الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

خبير عسكري لـ«الرؤية»: انفجار بيروت أقوى من «أم القنابل».. وحزب الله مسؤول

خبير عسكري لـ«الرؤية»: انفجار بيروت أقوى من «أم القنابل».. وحزب الله مسؤول

جميع المؤشرات تشير إلى أن مالك هذه الشحنة هو حزب الله - رويترز

بعد انفجار بيروت، أعلنت الحكومة اللبنانية رسمياً أن سبب الانفجار يعود إلى وجود 2750 طناً من المواد الشديدة الانفجار، وهو ما وصفه الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أعياد طوفان بأن مفعولها أقوى من مفعول أقوى قنبلة في العالم.

وأشار في تصريحات لـ«الرؤية» إلى أن أقوى قنبلة في العالم تزن 9.8 طن وتشكل أضخم سلاح غير نووي في الترسانة الأمريكية فهي دقيقة وقوية ودقيقة التصويب وتوازي قوة تفجيرها 11 طناً من المتفجرات.



والقنبلة من طراز جي بي يو-34/بي وتسمى أم القنابل، ويبلغ طول القنبلة 9 أمتار ويبلغ قطرها متراً واحداً وهي أضخم قنبلة بالتاريخ ويتم توجيهها بالأقمار الصناعية بعد إلقائها من الجو.

وأضاف الخبير العسكري، وهو عميد ركن سابق في قوات الحدود بالجيش العراقي، أنه إذا قسمنا وزن شحنة نترات الأمونيا سبب انفجارات بيروت والبالغ 2750 طناً على وزن «أم القنابل» البالغ حوالي 10 أطنان، فهذا يعني أننا بحاجة إلى ما يقارب 30 قنبلة من هذا النوع لنحصل على تفجير بنفس قوة تفجير ميناء بيروت، ويحتاج ذلك إلى 30 طائرة من النوعية التي تحمل هذه القنبلة الأقوى في العالم والتي تحدث حفرة تفجير قطرها يزيد على 100 متر.



وتحدث عن الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت وطالت أضراره الأبنية الواقعة على بعد 10 كيلومترات، وأطاح بالأبواب والنوافذ، وهذا يصور حجم الكارثة الحقيقية.

وأشار العميد طوفان إلى أن القوى التدميرية الهائلة لانفجار ميناء بيروت لم يشعر بها سكان المدينة الذين عاصروا حرب لبنان عام 1982 وانفجار السفارة العراقية في لبنان عام 1981، ولا حتى عمليات القصف التي طالت مناطق الضاحية في هجوم إسرائيل الأخير.

وأكد أن قوة الانفجار ونوعية المواد المتفجرة التي تقارب 3 آلاف طن إضافة إلى الدخان المصاحب للتفجير والذي وصل للحدود السورية وكان لونه أبيض وأحمر وهو دليل واضح على قوة التفجير الذي خلف هذا الدمار في ميناء بيروت.

مستودع كبير جداً



وبالنسبة لمساحة المستودع الذي يضم تلك الشحنة من المواد المتفجرة، أكد العميد طوفان أن تخزين المواد المتفجرة لا يكون بمراكمتها فوق بعضها رأسياً وإنما بشكل أفقي. وأضاف أنه وبشكل تقريبي قد يستحوذ كل طن من المتفجرات على ما يقارب مترين، لذلك يتوقع أن تكون مساحة المخزن كبيرة جداً تصل إلى 6 آلاف متر مربع، وقد يكون من أكبر المخازن في ميناء بيروت.

وعن الطريقة السليمة لتخزين مثل هذه المواد المتفجرة، قال العميد طوفان إنها يجب أن تحفظ بمناطق بعيدة وخارج المدن وتتحقق لها الحماية الرئيسية وهي التي تتوافر في مخازن الجيش.

ومن ناحية أخرى، تساءل العميد طوفان عن صاحب هذه الشحنة التي تمت مصادرتها منذ وقت طويل ووصفه بالمتسلط، حيث لم تتمكن حكومات متعاقبة من حسم أمرها، وأشار إلى أن ذلك دليل واضح على تبعيتها لجماعة حزب الله التي تسيطر على الميناء.

إهمال متعمد



من ناحية أخرى، يؤيد العميد طوفان، الحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية، أن السبب الرئيسي وراء وقوع هذا الانفجار هو الإهمال المتعمد، حيث إنه في فترة حكومتين متتاليتين في لبنان لم يتم اتخاذ الإجراء المناسب لهذه الشحنة، ولم يتم إعادة النظر في تخزينها أو إعادة نقلها من المرفأ الواقع في وسط بيروت.

وأضاف أن جميع المؤشرات السابقة تشير إلى أن مالك هذه الشحنة هو حزب الله والمخزن تابع لحزب الله وتتم عن طريقه جميع الأعمال المشبوهة لحزب الله كتجارة الصواريخ والكوكايين والمخدرات وغيرها، وأكد أن المرفأ بالكامل يخضع لسيطرة كاملة من حزب الله وبرضوخ الحكومة اللبنانية.

وأشار العميد طوفان إلى أن جميع الصواريخ البالستية والشديدة الانفجار التي تخرج من إيران مروراً بالعراق عبر منفذ حزب الله غير الشرعي في جنوب مدينة القائم إلى سوريا ومن ثم إلى مرفأ بيروت لتنطلق بعد ذلك على متن بواخر إلى اليمن، هي الصواريخ ذاتها التي اعتدت على سيادة المملكة العربية السعودية وهي تهديد لكل المنطقة.

تاريخ طويل من الإرهاب

وأكد العميد طوفان للرؤية أن جماعة حزب الله المصنفة على أنها منظمة إرهابية لها تاريخ طويل في تخطيط التفجيرات، ومنها اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق في عام 2005، وأشار إلى أنه بعد وفاته حولت جماعة حزب الله لبنان إلى بلد مدمر، وأثروا على علاقاتها الدبلوماسية الخارجية بشكل كبير.

وأضاف أن جماعة حزب الله هي المسؤولة عن تدريب عناصر حزب الله العراقي وباقي الفصائل، وأهم النقاط التي يتم تدريبهم عليها هي التفخيخ والتفجيرات الكبيرة، نظراً لخبرتهم الطويلة في هذا المجال، إضافة إلى عمليات الاغتيال.