الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

من الكوكايين إلى السيارات المستعملة.. ميليشيات حزب الله شبكة عالمية لغسل الأموال

من الكوكايين إلى السيارات المستعملة.. ميليشيات حزب الله شبكة عالمية لغسل الأموال

منازل متضررة في قرية عين قانا في جنوب لبنان حيث وقع انفجار في مستودع تابع لميليشيا حزب الله. (إي بي أيه)

حصلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية بشكل حصري على نسخة من تقرير مؤسسة واشنطن للدفاع عن الديمقراطيات «إف.دي.دي» بعنوان «مغسلة حزب الله» يتتبع شبكة التمويل العالمية لميليشيات حزب الله اللبنانية الإرهابية والتي تعمل في غسيل الأموال مع عصابات المخدرات في كولومبيا وتجار السيارات الأفارقة.

ويستند التقرير إلى تحقيقات وملفات من المحاكم ومن وزارة الخزانة الأمريكية حول هذه الشبكة التي يخفي بها حزب الله مئات الملايين عبر القارات، ويرصد حواراً مسجلاً كجزء من تحقيق موسع لوكالة مكافحة المخدرات الأمريكية «دي.إي.إيه» لخبير بالوكالة مع إحدى الموظفات في جماعة حزب الله اللبنانية، والذي أخفي هويته عنها.

وتحدثت معه عن إجراءات التهريب في مطار بيروت، ووعدته بإمكانية أن تهبط طائرة كاملة مليئة بالبضائع في العاصمة اللبنانية دون أن يلاحظ أحد، وأن يحصل على تخليص جمركي بقولها «هناك محترفون في عمل ذلك».


ويهدف تحقيق الوكالة للكشف عن استخدام حزب الله لأرباح تهريب المخدرات لشراء سلع فاخرة يتم تهريبها إلى لبنان وبيعها مرة أخرى بمساعدة عميد في الجمارك في عملية تعرف باسم «عملية الأرز» لغسل أموال المخدرات من أمريكا الجنوبية.


وأكد التقرير أن جماعة حزب الله ليست مجرد منظمة إرهابية ودولة داخل الدولة في لبنان أو ذراع إيران هناك فقط، بل هي أيضا شبكة من الأتباع نشأت وتسللت داخل مجتمعات في أمريكا الجنوبية وإفريقيا وأوروبا يديرون تجارة عالمية في السلع القانونية وغير القانونية، ويجرون المعاملات المالية بطرق تآمرية.

وتحدث التقرير عن وثائق قضائية حول كيفية عمل ما أسماه «الصفقات الثلاثية المثيرة» حيث ينظم حزب الله نقل وبيع الكوكايين من العصابات في كولومبيا إلى الخارج، ويدر بذلك 200 مليون دولار شهرياً، ثم تهرب هذه الأموال لتجار السيارات المستعملة في غرب إفريقيا الذين قاموا بدورهم بشراء سيارات بصورة قانونية للسوق الإفريقي من مئات التجار في الولايات المتحدة وأوروبا.

ومن بعدها تذهب بعض عائدات البيع إلى بيروت حيث يتم شراء سلع استهلاكية من شركات مختلفة تعمل نيابة عن شركات واجهة في أمريكا الجنوبية ثم تباع في كولومبيا وفنزويلا، على أن تعود الأرباح بعد ذلك لعصابات الكوكايين مرة أخرى بعد أن تطرح منها العمولات.

ومن أجل تجفيف هذه التدفقات للأموال، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بشكل متكرر على بعض شركات الصرافة المتورطة في هذه الأعمال أيضاً مثل «شركة شمس للصرافة» في ربيع عام 2019، واتهمت أصحابها بإخفاء مدخولات المخدرات من أستراليا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.

وكشف التقرير عن تورط بنوك لبنانية عديدة في أعمال حزب الله المشبوهة، وعمل عدة شركات تحت سيطرة حزب الله منها شركات إنشاءات، وكذلك شركات مستوردة للأدوية وشركات نفط وغيرهم.

ونوه موقع دير شبيغل إلى أنه من الغريب أن زعيم حزب الله «حسن نصر الله»أكد بنفسه ذلك عندما صرح في مايو الماضي رداً على مزاعم الأمريكيين بأن حزب الله ينقل العملة الأجنبية من البلاد إلى إيران وسوريا، وقال علناً «اسأل شركات الصرافة والبنوك وقيادة البنك المركزي، وهم يعلمون أننا نجلب الدولارات إلى البلاد ولا نصدرها».

وتحدث التقرير عن أن مواجهة هذه الأنشطة لحزب الله ستكون ضرورية للبنك المركزي اللبناني والرئيس اللبناني والحكومة التنفيذية، لأنها ستكون في الغالب شروطاً مسبقة للحصول على المساعدات الغربية للبلد المفلس الذي سلب فيه الأقوياء الدولة.