الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الحج في زمن «كورونا».. انتصار للعلم والدين

الحج في زمن «كورونا».. انتصار للعلم والدين

المسجد الحرام تهفو إليه القلوب في موسم حج استثنائي هذا العام. (أ ب)

نجحت المملكة العربية السعودية في التوفيق بين المقاصد الشرعية من أداء الحج، وبين العلم ممثلاً في نصائح خبراء الصحة، من خلال تنظيم الفريضة لهذا العام مع وضع إجراءات احترازية للوقاية من جائحة كورونا.

ويُمثّل تنظيم الحج في ظل جهود المملكة والعالم لمكافحة كورونا، الذي مس ضُرُّه الملايين، ضربة لجماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، حيث نزع منها ورقة تسييس الأمور واتهام السعودية بتعطيل شعيرة من شعائر الإسلام، مثلما رفضت أبواق الجماعة قرارات غلق المساجد في مختلف الدول لحماية المصلين من الفيروس، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الرؤية».



وقال عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف الدكتور عبدالله النجار، إن العلم والإيمان الحقيقي، هما عدو الإسلام السياسي الأول، والأخطر على مشروعهم الاستعماري الجديد، فهم يريدون أتباعاً منصاعين ومسوخاً بشرية تلتزم برأي وكلام المرشد وقياداتها، وتطيع الأوامر في صمت، ولو كان ذلك بالموت تفجيراً.

وأشار النجار في تصريحات لـ«الرؤية» إلى أن «العلم الشرعي يقاوم مثل هذا التألّه الإخواني وتأليه القيادات وكلامها. إنهم لا يريدون شرعاً».

وأضاف أن الجماعة تريد إنساناً لا يعقل، لذلك يشحذون أسلحتهم ضد المؤسسات الدينية والعلمية، ويطيرون فرحاً بأي مدَّعي علم يخضع لهم، ويُمجِّدونه ليحُثّوا العلماء على الخضوع لهم.

وتابع النجار بقوله: إن قرارات الدول العربية بإغلاق المساجد وغيرها من إجراءات لمواجهة كورونا، لم تسلم من فتاوى هؤلاء، لكن لم يعبأ بها أحد.



من جهته، قال القيادي السابق بالجماعة الإسلامية في مصر ناجح إبراهيم، إن الإخوان حاولوا بشتى السبل استغلال إغلاق المساجد عبر دعوات أطلقوها على مواقع التواصل الاجتماعي لإعادة فتحها، ثم الدعوة لصلاة الجمعة وغيرها من صلوات، ودعوة الناس للخروج في مسيرات وتجمعات للدعاء، لكنها لم تلقَ أي صدى بفضل قوة الدولة ونفاد رصيد الجماعة الإرهابية لدى المواطنين.

وأضاف إبراهيم لـ«الرؤية»: «إن جميع الهيئات الإسلامية أيَّدت موقف المملكة بتنظيم الحج، وقصْره على أعداد محدودة جداً للمقيمين بالداخل، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أكد أن قرار السعودية حكيم ومأجور شرعاً، فهو يراعي عدم تعطيل فريضة الحج والحرص على سلامة حجاج بيت الله الحرام، وإعلاء حفظ النفس كأهم مقاصد الشريعة الإسلامية، ويدل على وعي قيادة المملكة بخطورة كورونا، خاصة في ظل الانتشار المتسارع لهذا الوباء الذي يُهدِّد أرواح الناس في كل مكان».



بدوره، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عبدالوهاب عيسى، إن المؤسسات الدينية تعلمت جيداً من دروس الماضي، وباتت تعي حجم المخاطر التي ستهدد الجميع حال السماح لمثل هذه الجماعات بالظهور على الساحة الدينية من جديد، وهذا ما تجلّى بقوة في قرار خفض أعداد الحجاج.

وأضاف عيسى لـ«الرؤية» أنه يمكن القول إن حج هذا العام شهد ما يمكن وصفه ببعث ديني جديد، واعتماد تام على العلم سواء الشرعي منه أو المادي، ولم يكن ممكناً اتخاذ مثل هذه القرارات في ظل انتشار خرافات تيار الإسلام السياسي والمزايدات التي دأبوا على ممارستها في وجه المؤسسات الدينية.

ويرى عيسى، أننا أمام بعث ديني نعتمد فيه على العلماء الحقيقيين وليس المدَّعين، ونعتمد على الاستنتاج العلمي وليس أهواء وغرائز المتشددين المضطربة.