الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

دراسة أمريكية: الكتب المدرسية في قطر تعلم معاداة السامية

دراسة أمريكية: الكتب المدرسية في قطر تعلم معاداة السامية

قبل يوم من توقيع الإمارات والبحرين معاهدتي السلام التاريخيتين مع إسرائيل في حديقة البيت الأبيض، كانت قطر توقع اتفاقية مع واشنطن تتحدث عن أرضية مشتركة غير متوقعة بين البلدين، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية.

ففي يوم 14 سبتمبر الجاري، وقع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ونظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اتفاقاً بشأن التبادل الثقافي، لتعزيز ما أشادت به واشنطن على أنه «المثل العليا المشتركة بين البلدين في التسامح والتنوع».

لكن هذه الإشادة كانت سابقة لأوانها إذ ظهرت أدلة جديدة على أن قطر تواصل تعليم تلاميذ المدارس عبارات معادية للسامية، وتقدم صوراً بغيضة عن اليهود في الكتب المدرسية التي تنشرها الحكومة، بحسب مقال كتبه في المجلة ماركوس شيف المدير التنفيذي لمعهد رصد السلام والتسامح الثقافي التعليم المدرسي، وديفيد اندرو وينبرج مدير الشؤون الدولية في مكتب واشنطن التابع لرابطة مناهضة التشهير الأمريكية.

وقال الكاتبان إن المعهد أصدر الدراسة الأكثر شمولاً حول المناهج الدراسية الرسمية في قطر، فيما يتعلق بموضوعات السلام والتسامح، وكانت النتائج واقعية.

وخلصت الدراسة إلى أن الكتب المدرسية في قطر لا تتفق مع المعايير الدولية للسلام والتسامح. وأضافت أن الكتب القطرية تشبه تلك الصادرة في إيران والسلطة الفلسطينية باعتبارها الأسوأ في المنطقة، وربما العالم، فيما يتعلق بما تنشره الحكومة من معاداة للسامية وغيرها من أشكال الكراهية.

كتب تجمع كل الإساءات

وتبدو نتائج الدراسة الجديدة للمرصد صارخة على نحو خاص عند النظر إليها بالمقارنة مع مادة الدليل الجديد الذي نشرته رابطة مناهضة التشهير عن تقييم العبارات المعادية للسامية.

وتنشر الكتب المدرسية القطرية التي فحصها المعهد، كل ما ورد في الدليل تقريباً من الاستعارات والمفردات والتشبيهات المعادية للسامية مثل القوة، عدم الولاء، الجشع، القتل، التشهير بالدم، إنكار الهولوكوست، والافتراءات المعادية لليهود التي تمت صياغتها على أنها انتقادات للصهيونية أو السياسة الإسرائيلية.

على سبيل المثال، يروج كتاب التربية الإسلامية للصف الخامس في خريف 2019 لأسطورة اليهود كقتلة للأنبياء، ويقول إن اليهود سئموا جهود المسيح لكبح «سلوكهم الفاسد»، وبالتالي «اجتمع القادة اليهود.. ووافقوا على قتله». وبالمثل، يشرح كتاب قطري للتربية الإسلامية درسه طلبة الصف الحادي عشر في نفس الفصل الدراسي، أن «الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة تهدف إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين، سعياً للسيطرة على العالم وحكمه».

بالإضافة إلى ذلك، وثقت الدراسة أمثلة على مناهج قطر تتهم اليهود بتحريف التعاليم الإلهية، وكذلك نشر التشهير الحديث المعادي للسامية الذي يزعم زوراً «قيام سلطات الاحتلال بإحراق المسجد الأقصى عمداً في 21 أغسطس 1969»، وفي الحقيقة، أن السلطات الإسرائيلية أخمدت الحريق، وساعدت في إعادة بناء المسجد ولاحقت المخرب قضائياً بقوة، وهو رجل مسيحي من أستراليا مختل عقلياً.

توصيف بغيض

وتدعو هذه الكتب المدرسية المسلمين إلى «تحرير فلسطين» بأي وسيلة لازمة، معتمدين على التوصيف البغيض لليهود على أنهم يستخدمون على نحو خبيث «الخداع والفساد» ضد الفلسطينيين.

يُعلّم المنهاج القطري لعام 2019 أيضاً أن المسلمين ملزمون «ببذل كل جهد ممكن لتحرير فلسطين من الاحتلال، ويصنف إسرائيل بأكملها، بما في ذلك جميع الأراضي التي سيطرت عليها قبل عام 1967، على خرائط الدراسات الاجتماعية باسم فلسطين».

وأظهرت المراجعة الشاملة التي أجراها المعهد، لأكثر من 200 كتاب مدرسي قطري، أن أياً منها لم يذكر الهولوكوست.

وذكر المقال أنه "لا يمكن تبرير هذا خصوصاً أن استطلاعا أجرته رابطة مناهضة التشهير في 2014 وجد أن أقل من 10% من المشاركين من قطر أو أي دولة عربية كبرى أخرى قد سمعوا عن الهولوكوست، وأن هذه الشريحة الأقل من 10% تعتقد أن عدد اليهود الذين قتلوا في الهولوكوست لم يكن أسطورة أو مبالغة تاريخية."

والأسوأ من ذلك، أن المناهج الدراسية في قطر «استمرت في تدريس نسخة مشوهة من هذه الفترة من التاريخ، مرددة أسطورة (طعنة في الظهر) لهتلر التي عززت معاداة النازية للسامية. ويشرح كتاب تاريخ قطري للصف الحادي عشر لخريف 2019، أن «عداء النازيين للشعب اليهودي» نتج عن كونهم «سبب هزيمة ألمانيا» في الحرب العالمية الأولى.

تحايل قطري

وأشار تقرير المرصد إلى أن قطر أوقفت تدريس كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون» الكاذب بعد العام الدراسي 2017-2018، وأزالت كل المواد المتعلقة من معرض الكتب الحكومي عقب التدخل العلني من رابطة مناهضة التشهير في 2018. ورغم ذلك، أظهر تقرير المرصد أن أحدث أدلة متاحة تشير إلى أن قطر ما زالت تدرس نظريات المؤامرة المعادية للسامية التي تمثلها البروتوكولات في نهاية الأمر.

وذكر المقال أنه «ربما يكون من المبالغة أن نتوقع أن تتقبل قطر الدولة اليهودية بالطريقة التي فعلتها دولة الإمارات والبحرين عبر اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل. لكن من واجب الحكومة القطرية ضمان إزالة جميع المواد المتعصبة على الفور من الكتب المدرسية التي تنشرها الحكومة. وإلى أن تثبت قطر أنها فعلت ذلك، يجب على شركائها الدوليين، وخاصة الحكومة الأمريكية، أن يطالبوا صراحةً بالقضاء على تحريضها التعليمي ضد الشعب اليهودي».