الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

فضائيات تركيا الإسلامية.. قوة ناعمة بأجندة إخوانية

فضائيات تركيا الإسلامية.. قوة ناعمة بأجندة إخوانية

أبرز أهداف الأجندة السياسية التركية هو التطبيع مع الثقافة التركية وخلق أرضية خصبة للاستعمار - رويترز

على الرغم من أن خطتهم أصبحت مكشوفة للعلن، إلا أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والتابع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يكف عن مواصلة سياسة الغزو الإعلامي بهدف ترسيخ فكرهم الإخواني في العالمين العربي والإسلامي متخذين من عناصرهم الإخوانية المنتشرة في بعض الدول مرتكزاً لسياستها وأجندتها في المنطقة.

وقال موقع (أحوال) المهتم بالشأن التركي إن أجهزة الإعلام تعد أحد أهم أذرع أردوغان في المنطقة لنشر السياسة المتطرفة والتأثير على العقل العربي.

وفي نهاية العام الماضي، أعلنت أنقرة عن تأسيس قناة تركية باكستانية ماليزية ناطقة باللغة الإنجليزية بحجة محاربة الإسلاموفوبيا لكن بعد ذلك فشل الترويج لإطلاق تحالف إسلامي جديد بين الدول الثلاث ليكون تحالفاً بديلاً لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تقودها المملكة العربية السعودية.

أطماع أردوغان في شمال أفريقيا

وفي أعقاب الغزو العسكري التركي في ليبيا، أكدت مصادر مطلعة لموقع أحوال أن أعضاء نشطين من الحركة الإسلامية المغاربية ضمنهم نشطاء من الجزائر وتونس يؤسسون لمشروع إعلامي تركي إسلامي.

ومن بين القائمين على هذا المشروع الممول من مستثمرين أتراك وآخرين يقيمون في تركيا المعارض الجزائري المتطرف العربي زيتوت زعيم حركة رشاد الإسلامية، والذي ذهب مؤخراً إلى أنطاليا للمشاركة في وضع تصور لهذا المشروع الإعلامي.



ومن المتوقع أن يضم المشروع نشطاء آخرين من الحركة الإسلامية المغاربية ضمن مشروع القوة الناعمة الذي ستشرف عليه جماعات الضغط التركية.

ويهدف هذا المشروع إلى الدفاع عن الرؤية الإخوانية والترويج لها ولمصالحها، ويطمع أردوغان عبرها بتعزيز نفوذه العسكري في الملف الليبي والمغرب العربي.

وكانت تركيا قد استقطبت أكثر من 3 آلاف إعلامي عربي منذ عام 2011 للعمل في المواقع الإلكترونية والفضائيات الناطقة بالعربية لخدمات أجندات حزب العدالة والتنمية والترويج له.



ويرى محللون ومتابعون للشأن التركي، أن تركيا تعيد تجربة قناة الجزيرة القطرية والتي قامت أيضاً باستقطاب الصحافيين العرب برواتب مغرية، للترويج لسياسة الحكومة القطرية.

وحذر هؤلاء من أن الانتشار الإعلامي لفكر الإخوان سيهدد الوحدة الدينية في منطقة المغرب العربي، وأنه قد يفجّر الصراعات الدينية داخلها.

كما أشار التقرير إلى أن أحد أبرز أهداف الأجندة السياسية التركية هو التطبيع مع الثقافة التركية وخلق أرضية خصبة للاستعمار.

وتزعم أنقرة من حين لآخر، أنّ الإعلام في بعض الدول العربية يشنّ حملة ضدّ تركيا ورئيسها لا مثيل لها حتى في الإعلام الغربي، فيما يعرب مُتابعون للمشهد الإعلامي التركي عن استغرابهم من وجود أي فرصة للحيادية لدى الصحفيين العرب الموجودين في تركيا في ظلّ تقييد الحريات الصحافية بشكل غير مسبوق في البلاد، وبينما يقبع مئات الصحفيين الأتراك والأجانب في السجون.



ويُقيم الإعلاميون المذكورون في تركيا بشكل دائم، وسبق أن رافق كثيرون منهم جماعات إرهابية مسلحة في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن، فضلاً عن ترويجهم لفكر أنقرة الإخواني.

استنساخ للفكر الإيراني

ومن ناحيته قال رئيس المركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط أمجد طه إن نظام أردوغان يستنسخ فكرة النظام الإيراني الذي قام عندما بدأ ما تسمى بالثورة الإسلامية بتصدير الإرهاب والتطرف والطائفية للمنطقة بإنشاء إذاعات ومؤسسات إعلامية وأكثر من شاشة عربية لإيصال صوته للعقول العربية.



وأضاف أن النظام الإيراني حينها كان بحاجة لأن يجند العقول والأقلام والأصوات والحناجر العربية للترويج له بالمنطقة، وليقوم بتصدير الأفكار الإيرانية للمنطقة.

وأكد طه أن أردوغان يتبع نفس المسار الآن لتجنيد العقول واستغلال كل الأقلام لتنطق باسم نظامه، وكما فعلت إيران فإن نظام أردوغان يفعل الآن ويتاجر باسم الدين والتأثير بالمشاعر الدينية والتركيز عليها فهي لغة العواطف تحديداً وهي نفس الطريقة التي اتبعتها إيران مع المذهب الشيعي.

وأشار في تصريحه الخاص لـ«الرؤية» إلى أن طريقة الغزو الإعلامي التي يحاول أردوغان اتباعها هي قديمة متجددة، حيث يحاول ترسيخ فكره وأجندته المتطرفة.

كما أضاف أن هدف أردوغان هو فئة بسيطة جداً وهي سطحية وتعاني من الفقر الثقافي والديني كذلك، ولكنه يقوم بتجنيدها لتصبح كذئاب منفردة في تلك البلدان لخدمة أهدافه.