الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مهاجرون عرب: مسبار الأمل سيغير الصورة النمطية عن بلداننا في الغرب

شكلت مهمة مسبار «الأمل» الإماراتي إلى المريخ في عيون أبناء المهجر همزة الوصل بين إنجازات العرب التاريخية في العلوم التي عرفوا بها منذ قديم الأزل وبين المستقبل الذي تراجعت عنه الأمة.

وعلى مدى ساعات ترقبت الجاليات العربية في دول الغرب لحظة إطلاق مسبار «الأمل» من قاعدة اليابان متجهاً إلى كوكب المريخ، معتبرين أن هذه اللحظة التاريخية هامة لتغيير الصورة النمطية عنهم في الدول التي يعيشون فيها وأن بلادهم فيها ما يفخرون به، حسب مهاجرين عرب تحدثوا لـ«الرؤية».

وأشادت وسائل إعلام عالمية بالإطلاق الناجح لـ«مسبار الأمل» الإماراتي مساء الاثنين، إلى كوكب المريخ، معتبرين أنها لحظة تاريخية في حياة العرب وخطوة نحو المستقبل وإلهام لأجيال من الشباب في المنطقة.

الكاتب والمفكر الأردني البلجيكي، مالك العثامنة، قال لـ«الرؤية»، إن هناك زاوية أخرى ومعنى أعمق لمسبار الأمل الإماراتي، فنحن أمام حالة نوعية من الاستثمار المالي الهائل في العلم والمعرفة في سبيل تحقيق التنمية الإنسانية.

وأضاف العثامنة، أن الطموحات التي يحملها المسبار أكبر من تلخيصها في كلمات، ودلالاتها عميقة: «أهمها لي أنا كمهاجر في أوروبا هو تلك القدرة على تغيير التنميط السائد عن العربي في الغرب، نحن فعلياً أمام حالة متقدمة تكسر هذا التنميط بدون ثرثرة ولا ضجيج، فالعربي ليس ذلك الثري الذي يرتبط بالجمل والترف والصحراء القاحلة».

وأشار إلى أن دولة الإمارات، بمسبار الأمل، لم تنكر الجمل كتراث لكن وظفت المال لتطلق مركبات الفضاء، والترف الذي شوهته الصور النمطية لأفلام هوليوود في السابق، صار ترفاً متاحاً للجميع من أي مكان فالصحراء لم تعد قاحلة بل صارت الصحراء نفسها مكان راحة.

وتابع «أن الفضاء عند الإمارات مشروع علمي لمحطات طموحة في المجموعة الشمسية، ولا يزال عند آخرين هذا الفضاء مجرد محطات ثرثرة في مجموعة القمر الصناعي».

ومن المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى المريخ بحلول فبراير 2021. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها دولة الإمارات العربية المتحدة حول المريخ، وسيظل المسبار في المدار لمدة عام مريخي - أي ما يعادل 687 يوماً على الأرض - لجمع البيانات حول الغلاف الجوي للمريخ.

وقال رئيس بيت العائلة المصرية في ألمانيا، علاء ثابت، إن هذا الإنجاز غير المسبوق شرف لكل عربي في كل مكان في العالم، مؤكداً أنه ينظر إليه على أنه منجز لكل العرب وليس الإماراتيين وحدهم.

وأضاف ثابت لـ«الرؤية»، أن أصحاب النظرة المتدنية للعرب هنا في أوروبا أو الولايات المتحدة عليهم إعادة النظر فيما يعتقدون، فنحن لسنا إرهابيين، وهذا الإنجاز رد على كل مغرض يحاول تشويه صورة الإنسان العربي.

وأكد أن العلماء العرب في كل مكان أثبتوا وجودهم، مشدداً على أن هذا الإنجاز سيساهم في تغيير الصورة المغلوطة عن العرب، فالوصول للفضاء وسط أزمة كورونا إنجاز كبير، ويجب أن يكون بداية للنهوض بالبحث العلمي في منطقتنا، لنساهم بشكل أكبر في بناء الحضارة الإنسانية.

وقال الأمين العام للمنظمة النرويجية للعدالة والسلام في أوسلو، طارق عناني، إن هذا المنجز العربي بإمكانه المساهمة في تغيير النظرة السلبية إلى العرب وأنهم مجرد بدو يعيشون في الخيام.

وأضاف عناني، وهو من أصول مصرية، أنه يحكي لأطفاله عن العصر الذهبي للعرب حين كانوا أسياد العالم في العلم والمعرفة، لكنه كان يواجه مشكلة معهم: «كانوا يسألونني، ما الذي أنجزه العرب في العصر الحديث، كنت أصمت، لكن الآن سأخبرهم أننا في الشرق الأوسط أرسلنا مبساراً لاستكشاف المريخ».

الناشط الفلسطيني المقيم في ألمانيا، رئبال عزت، قال إنه من الصعب تغيير هذه النظرة تجاه العرب، وإن مسبار الأمل لن يغيرها وحده.

وأضاف لـ«الرؤية»، أنه إذا أراد العرب تغيير نظرة العالم لهم، فعليهم استثمار أموالهم في البحث العلمي لنلحق بركب الحضارة الإنسانية، ويكون إطلاق المسبار بداية لمزيد من التحديث والتطور.

وأكد ضرورة وجود استراتيجية إعلامية عربية تخاطب العالم بلغته، ونتوقف عن مخاطبة أنفسنا فقط: «حينها يمكن أن يبدأ العالم في تغيير قناعاته عنا، حين وصلت ألمانيا قبل سنوات أرادوا تعليمي كيف أستخدم الآلة الحاسبة، إنهم يعتقدون أن العرب يعيشون في ظلمات التخلف والجهل».