السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«الكلمة القاتلة».. تحريف فتح باب الإرهاب في العالم الإسلامي

«الكلمة القاتلة».. تحريف فتح باب الإرهاب في العالم الإسلامي

الهروب من جحيم داعش في الموصل. (رويترز)

كلمة واحدة فتحت أبواب الدم في العالم الإسلامي، وباتت المبرر الرئيسي لجماعات العنف الديني في المنطقة لقتل المخالفين وهز استقرار الدول وترويع الآمنين باسم «الإسلام».

تعود البداية الأولى للقصة إلى 7 قرون خلت، حين أصدر شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية (1263- 1328م) فتوى حول وضع سكان منطقته ماردين الواقعة حالياً في تركيا، وطريقة التعامل مع حكامها من التتار آنذاك.

وحسب باحثي شؤون الجماعات الدينية المتطرفة في العالم الإسلامي، فإن الشرارة التي أدت إلى فتح باب الإرهاب خلال العقود الأخيرة تمثلت في انسياق الكثيرين خلف نسخة محرفة من فتوى ابن تيمية التي كانت تصف الوضع آنذاك في ماردين، حيث أفتى الشيخ، وفق النسخة المحرفة، بما نصه «في هذه الدار يعامل المسلم بما يستحقه، ويُقاتل الخارج عن شريعة الإسلام بما ‏يستحقه».

وعلى مدى عقود من الزمن، ظلت كلمة «يقاتل» الواردة في النسخة المتداولة والمترجمة لعدة لغات، المبرر الأساسي لعنف التنظيمات الإرهابية بدءاً من جماعة الجهاد الإسلامي المصرية في ستينيات القرن الماضي وصولاً إلى تنظيم داعش.





وفي عام 2010، بادر علماء مسلمون برئاسة فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس مركز التجديد والترشيد إلى فحص وتدقيق «فتوى ماردين» اعتماداً على المخطوطات الأصلية، ليصلوا إلى أن الفتوى جرى تصحيفها وتغيير أحرف في إحدى كلماتها المفتاحية.

وأوضحوا بما لا يدع مجالاً للشك، أن الفتوى الأصلية هي «يعامل فيها المسلم بما يستحقه، ويعامل الخارج عن شريعة الإسلام بما ‏يستحقه»، ولا وجود في الفتوى لكلمة «يقاتل»، وذلك ما أكدته المخطوطة الوحيدة الموجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق.

وقال الشيخ بن بيه آنذاك، عقب مؤتمر عالمي عقد بخصوص الموضوع في «مدينة ماردين» بمشاركة أكثر من 15 عالماً، إنه كان من الضروري النظر إلى هذا الرأي في سياقه التاريخي حين كان المغول يغِيرون على أراضي ‏المسلمين، لافتاً إلى أن المؤتمر كان معنيّاً بتجاوز الرأي القديم الذي يقسم العالم الإسلامي إلى دارين، دار إيمان ودار كفر، وإعادة تفسير الإسلام في ضوء الظروف السياسية المتغيرة.‏

وأكد أنَّ ظهور الدول المدنية التي تحمي الحقوق الدينية والعرقية والقومية اقتضى إعلان العالم كله كمكان ‏للتسامح والتعايش السلمي بين جميع الفصائل والجماعات الدينية.‏

ودعا العلماء المشاركون في المؤتمر آنذاك لإجراء مزيد من البحوث لتفسير سياق الفتاوى التي صدرت في ‏القرون الوسطى على القضايا العامة وإظهار ما يرجى تحقيقه من الفهم السليم والصحيح لهذا التراث.