيقها على غزة كانت هذه النتائج من بينها عدة طرق إحداها تسمى طريقة «بيكر»، إضافة إلى الملاحظات الميدانية كانت تؤكد هذا الأمر.

وقال كحيل، الذي عمل في العديد من الجامعات العربية والبريطانية أشرف على العديد من البحوث الدولية في هذا المجال: إن نهر النيل يحمل نحو 110 ملايين طن من الطمي سنوياً، معظمها يأتي من الهضبة الحبشية، مؤكداً على أن هذه الكميات من الطمي لها أثر كبير على دول الحوض حيث تجدد خصوبة التربة على الضفتين في بعض المناطق وفي المقابل تقلل من السعة التخزينية للخزانات والسدود على مسار النيل، وذلك وفق دراسات ومراجع دولية.

وأوضح أن هذه المترسبات تستمر بشكل متراكب ومتتالٍ إلى أن تصل إلى سواحل فلسطين مروراً بسواحل سيناء الغربية.

وحذر كحيل من أن كافة الأحياء البحرية الشاطئية سيتم تدميرها، وستختفي بعض الأسماك والكائنات البحرية والطحالب المغذية، إضافة إلى ازدياد بسيط في ملوحة البحر، لانعدام الصب من مياه النيل العذبة، مشيراً إلى أن هذا الأمر بحاجة إلى بحث بيئي حيوي منفصل.

وشدد على أن زيادة ملوحة مياه البحر سيؤثر سلباً على المياه الجوفية وسيؤدي هذا السد إلى اندحار المياه الجوفية شبه الكامل عن القطاع.

وقال: «دخول المياه المالحة والتي ستزداد ملوحة بوجود الحجز للمياه من سد النهضة وبارتفاع ضغطها الموضعي بارتفاع المياه المالحة على المياه الجوفية، وبقوة هذا الضغط تغور المياه الجوفية العذبة وتهرب إلى باطن الأرض والتي يصل رجوعها في بعض الأماكن في قطاع غزة إلى 2 كيلو متر في العمق».

وحذر الخبير الفلسطيني من أن انحسار الشاطئ ودخول المياه، بعد انجراف الرمال الشاطئية، سيجعل من المياه تنحر بشكل مستمر الشوارع المحاذية للشاطئ، مما يؤدي إلى خطورة قادمة، علاجها يكلف الكثير لحماية.

وعن الحل المرحلي طالب الخبير الفلسطيني السلطات المحلية في غزة لعمل خطة شاملة لحماية شاطئ قطاع غزة، تتمثل في عدة عناصر منها ألسنة صخرية، وخرسانية وإقامة رصيف أو حوض وقنوات مائية بحرية لنقل الرمال من مكان لآخر.

وشدد على ضرورة أن تكون عمليات ضخ منتظمة للرمال من أعماق البحر للشاطئ حماية للشوارع الشاطئية، والتنسيق مع مصر فيما يتعلق بالإدارة الشاطئية للمترسبات.

ويقع سد النهضة على النيل الأزرق، في ولاية بنيشنقول - قماز الأثيوبية، والتي تقع على مقربةٍ من الشّريط الحدودي الفاصل بين إثيوبيا والسودان، ويأتي النيل الأزرق بنسبة (80 - 85%) من المياه المغذية لنهر النيل، التي تصل في الصيف فقط أثناء سقوط الأمطار الموسمية على هضبة الحبشة ولا يشكل في بقية الأيام من العام النسبة ذاتها.

تواجه مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا صعوبات على الرغم من 9 سنوات على بدء التفاوض بشأن السد الذي تعتبره القاهرة مهدداً للشعب المصري، بينما ترى أديس أبابا أنه ضرورة لتنمية الدولة. واختتمت مساء الاثنين المحادثات الخاصة بالسد برعاية الاتحاد الأفريقي والتي استمرت على مدار 11 يوماً بحضور وزراء المياه من الدول الثلاث وممثلي الدول والمراقبين.

والاثنين صرح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن مصر تسير وفق التعهد الذي صدر في مكتب الاتحاد (الأفريقي) بعدم اتخاذ إجراءات أحادية، ونتوقع من كافة الأطراف احترام هذه التعهدات، مؤكداً أن الجانب الإثيوبي يتعنت في موقفه ببناء السد دون التوصل لاتفاق يعالج مخاوف مصر والسودان.



اقرأ أيضاً : مسبار الأمل .. من الألف إلى الياء