السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ميليشيات الحوثي تعد لطبع مناهج دراسية جديدة تعزز مشروعها الطائفي

ميليشيات الحوثي تعد لطبع مناهج دراسية جديدة تعزز مشروعها الطائفي

طلاب يتلقون تعليمهم في مدرسة دمرها الحوثيون في تعز- تصوير البراء منصور

قال مصدر مسؤول في مطابع الكتاب المدرسي التابعة للحوثيين في صنعاء إن المطابع تلقت نسخاً جديدة من الكتب المدرسية تختلف عن المناهج الحالية فيما يشير إلى اتجاه الميليشيات المدعومة من إيران إلى إلغاء المناهج التعليمية للمراحل الأساسية والإعدادية والثانوية.

وقال المصدر إن الكتب الجديدة ما زالت في طور المراجعة تمهيداً لطباعتها، ومن المحتمل أن توزع على المدارس الخاضعة لسيطرة الحوثيين خلال الشهرين المُقبلين تمهيداً لبدء استخدامها في الفصل الدراسي الثاني الذي يبدأ أوائل عام 2021.

وكان حسين العزي، القيادي الحوثي المعين من الميليشيات نائباً لوزير الخارجية في الحكومة غير المعترف بها دولياً، قال عبر حسابه على تويتر، إنه سيتم «دمج المواد الثماني أو التسع في كتاب يميز كلاً منها لون خاص ولكل شهر من شهور العام الدراسي كتاب واحد بدلاً من أن يحمل الطالب 8 أو 9 كتب طوال العام».

تحريفات ومغالطات

ومن جانبه، قال الدكتور مختار المشوشي، مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم في الحكومة الشرعية، إن الحوثيين يركزون بشكل كبير على قطاع التعليم في اليمن، ويتمحور تركيزهم على المناهج الدراسية «فمنذ انقلابهم على السلطة الشرعية في مطلع عام 2015 بدأت تدخلاتهم في المناهج الدراسية من خلال استحداث بعض النصوص التي تحمل في مضامينها أفكاراً طائفية ونزعات سلالية».

وتوقع المشوشي في تصريحات خاصة بـ«الرؤية« أن الحوثي، ومن خلال استحداثه منهجاً تعليمياً مستقلاً، «سيعمل على إضافة كثير من التحريفات والمغالطات كما هي عادته وكما عمل في التدخلات السابقة فهو كلما أراد أن يضيف تدخلات جديدة في المنهج عمل على تخريجة جديدة للمناهج».

وأوضح المشوشي أنهم في وزارة التربية والتعليم لم يتحصلوا حتى الآن على نسخ من تلك الكتب؛ لكنه حذر في الوقت ذاته من وضع خطر بات يتهدد ملايين الطلاب في مناطق الحوثيين» أمام تلك الحملات التي تقوم بها تلك الجماعة».

ولفت إلى أنه «مهما كانت قدرة الطالب على تحصين أفكاره من تلك السموم إلا أن حضورها الكثيف وفرضها عليه واستغلال حاجته ستجبره على التعاطي معها وبالتالي لا بد أن يستنشق من تلك السموم، لذلك يجب القيام بمساعدة هؤلاء على التحصن من ذلك الخطر بمختلف الوسائل والسبل».

أفكار مدمرة

وأكد المصدر العامل في مطابع الكتاب المدرسي لدى الحوثيين، أن المناهج السابقة ألغيت تماماً خاصة مقررات (التاريخ- التربية الوطنية- التربية الإسلامية)، مشيراً إلى أن الميليشيات صاغت المناهج الجديدة بما يتناسب مع مشروعها الطائفي، »وزرعت أفكاراً مدمرة تعادي القيم المجتمعية والوطنية».

وقال إن من الأفكار المدمرة تخصيص دروس في كتاب اللغة العربية والتربية الإسلامية تتهم اليمنيين في مناطق سيطرة الحكومة بأنهم متواطئون أو دواعش وتكفيريون وتحث على قتالهم باعتبار أن ذلك نوع من الجهاد الشرعي».

أضاف أنه «في كتاب التربية الوطنية تم إلغاء المواد المتعلقة بالكثير من الشخصيات الوطنية، وأيضاً اعتبار ثورة 26 سبتمبر انقلاباً على الحكم، وتلميع عصر حكم الإمامة البائد، وجرى وضع دروس خاصة لشخصيات حوثية أمثال مؤسس الجماعة الحوثية حسين بدر الدين الحوثي، وصالح الصماد، باعتبارهما من الشخصيات الوطنية اليمنية».

