الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

وهْم مظاهرات الإخوان في مصر.. نزلة السمّان وحفل زفاف وما خفي أعظم

«إهداء من الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، شكراً على حسن تعاونكم»، بهذه الكلمات توجه الإعلامي المصري خالد صلاح، للقنوات التابعة لجماعة الإخوان المحظورة، بعد كشفه نشر قناة الجزيرة وقنوات الشرق ومكملين، التي تبث من تركيا، مقاطع فيديو مظاهرات دون التحقق من مصدرها، بعد قيام الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المالكة لعدة وسائل إعلامية مصرية، بتصوير فيديو لمظاهرة غير حقيقية باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، وإرسالها للأرقام التي خصصتها هذه القنوات لاستقبال مقاطع الاحتجاجات المزعومة، وبثتها تلك القنوات مع احتفاء شديد.

وقال خالد صلاح في لقاء مع الإعلامي يوسف الحسيني، على قناة «cbc extra»: «الجزيرة وقنوات الإرهاب لم تراعِ أي معايير مهنية بالتحقق من المقاطع التي تقوم ببثها، فلم تحاول التحقق من مكان المظاهرة أو وجود مظاهرات بالأساس في المنطقة التي أرسل منها الفيديو».

وعقب إذاعة اللقاء، دشن عدد من رواد السوشيال ميديا وسم «نزلة_السمان_فضحت_الخرفان»، والذي تحول خلال ساعات للأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

وسخر رواد سوشيال ميديا من القنوات التي تحدثت عن مظاهرات عارمة، وأنهم سقطوا في فخ الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، مستعينين بصور ساخرة من الأفلام المصرية.

كما تداول رواد سوشيال ميديا تدوينة لشخص يدعى تامر، ادّعى فيها مشاركته في مظاهرات نزلة السمان، وهو ما استخدم كدليل على أن الحراك الذي تروج له قنوات تابعة لقطر وتركيا، ما هو إلا حراك وهمي موجود في خيالهم.

وكان المقاول الهارب محمد علي قد دعا المصريين إلى الخروج في مظاهرات في الذكرى الأولى لما سمّاه مظاهرات 20 سبتمبر، مستغلاً حالة من الغضب بسبب قانون التصالح على مخالفات المباني، الأمر الذي تسبب في مظاهرات محددة في بضع مناطق، وهو ما أعلنت عنه صفحة وزارة الداخلية المصرية، التي كشفت عن القبض على عدد من المواطنين حاولوا حرق سيارة شرطة بمنطقة البدرشين بمحافظة الجيزة، إلا أن المقاول لم يكتفِ بذلك، ليدعو إلى مظاهرات ليلة الجمعة تحت اسم جمعة الغضب.

وعلى مدار 6 أيام، أذاعت قنوات الجزيرة والشرق ومكملين، بالإضافة إلى صفحة «رصد»، وصفحة «محمد علي» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فيديوهات لمظاهرات قالت إنها في عدد من المحافظات المصرية، كان منها نزلة السمان وأطفيح والبدرشين، إلا أن هذه المظاهرات طالتها اتهامات الفبركة.

كان من ضمن الفبركات ما نشرته صفحات الإخوان حول مظاهرات قرية أبونجم بأطفيح، والتي تبين أنها لحفل زفاف في الشارع، وتم تغيير الصوت ليتضمن بدلاً من الأغاني الشعبية الفلكلورية التي تؤديها النساء في الأفراح، هتافات ضد النظام المصري.

وكانت قنوات الإخوان قد نشرت عدداً من الفيديوهات لتسكين مواطنين من الدويقة في شقق جديدة على اعتباره أنها مظاهرة في المنطقة المعروف عنها خطورتها للسكن، فتم إخلاء أجزاء منها، ونقل سكانها إلى حي الأسمرات، كما نشرت قنوات الإخوان وصفحاتهم فيديو لمشادة بين الباعة الجائلين وعدد من رجال الشرطة على أنها مظاهرة بحي المنشية بالإسكندرية، بالإضافة إلى إعادة بث عدد من الفيديوهات القديمة، ومنها فيديو لمظاهرات حدثت في 2013 على أنها مظاهرات جديدة.

ولم يكن فخ مظاهرة نزلة السمان هو الفخ الأخير الذي تقع فيه قنوات الإخوان، حيث تداول رواد سوشيال ميديا فيديو لتقرير نشره صحفي مصري قام بإرسال فيديوهات من مظاهرات وقعت في 27 سبتمبر 2019 بعد تقسيمه لعدة مقاطع إلى قنوات الشرق ومكملين والجزيرة، والتي قامت بنشرها دون التحقق من مصدرها.

من جانبه، قال الخبير الإعلامي المصري د.ياسر عبدالعزيز، لـ«الرؤية»: «نشر فيديوهات دون التحقق منها ممارسة إعلامية معروفة من قنوات الجزيرة والقنوات التابعة لجماعة الإخوان والمنصات التابعة لها».

واستبعد عبدالعزيز أي تغيير في سياسة الجزيرة والقنوات التابعة لجماعة الإخوان، بسبب الكشف عن إخطائها المهنية، لأن السياسة الحالية ليست سياسة إعلامية، وإنما قائمة على موقف سياسي، مشيراً إلى أن الحالة الوحيدة التي يمكن أن تتحلى فيها الجزيرة بالمعايير المهنية والرصانة هي حل الإشكال السياسي بين قطر ودول الرباعي العربي المحارب للإرهاب ومنها مصر.