الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

مودرن دبلوماسي: ناقلة صافر من أكبر التحديات والمخاطر البيئية في العالم

مودرن دبلوماسي: ناقلة صافر من أكبر التحديات والمخاطر البيئية في العالم

مودرن دبلوماسي: ناقلة صافر من أكبر التحديات والمخاطر البيئية في العالم - أ ف ب

على الرغم من الصراع المحتدم القائم في اليمن، إلا أن تحدي ناقلة النفط صافر يعد واحداً من أكثر المخاطر خطورة على سلامة البيئة في البحر الأحمر، وذلك خوفاً من انسكاب النفط المحتمل في البحر الأحمر في أي لحظة.

وبعد الإعراب عن القلق العميق، دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 29 يونيو الماضي، إلى منح وصول فوري غير مشروط لخبراء الأمم المتحدة، لتقييم حالة الناقلة لمنع تزايد خطر حدوث تمزق أو انفجار أو حتى انسكاب.

ويعد تهديد ناقلة النفط العائمة الراسية قبالة الساحل اليمني ليس تحدياً على الأهمية الجيوسياسية أو استراتيجية البحر الأحمر، بل يمثل تحدياً كبيراً يهدد سلامة البيئة، ما قد يؤدي إلى واحدة من أكبر التحديات والمخاطر البيئية في العالم، بعد كارثة تسرب النفط عام 1989 في سيبيريا الروسية وفقاً لموقع مودرن دبلوماسي الأمريكي.

وفي 18 يوليو 2019، أبلغ منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السيد مارك لوكوك مجلس الأمن الدولي بالتهديدات المتزايدة بشأن ناقلة النفط، وحذر أيضاً من احتمال انفجار أو تسرب حمولاتها البالغة 1.14 مليون برميل من النفط الخام.

وأشار إلى الأوضاع السيئة باليمن بسبب الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي الإرهابية، وأكد أن مثل هذه الحادثة من الممكن أن تؤدي إلى أزمة كارثية على الحياة البرية في البحر الأحمر وفي مضيق باب المندب وقناة السويس.

ومن المعروف أن البجر الأحمر موطن لبعض اللافقاريات النادرة كالشعب المرجانية، و600 نوع آخر من الأسماك، وحذر موقع مودرن دبلوماسي الأمريكي من أنه في حال لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية لمنع حدوث ذلك، فربما سنشهد حادثاً كارثياً.

وأشارت توقعات الخبراء إلى أن 115 جزيرة معرضة لحظر التلوث النفطي، بالإضافة إلى أن 126 ألف صياد سيفقدون مصدر دخلهم، من بينهم 76 ألف صياد سمك في محافظة الحديدة.

ويتعرض ما يقارب 850 طناً من الثروة السمكية لخطر التلوث والموت في اليمن والبحر الأحمر وباب المندب، إضافة إلى أكثر من 500 نوع من الأسماك المعرضة لخطر الاختفاء، و300 من الشعاب المرجانية ستختفي نتيجة لذلك.

وظهرت المشكلة بعد استيلاء ميليشيات الحوثي الإرهابية على صنعاء العاصمة وقامت بتنفيذ العديد من الإجراءات الأحادية، من بينها حل البرلمان والاستيلاء على مؤسسات الحكومة اليمنية، ما أدى إلى تصعيد خطير للوضع وأدى كذلك إلى الاستيلاء غير المشروع على السلطة ونتج عن ذلك الوضع الحالي في اليمن.

وأشار موقع مودرن دبلوماسي الأمريكي، إلى أنه لم يتم فحص أو صيانة المخزن العائم، أو محطات التفريغ المتصلة به منذ عام 2015، بعد سيطرة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران على المنطقة بما في ذلك رأس عيسى الذي ترتبط به الناقلة العائمة بمحطات تمتد لنحو 9 كيلومترات قبالة الساحل اليمني.

وحذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في العديد من التآكل الواضح للسفينة وإهمال صيانتها، ما أدى إلى خلق ظروف لاحتمالية وقوع كارثة بيئية خطيرة.

كما وجهت الحكومة اليمنية نداء عاجلاً للأمم المتحدة لإرسال فريق تفتيش لتوسيع نطاق المخاطر.

وتم منع فريق تفتيش تابع للأمم المتحدة من الوصول إلى الناقلة العائمة من قبل ميليشيات الحوثي لعدة مرات، وذلك بعدما تم تكليفه للقيام بالتفتيش اللازم ووضع توصيات الصيانة.

ومؤخراً كررت الحكومة اليمنية التأكيد على حالة الطوارئ العاجلة للكارثة الوشيكة المتمثلة في ناقلة النفط العائمة، وأكدت أنه نظراً للطبيعة الحرجة لحالة الناقلات العائمة المتقادمة تم الإبلاغ عن تسرب في 27 مايو، ما تسبب في تسرب المياه إلى الأجهزة التشغيلية للناقلة، ما يزيد من احتمالات تمزق الناقلة أو غرقها أو حتى انفجارها.

وعلى الرغم من الإصلاح العاجل للتسرب، إلا أن الوضع المتدهور للناقلة يهدد باستمرار التآكل، ونتيجة لذلك عقد مجلس الأمن الدولي في 15 يوليو جلسة لمناقشة آخر التطورات العاجلة، ودعا إلى استجابة عاجلة من قبل ميليشيات الحوثي على النحو الذي يطلبه فريق التفتيش.

الجدير بالذكر أن الحوثيين أبدوا استعداداً دائماً لقبول دخول فريق تفتيش من الأمم المتحدة للتفتيش، تماماً مثل التأكيدات التي قدمها الحوثيون في أغسطس 2019 ليتم سحبها مباشرة قبل وصول فريق التفتيش إلى الناقلة.

ووافقت الحكومة اليمنية دائماً على جميع المبادرات ذات الصلة التي أوصت بها الأمم المتحدة للسماح بمعالجة الأمر الخطير واقتراح الحلول العاجلة اللازمة لناقلة النفط، كجزء من المسؤولية عن التدابير الإنسانية والاقتصادية التي اقترحها مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة السيد مارتن غريفيث وكجزء من مسؤوليتها لبناء والحفاظ على سلامة البيئة.

ومع ذلك، تواصل ميليشيات الحوثي رفضها السماح لفريق التفتيش التابع للأمم المتحدة بزيارة ناقلة النفط، مشيرة إلى أن وضع ناقلة النفط صافر أصبح حرجاً للغاية أكثر من أي وقت مضى، ما تسبب في تزايد التهديدات باحتمال حدوث انسكاب نفطي وغرق ناقلة نفط وانفجارها في أي لحظة.