الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مسؤولون: المباحثات بين إسرائيل والسودان متواصلة للتوصل لاتفاق سلام

مسؤولون: المباحثات بين إسرائيل والسودان متواصلة للتوصل لاتفاق سلام

رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان.(أرشيفية)

تقترب إسرائيل والسودان من التوصل إلى اتفاق سلام، ما يمهد الطريق لاتفاق دبلوماسي جديد بين الدولة العبرية وجيرانها العرب في غضون أيام، وذلك رغم نفي الخرطوم أي تحرك في هذه الاتجاه حيث أعلن وزير الاستخبارات الإسرائيلي إيلي كوهين، الأربعاء، أن هناك مباحثات بين إسرائيل والسودان، مشيراً إلى أن تل أبيب «تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام».

وقال كوهين إن الاتفاق المستقبلي مع الجانب السوداني، سيشمل إعادة لاجئين سودانيين في إسرائيل إلى بلدهم، مشيراً إلى أن «إسرائيل تجري محادثات مع دول عربية وأفريقية أخرى».

وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السودانية أمس الثلاثاء أن حكومته «تتطلع إلى إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل»، إلا أن وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين إسماعيل أصدر اليوم الأربعاء قراراً بإعفاء السفير حيدر بدوي صادق من منصبه بعد هذه التصريحات مؤكداً أن الوزارة لم تكلف صادق بالإدلاء بأي تصريح حول هذا الأمر.

تصريح المسؤول السوداني حول التطلع لإبرام اتفاق مع إسرائيل رغم النفي اللاحق من جانب الخرطوم، يشير إلى أن هناك مناقشات سرية تجري في هذا الإطار منذ سقوط نظام الرئيس عمر البشير، حيث وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سابقاً بـ«القيام بكل ما هو مطلوب» لإتمام اتفاق مع السودان.

ويشكل الاتفاق مع السودان أهمية كبرى لإسرائيل حيث عرفت الدولة الأفريقية بمواقفها شديدة العدائية تجاه الدولة العبرية.

وكان السودان استضاف المؤتمر العربي التاريخي بعد حرب عام 1967 حيث وافقت 8 دول عربية على «اللاءات الثلاث»: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل ولا مفاوضات.

في عام 1993، صنفت الولايات المتحدة السودان كدولة راعية للإرهاب لدعمها لعدد من الجماعات المسلحة المعادية لإسرائيل، بما في ذلك حماس وحزب الله.

لكن في السنوات الأخيرة خفت حدة هذه العداوة، وأبدى البلدان استعدادهما لتطبيع العلاقات.

ونقلت قناة سكاي نيوز عربية الثلاثاء عن صادق قوله إن حكومته تتطلع إلى اتفاق سلام «يقوم على المساواة والمصالح السودانية، وأنه: «لا يوجد سبب لمواصلة العداء بين السودان وإسرائيل».

وأضاف: «لا ننكر وجود اتصالات» مع إسرائيل، قائلاً إن كلا البلدين سيفوزان بالكثير جراء هذا الاتفاق.

لكن القائم بأعمال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين سعى إلى النأي بنفسه عن تصريحات المتحدث، قائلاً في بيان إن التصريحات قوبلت «بالدهشة». وقال إن وزارته لم تناقش مسألة العلاقات مع إسرائيل.

ورغم النفي السوداني، قال مسؤول بالحكومة السودانية للأسوشيتد برس إن المداولات بين المسؤولين السودانيين والإسرائيليين مستمرة منذ شهور، بمساعدة مصر والإمارات والولايات المتحدة.

وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بإحاطة وسائل الإعلام «إنها مسألة وقت. نحن بصدد الانتهاء من كل شيء. وشجعتنا الخطوة الإماراتية وساعدت في تهدئة بعض الأصوات داخل الحكومة التي كانت تخشى رد فعل عنيفاً من الشعب السوداني».

من جانبه قال نتنياهو في بيان إن إسرائيل والسودان والمنطقة كلها ستستفيد. قال: «سنفعل كل ما هو مطلوب لتحويل هذه الرؤية إلى حقيقة».

بعد إعلان توقيع اتفاقية السلام مع الإمارات الخميس، توقع نتنياهو أن تحذو دول عربية أخرى حذوها قريباً.

وفي فبرايرالماضي التقى نتنياهو الجنرال عبدالفتاح البرهان، رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، خلال رحلة إلى أوغندا حيث تعهدا بمواصلة التطبيع. وعقد الاجتماع سراً ولم يعلن إلا بعد عقده.

ويتوق السودان لرفع العقوبات المرتبطة بإدراج الولايات المتحدة له على قائمة الدول الراعية للإرهاب- في خطوة مهمة نحو إنهاء عزلته وإعادة بناء اقتصاده بعد انتفاضة شعبية أطاحت بالديكتاتور عمر البشير العام الماضي.

واعترف مسؤول سوداني في فبراير بأن الاجتماع مع نتنياهو كان يهدف للمساعدة على شطب السودان من قائمة الإرهاب، الذي أدرج عليها في التسعينيات، عندما استضاف السودان لفترة قصيرة أسامة بن لادن ومسلحين آخرين مطلوبين.

في عهد البشير، يعتقد أيضاً أن السودان كان خط نقل الأسلحة بين إيران والمسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة. ويعتقد أن إسرائيل تقف وراء غارات جوية في السودان دمرت موكباً في 2009 ومصنعاً للأسلحة في 2012.

والإمارات هي ثالث دولة عربية توقع معاهدة سلام وعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، بعد مصر والأردن. وكانت مصر هي الأولى عام 1979 وتلتها المملكة الأردنية في 1994.