غيب الموت، ظهر اليوم الأربعاء، السياسي التونسي أحمد بن صالح الملقب بوزير الـ5 حقائب عن عمر ناهز 94 عاماً.
ويعد بن صالح من أبرز قادة الحركة الوطنية والنقابية وبناة دولة الاستقلال.
كان بن صالح وراء الاختيار الاشتراكي الذي تبنته تونس بين 1962- 1969 المعروف بسياسة التعاضد، والذي انتهى بالفشل، ومحاكمة مهندسه أحمد بن صالح، وسجنه قبل أن ينجح في الفرار من السجن والهروب إلى الجزائر ومنها إلى فرنسا، التي أسس فيها أول حزب معارض لنظام الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، وهو «حركة الوحدة الشعبية».
كان بن صالح من زعماء الاشتراكية الدولية، وعاش في باريس منفياً وممنوعاً من العودة إلى تونس، التي لم يعد لها إلا بعد تولي الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الحكم.
بعد 3 سنوات فقط (1987-1990)، اختار بن صالح العودة إلى المنفى، وعاش في باريس لاجئاً من جديد، ولم يعد إلى تونس إلا أواخر التسعينيات بعد تدهور صحته ليلتزم الصمت والانسحاب من الحياة السياسية.
ويمثل أحمد بن صالح أحد زعماء الاشتراكية في العالم وعرف بنظافة اليد وحماسه للثقافة ودفاعه عن الفقراء، وغادر الدنيا وهو لا يملك شيئاً رغم توليه أرفع المسؤوليات في الدولة، منها وزارات التربية والصحة والتخطيط والاقتصاد والمالية.
ويعتبر بن صالح آخر رفاق الزعيم بورقيبة الذي كان الأقرب إليه قبل اختلافهما، وطالب ناشطون سياسيون منذ إعلان وفاة بن صالح بتنظيم جنازة رسمية لأبرز وزراء الاستقلال.