الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حكومة المشيشي.. ارتياح شعبي وتهديدات «إخوانية»

حكومة المشيشي.. ارتياح شعبي وتهديدات «إخوانية»

هشام المشيشي. (أ ف ب)

أثارت كلمة رئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي موجة ارتياح كبيرة لدى فئات واسعة من الشعب التونسي، بعد أن أكد فيها أنه لا مجال لمشاركة الأحزاب في تشكيلته الحكومية بعد أن تبين أن الاتفاق بينهم مستحيل، لذا اختار تشكيل حكومة كفاءات غير منتمية حزبياً.

وحسب مراقبين، يعكس هذا التوجه خطّ رئيس البلاد الحالي قيس سعيد الذي عبر مراراً عن امتعاضه من الطبقة السياسية بما فيها الأحزاب ونواب البرلمان، وهو موقف يلقى هوى لدى التونسيين الذين ملوا تجاذبات الأحزاب في الوقت الذي يغرق فيه الوطن في الفقر والديون وتراجع الخدمات.

وبادرت حركة النهضة، خلافاً للأحزاب الأخرى التي تراوحت مواقفها بين الصمت والمساندة، برفضها لحكومة الكفاءات، بل ذهب نائب رئيسها علي العريض إلى القول إن هذه الحكومة تمثل انقلاباً على الديمقراطية، فيما شن أنصارها حملة على المشيشي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

بدوره، رفض رئيس كتلة تحيا تونس مصطفى بن أحمد وصف حكومة الكفاءات بـ«الانقلاب»، موضحاً أن من حق من يرفضونها عدم تزكيتها وبالتالي الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

من جهته، عبر الحزب الدستوري الحر عن مساندته لحكومة الكفاءات وأعلنت عبير موسى رئيسة الحزب أنها ستلتقي المشيشي الأربعاء وستقدم له تصور الحزب لأولويات الحكومة.

وقال الناشط السياسي عادل الشاوش إن حكومة الجديدة ستحظى بتزكية مجلس نواب الشعب بمن فيهم نواب حركة النهضة، موضحاً لـ«الرؤية» أن أعضاء المجلس ليس أمامهم أي خيار إلا التصويت على الحكومة وتزكيتها لأنه لا أحد منهم يضمن العودة للمجلس في حال تم حله.

ويرى الشاوش، الناشط في حزب تحيا تونس والعضو السابق في مجلس النواب زمن بن علي، أنه في حال حاولت حركة النهضة سحب الثقة من المشيشي فسيقدم استقالته مثل ما فعل الفخفاخ، وبالتالي سيستعيد الرئيس سعيد المبادرة ليختار رئيس حكومة جديداً و«هكذا إلى ما لا نهاية».

ويتوقع أن يحصل المشيشي على تزكية مجلس نواب الشعب بمساندة كتل الإصلاح وتحيا تونس والدستوري الحر والكتلة الديمقراطية وبعض المستقلين، ولن تستطيع حركة النهضة إسقاط الحكومة في مجلس النواب.

وفي هذا السياق، أعلن النائب عن الكتلة الوطنية المنشقة عن «قلب تونس» الدكتور عبدالجليل بوقرة أن الأحزاب أخذت فرصتها طيلة 10 سنوات ولم تنتج إلا الفشل في كل الملفات، موضحاً «ليس للنواب أي خيار سوى تزكية الحكومة».

ويتوقع محللون أن تعمل حركة النهضة على عرقلة الحكومة تحت قبة البرلمان برفض مبادراتها التشريعية، مشيرين إلى أنها قد تعمد كذلك إلى توتير الوضع في الشارع التونسي واستغلاله ضد «حكومة الكفاءات».