الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

في الذكرى السادسة للانقلاب باليمن: الشمال ممزق والجنوب أفضل حالاً بالخلاص من الحوثي والإخوان

تحل اليوم الاثنين الذكرى السادسة لانقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على السلطة الشرعية، عام 2014، لتدخل من حينها اليمن منعطفاتٍ صعبة، جعلت البلد العربي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل انغلاق أفق الحل السياسي المنشود لإنهاء الحرب.

وبات 80% من سكان اليمن البالغ عددهم زهاء 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات الإنسانية، وهنالك الملايين وضعهم الانقلاب الحوثي خلال سنواته الست الماضية على حافة المجاعة، ورغم ذلك لا مؤشرات إيجابية لوقف هذه المأساة بحل سياسي قريب. وفق باحثين سياسيين.

وضع معقد

وقال الكاتب والباحث السياسي عبدالستار الشميري في تصريح خاص لـ«الرؤية» إن الوضع في اليمن «يبدو معقداً للغاية، بعد 6 سنوات من الحرب، التي قدم فيها التحالف العربي الكثير من أجل اليمن». مشيراً إلى أن «الانفراج القريب ليس ممكناً، مع تداخل العوامل المحلية بالإقليمية، وأصبحت الحرب واقعاً طويل الأمد، لا نهاية قريبة له، مع تمسك أطراف الصراع في اليمن بمواقفها وعدم تقديم تنازلات من أجل الحل، وتراخي الموقف الدولي في الأزمة اليمنية».

وفي نظر الباحث السياسي الشميري، يبدو «الجنوب أفضل حالاً من واقع الشمال بعد أن تخلص من الحوثي والإخوان معاً، ويبدو أن الجنوب في طريقه إلى شيء من الإعمار، خاصة بعد اتفاق الرياض».



وفي تقدير الشميري، فإن «الشمال سيبقى في هذا التمزق، في ظل وجود وحدات عسكرية تتبع الشرعية شكلاً، وهي في الحقيقة تتبع الإخوان المسلمين، وتعمل لصالح قطر وتركيا وليس لصالح اليمن وشعبه».

وأضاف الشميري «أتوقع أن العام الجاري لن يكون فيه شيء جديد، المباحثات التي يجريها المبعوث الأممي مارتن غريفيث متوقفة، وإن حدث حراك ما، فكله عبارة عن جولات ليست حقيقة، وفي اعتقادي ليست هناك انفراجة سياسية قادمة، قد تحدث الانفراجة على مدى السنوات الأربع القادمة على الأقل».

وشدد الباحث السياسي على الشرعية بأن توجد «تغييراً جذرياً في العام القادم في الأداء الرئاسي والإداري والعسكري، وتصفية جيشها من الملشنة الإخوانية، إذا أرادات فعلاً الوصول إلى نتيجة في حربها ضد الحوثيين».

أداء فاعل للتحالف

بدوره أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، عقيد ركن ياسر صالح، أن ميليشيات الحوثي انقلبت بناء على ضوء أخضر أعطي لها من إيران للانقلاب على الدولة، والسيطرة على مقدراتها، والإمكانات الضخمة للجيش اليمني، لكن هذا الانقلاب بدأ بالتآكل مع تدخل التحالف العربي، وكانت الميليشيات في نهاية 2017 قد تراجعت وانحسرت بشكل كبير، بفعل الأداء الفاعل للتحالف والقوات اليمنية، وفي نهاية 2018 تم استنزاف الميليشيات الحوثية بشكل كبير بالذات في معركة الحديدة.



ولفت الخبير العسكري في حديثه الخاص مع «الرؤية» إلى أن الميليشيات استطاعت بالقدرات الإيرانية تطوير منظومات الصواريخ الباليستية، وكذا استعمال تقنيات حديثة مثل الطيران المسير الذي دخل منذ شهر 1 عام 2019 إلى منظومتها، إلا أن الميليشيات عسكرياً ليست برقم صعب إذا ما تم تحريك المعركة من جميع الاتجاهات في آن واحد، لا تستطيع أن تجاري المعركة وقتها على الإطلاق.

وزاد «باعتقادي إذا لم يُصحح المشهد السياسي وتصحح أيضاً البوصلة العسكرية في اتجاه تحقيق الهدف الاستراتيجي، وهو استعادة مؤسسات الدولة، واستعادة العاصمة صنعاء، ستستفيد الميليشيات في إعادة تشكيل قوتها، ولذا من المهم الاستمرار في توجيه الضربات القاصمة لها».

