الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تونس: عملية إرهابية تستهدف شرطة سوسة بعد يوم من زيارة وزير الداخلية للمدينة

تونس: عملية إرهابية تستهدف شرطة سوسة بعد يوم من زيارة وزير الداخلية للمدينة

الشرطة الجنائية في موقع الجريمة. (أ ف ب)

استيقظت تونس، الأحد، على عملية إرهابية جديدة إثر قيام 3 إرهابيين بقتل شرطي وجرح آخر في عملية دهس على مقربة من منطقة سياحية في مدينة سوسة.

وزارة الداخلية أكدت وقوع الجريمة وقالت في بيان أصدرته اليوم: إنه «على إثر تعرّض عونين تابعين لسلك الحرس الوطني صباح اليوم لعملية دهس من طرف 3 إرهابيين بواسطة سيارة على مستوى مفترق أكودة القنطاوي سوسة، تحولت الوحدات الأمنية من مختلف الأسلاك وتولت القيام بعملية تمشيط بمكان العملية ومحاصرة العناصر الإرهابية وتبادل إطلاق النار معها مما أسفر على القضاء على الإرهابيين الثلاثة».

وشهدت مدينة سوسة السياحية أسوأ اعتداء من بين عدة هجمات إرهابية في السنوات الأخيرة، قُتل خلاله 38 شخصاً معظمهم بريطانيون عام 2015 في إطلاق نار في فندق.

وأعادت العملية من جديد الحديث عن الإرهاب الذي عرف تطوراً نوعياً في تونس بعد سقوط النظام السابق، وكانت العملية الأولى في شهر مايو 2011، في مدينة الروحية من محافظة سليانة جنوب غرب البلاد، وتتالت بعدها العمليات في جبال الشريط الحدودي مع الجزائر، وفي المناطق السياحية في سوسة، وفي الجنوب في محافظات تطاوين وقبلي ومدنين، وفي وسط العاصمة في شارع الحبيب بورقيبة القلب النابض للعاصمة، وفيها تم استهداف عناصر مختلفة من المجتمع في الجيش والشرطة والجمارك والمدنيين والناشطين السياسيين.

المحلل السياسي خليفة بن سالم، اعتبر أن هذه العملية هي رسالة لوزير الداخلية الجديد توفيق شرف الدين المنحدر من مدينة سوسة.

وقال في تصريحات لـ«الرؤية»: وزير الداخلية كان أمس السبت في مدينة سوسة وأشرف على المجلس الجهوي وعلى لجنة مجابهة الكوارث وأرادت المجموعات الإرهابية أن تقول نحن هنا وقادرون على تنفيذ عملياتنا في كل مكان وزمان أيضاً.

وتوقع بن سالم حدوث عمليات إرهابية أخرى خاصة بعد التحذيرات الأمريكية من عناصر داعش في ليبيا ونجاح الأمن التونسي في إحباط عمليات إرهابية وتفكيك خلايا نائمة.

وفي ذات السياق قال الخبير الأمني الجنرال المتقاعد من الداخلية علي الزرمديني لـ«الرؤية»: هذه العملية دليل على أن الإرهاب لم ينتهِ والإرهابيون يعيشون بيننا ولهم للأسف حاضنة اجتماعية وسياسية حتى في مجلس نواب الشعب، كما تكشف قدرة الإرهابيين على تنفيذ عملياتهم في أي وقت وأي مكان لكنها تكشف أيضاً عن جاهزية كبيرة للأمن الذي طاردهم بسرعة وقضى عليهم.

وأضاف: المعركة مع الإرهاب ستطول ما دمنا نعيش في محيط إقليمي مدجج بالسلاح فليبيا تمثل خطراً كبيراً على أمننا ولا بد من رفع حالة التأهب والحذر وإحياء منظومة المراقبة اللصيقة لكل من يشتبه في صلته بالإرهاب.

من جانبه، اعتبر الباحث في التاريخ المعاصر في جامعة منوبة عميرة علية الصغير، أن الإرهاب أصبح منظومة لها حاضنة سياسية واجتماعية بسبب الإسلاميين الذين سيطروا على الحكومة منذ 10 سنوات وتساهلوا في التعاطي مع الإرهابيين، بل هناك من يبرر الإرهاب من قوى سياسية في مجلس نواب الشعب.

وأضاف لـ«الرؤية»: الحل في تونس لن يكون من داخل المنظومة الحالية التي تحكم البلاد منذ 10 سنوات ولم نجنِ منها إلا الفقر والإرهاب، على حد قوله.

وكانت حركة النهضة حين تولت الحكم في أواخر 2011، فسحت المجال لآلاف الشبان التونسيين للسفر خارج البلاد للالتحاق بالجماعات الإرهابية في سوريا وبعضهم عاد لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس.