الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بقيادة «إخوان» تونس.. تحالف برلماني لمحاصرة المشيشي وسعيد

بقيادة «إخوان» تونس.. تحالف برلماني لمحاصرة المشيشي وسعيد

زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي. (أ ف ب)

مع اقتراب عودة البرلمان التونسي للانعقاد في أكتوبر المقبل، بدأت خارطة التحالفات السياسية تتضح، إذ تم الإعلان رسمياً عن تحالف كتلة قلب تونس مع كتلة ائتلاف الكرامة وحركة النهضة، ليصبح التحالف صاحب أكبر عدد للأصوات داخل البرلمان.

وقلب تونس له 26 مقعداً، والكرامة لديها 18 مقعداً، ليكون العدد الإجمالي لنواب هذا التحالف مع نواب حركة النهضة 98 نائباً، يضاف لهم نواب كتلة المستقبل 9 أصوات التي يتوقع أن تعلن عن التحاقها بهذا التحالف قريباً حسب ما علمته الرؤية، وهو ما سيشكل كتلة تصويتية حاسمة في أعمال البرلمان.

وخلال الدورة البرلمانية السابقة كانت هناك خلافات بين النهضة وقلب تونس واتهامات متبادلة، لكن الحال تغير فجأة نظراً للمصالح المشتركة التي جمعت بينهما وأصبح هناك توافق كبير في معظم القضايا الخلافية.

النائبة المستقيلة من قلب تونس، على خلفية تصويت الكتلة لبقاء الغنوشي رئيساً لمجلس نواب الشعب، ليليا بالليل، ترى أن الهدف الأساسي من هذا التحالف هو فرض مرشحيهم في المحكمة الدستورية وفي الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري وفي الهيئة الوطنية للحوكمة الرشيدة ومقاومة الفساد، وهي الهيئات الدستورية التي لم تتشكل حتى الآن.

وتضيف بالليل في تصريحات لـ«الرؤية» أن هدف التحالف أيضاً هو محاصرة رئيس الحكومة وفرض أجندة محددة خاصة في مستوى التعيينات في أجهزة الدولة، فهذا التحالف مع بعض المستقلين سيكون في حدود 109، وهو العدد المطلوب لتمرير القوانين وحتى لإسقاط الحكومة، وسيكون هشام المشيشي رئيس الحكومة مجبراً على مجاراتهم.

من جهته، قال المحلل السياسي هشام الحاجي، إن التحالف البرلماني الجديد لا يهدف إلى محاصرة رئيس الحكومة والضغط عليه فقط، بل يشكل تهديداً لرئيس الجمهورية أيضاً، فتحالف برلماني بهذا الحجم هو رسالة للرئيس قيس سعيد أنه لا يستطيع تجاوز البرلمان القادر على سحب الثقة منه.

ويضيف الحاجي أن المستفيد الأول من هذا التحالف هو حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي الذي سيكون في مأمن من الإقالة في حماية هذا التحالف الذي تستعيد من خلاله حركة النهضة زمام المبادرة في مجلس نواب الشعب.

وتوقعت الإعلامية البارزة فاطمة بن عبدالله الكراي أن يتسبب التحالف الجديد باستقالات جديدة من كتلة قلب تونس، لأن هناك نواباً فيها سيرفضون هذا التحالف.

وتضيف لـ«الرؤية» هدف هذا التحالف هو الضغط على الحكومة والرئيس وتوحيد المرشحين للمناصب العليا في الدولة، لكن قد يتسبب هذا التحالف بتفكك حزب قلب تونس.

وكان حزب قلب تونس بنى حملته الانتخابية على التمايز مع حركة النهضة والإسلام السياسي، وحصد آنذاك الحزب 38 مقعداً، إلا أن اقترابه من حركة النهضة دفع عدداً من نوابه إلى الاستقالة، ولم يبق في كتلته الآن إلا 26 نائباً.

ويتوقع أن ينسحب آخرون مع العودة البرلمانية وإعلان التحالف مع ائتلاف الكرامة ذراع حركة النهضة الإخوانية الذي رفع نوابه شعار رابعة تحت قبة البرلمان وصور محمد مرسي الذي أطاحت به ثورة 30 يونيو 2013.