وأوضح العقيد ياسر صالح، أنه «في ظل توقف معظم الجبهات واستفراد الحوثي بكل جبهة على حدة، قد يكون ذلك في مصلحة الحوثي.. الانقلاب الحوثي في اعتقادي إلى زوال، لأنه خارج عن المنظومة العربية في المقام الأول، وخارج عن قيم وطموحات الشعب اليمني، وارتباطاته الوثيقة بمحيطه العربي والإقليمي».

وذكر بأن الميليشيات الحوثية «تظهر كل اليوم وجهها القبيح، كان انقلابها بمبررات وأعذار إنسانية، وتطرقت قبل إعلان الانقلاب إلى قضايا تمس مشاعر الشعب، وتتعلق بحياة وخدمات الإنسان اليمني، لكن ظهرت تباعاً أبعاد هذه الميليشيات وارتباطها الوثيق بولاية الفقيه في إيران، وهذا لم يتقبله الشعب اليمني».

دور التحالف ركيزة أساسية

وأكد العقيد ياسر صالح، أن «التعاون الوثيق والدعم من الأشقاء في التحالف العربي لو كانت الشرعية وظفته بشكل جيد لكان الوضع أفضل من الواقع الآن، ونحن نأمل بما هو أفضل من ذلك، خاصة أن استقرار اليمن هو من استقرار المنطقة».

وشدد الخبير العسكري والاستراتيجي على أن دور التحالف العربي «ركيزة أساسية في مشروع استعادة الدولة اليمنية، وما زال الجميع يأمل بدور التحالف العربي، ولا بد الآن من تصويب الأخطاء وتصحيح المشهد لتجاوز كل معوقات المرحلة السابقة، وإن كانت هذه المرحلة نتائجها جيدة».

وتابع «من واجبنا تجاه التحالف الوفاء له، كما من واجبه هو الوقوف إلى جانب اليمن وهو ما نلاحظه منه». مضيفاً «المليشيات الحوثية ليست صاحبة مشروع، ولذلك نستطيع القول إن الميليشيات الحوثية عبارة عن أداة رخيصة، تمثل أطماع إيران، وبالتالي، فالتصدي لهذا المشروع في المنطقة بمجملها، يجب أن يكون بكتلة عربية متكاملة».

واختتم قائلا إن انقلاب ميليشيات الحوثي يمثل لليمنيين «نكبة حقيقة، جلبت كل الويلات لليمن، والجميع يؤمن بهذه الحقيقة، والجميع ينتظر الخلاص من هذه الميليشيات».

أسوأ جماعة

من جانبه، قال وكيل وزارة الإعلام، فياض النعمان، إن الشرعية «بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية ومساندة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ماضية بكل حزم لاستئصال الميليشيات الحوثية مهما كانت الكلفة، المهم أن يتحقق طموح اليمنيين في يمن آمن مستقر، ونحن في الذكرى السادسة للنكبة، نكبة الانقلاب الحوثي، نؤكد المضي قدماً في مشروع استعادة الدولة اليمنية».

وذكر وكيل وزارة الإعلام في تصريح أدلى به لـ«الرؤية» أن ميليشيات الحوثي ومنذ انقلابها على السلطة الشرعية «مارست كل أنواع الانتهاكات ضد اليمنيين، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، أنها أسوأ جماعة عرفها اليمن، ولذا كان من المحتم على اليمنيين ألا يستسلموا لهذه الجماعة وأن يواجهوها، وكانت البشرى لهم مع تدخل التحالف العربي لإخماد الانقلاب الحوثي المدمر».

وأفاد بأن الشرعية «لا تزال متمسكة بالحل السياسي لإنهاء حالة الحرب القائمة ووأد الانقلاب الحوثي، ولكن في ذات الوقت الشرعية على استعداد كامل لمواجهة الميليشيات عسكرياً حتى النصر، وعلى المجتمع الدولي أن ينظر إلى المعاناة القائمة في البلاد نتيجة هذا الانقلاب المشؤوم».

وحث وكيل وزارة الإعلام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي «على الضغط على الميليشيات الحوثية، وعدم التساهل معها فيما تقترفه من جرائم ضد المدنيين، فلو لم يكن أمام الشرعية عوائق تفرضها الأمم المتحدة مع الأسف مثل اتفاق ستوكهولم، لكان الأمر قد حسم عام 2018 وأجبرنا الميليشيات على السلام بالقوة، لكن الميليشيات اليوم تستفيد من تراخي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي»، بحسب تأكيده.