السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جهود تونسية لتأسيس جبهة تقدمية واسعة ضد حركة النهضة الإخوانية

لم تتوقف منذ يوم الخميس الماضي 30 يوليو دعوات أحزاب وناشطين سياسيين ونقابيين ومثقفين لبناء جبهة تقدمية واسعة ضد حركة النهضة الإخوانية تكون نواتها الأولى قائمة النواب الـ97 الذين طالبوا بعزل زعيم الحركة راشد الغنوشي من رئاسة البرلمان.

ترمي هذه الجهود إلى وضع حد لحالة التشظي التي تعيشها القوى السياسية المعارضة للإسلام السياسي ومشروع الدولة الدينية التي تعمل حركة النهضة الإخوانية منذ 10 سنوات على تكريسه.

ومن بين الأحزاب التي طالبت بهذه الجبهة حزب تحيا تونس وحزب مشروع تونس والحزب الدستوري الحر.

وكتب رئيس كتلة تحيا تونس مصطفى بن أحمد على صفحته بموقع فيسبوك مطالباً بتدعيم هذا الائتلاف بين النواب الـ97 الذين صوتوا بالموافقة على سحب الثقة من الغنوشي، الخميس الماضي. وكان الإجراء يحتاج لموافقة 109 نواب بالمجلس.

وقال بن أحمد «هذا الائتلاف يشكل بارقة أمل وقوة يمكن البناء عليها لو تخلصت أطرافه من الأحكام المسبقة وتجاوزت عقلية الدكاكين الحزبية وكانت في مستوى المرحلة التاريخية».

وقال المحلل السياسي هشام الحاجي لـ«الرؤية»: «إن بناء هذه الجبهة ممكن بعد التقاء 97 نائباً على موقف واحد من الغنوشي ونلاحظ أن هذه المجموعة هي نفسها تقريباً التي رفضت من البداية تولي الغنوشي رئاسة المجلس ما يعني أن هناك تناغماً بينها ومن الممكن تطويره».

واستدرك قائلاً: «إلا أن الشرط الأساسي للنجاح في بناء هذه الجبهة هو ضرورة الترفع عن المزايدات والتفكير الجدي والعميق في مستقبل تونس والحفاظ على مكاسبها الحداثية وإرثها الإصلاحي العميق».

وفي تصريحات لـ«الرؤية»، طالب الباحث جعفر الأكحل ببناء هذه الجبهة وقال: «أنا أكتب منذ 10 سنوات مطالباً القوى التقدمية ببناء جبهة واسعة وكانت تجربة نداء تونس في البداية تجربة مهمة وربحنا بها الانتخابات في 2014 لكن سرعان ما تم تفكيك النداء بسعي وتخطيط من حركة النهضة عن طريق تواطؤ بعض الندائيين».

وأضاف: «لا يمكن لعبير موسى (رئيسة الحزب الدستوري الحر) وحدها أن تقف ضد الإخوان. المسألة أكبر بكثير من أن تكون متوقفة على عبير موسى فقط، علينا بناء جبهة تقدمية واسعة تجمع كل الأطياف السياسية والفكرية المؤمنة بالمشروع الحداثي وسيادة القرار الوطني ضد الإخوان المسلمين وحلفائهم من أتراك وقطريين».

واعتبر القيادي السابق وأحد مؤسسي نداء تونس والوجه اليساري البارز بوجمعة الرميلي أن البلاد تحتاج اليوم لقوة سياسية جديدة تلتقي على أرضية محددة تجمع بين الأحزاب والجمعيات والنقابات والمنظمات والمثقفين للحفاظ على البلاد وانقاذها من سطوة الإسلام السياسي.

وأشار الرميلي في تصريحه لـ«الرؤية» إلى أن التجارب السابقة في تجميع العائلة الديمقراطية والحداثية فشلت لأننا ارتكبنا أخطاء ولا بد من فهم أسباب الفشل حتى لا تتكرر، على حد قوله.

وخسرت حركة النهضة انتخابات 2014 كما خسر مرشحها منصف المرزوقي الرئاسة لكن حزب نداء تونس الذي فاز بالانتخابات بحوالي 90 مقعداً سرعان ما انهار بعد تحالفه مع حركة النهضة وقد انقسم الحزب إلى مجموعة من الأحزاب الصغيرة لم تحقق شيئاً في انتخابات 2019 بما فيها نداء تونس.