وتابع أنه «تم استبعاد الدروس المتعلقة بالكثير من صحابة رسول الله في كتاب التربية الإسلامية والخلفاء الراشدين عمر وعثمان، وأبو بكر، واستحداث دروس بديلة لشخصيات غير معروفة في التاريخ الإسلامي».

وقال المشوشي إن الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، تهدف إلى «إيجاد ثقافة فكرية تتوافق مع توجهاتها، وقد تبين من خلال التغييرات السابقة، التي تضمنت العديد من الأفكار المتطرفة، أنهم يسعون إلى تكوين جيل يدين بالولاء والطاعة للجماعة الحوثية ويحمل فكرها المتغطرس والعودة بالبلد إلى الماضي من خلال التضليل والخداع وإحياء صراعات مذهبية لم تشهدها البلد من قبل، مستمدة ذلك الصراع من بلدان غرقت في وحل تلك الصراعات وعاشت منذ زمن طويل في دوامة صراعات طائفية ومذهبية».

وفي ظل عدم القدرة على التدخل المباشر لمنع الميليشيات عن طباعة هذه المناهج وتوزيعها، يراهن المشوشي «على وعي الشعب وتمسكه بثوابته والدفاع عن معتقداته« لمواجهة هذا الخطر. داعياً إلى التكاتف «في مواجهة ذلك الخطر من خلال فضح وتعرية ما تقوم به تلك الجماعة وذلك الدور ينصب على وسائل الإعلام بالدرجة الأولى كما أن تسخير وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي لمجابهة ذلك هو بمثابة المدفع المزلزل لتلك الجماعة والحد من نشر أفكارها المسمومة». حد قوله.

اعتزال المدارس

وقرر المواطن عبدالفتاح عبدالرحمن منع بناته الثلاث، نسيبة، صابرين، وعبير، من حضور الحصص الدراسية في مدرسة رابعة العدوية بالعاصمة صنعاء، عندما علم أن مناهج جديدة ستوزع على الطلاب، حيث حزم أمتعته وأسرته للسفر إلى عدن ومواصلة تعليم بناته من هناك.

وقال عبدالفتاح لـ»الرؤية» إن الخوف من غسل أدمغة بناته أو تجنيدهن في المستقبل، هو ما دفعه إلى اتخاذ قرار مثل هذا. وأضاف «ابنة جاري اليوم مجندة في الأمن الوقائي الحوثي رغماً عن أبيها، تم تجنيدها في المدرسة بعد غسل أفكارها وسلخها عن أسرتها ومستقبلها، وأنا لا أريد أن يتكرر هذا الأمر معي».

أزمة مناهج

وعن النقص الحاد في الكتب الدراسية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، أكد مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم أنهم يواجهون «أزمة كبيرة في الكتاب المدرسي وذلك لعدم طباعة الكتب المدرسية لهذا العام بسبب عدم تعزيز مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي بتكاليف الطباعة المعتادة سنوياً.

وقال إن تلك الأزمة باتت على طاولة مجلس الوزراء رغم تأخر الوقت خصوصاً أن العام الدراسي 2020-2021 قد بدأ بالفعل «وبالتالي نحن نستطيع أن نوفر الكتب المدرسية للطلاب بصورة إلكترونية من خلال روابط الكترونية تمكنهم من تحميل الكتب التي يحتاجونها كما أننا بصدد العمل على توفير تطبيق يتضمن أيضاً الكتاب المدرسي وكذا توفير هذه الكتب على موقع القناة التعليمية وكذا المنصات التي تعتمدها وزارة التربية والتعليم».

وتشكو الطالبة أروى مغلس، إحدى طالبات مدرسة الحكيمي في تعز من عدم تحصلها على منهج دراسي متكامل، حيث اضطرت إلى استعارة كتبٍ من زميلاتها لبعض الوقت بهدف مراجعة بعض الدروس التي تتلقاها في المدرسة.

وتؤيد مغلس فكرة إيجاد مناهج إلكترونية لتخفيف العبء على الطلاب «فالطالب يحتاج لأن يذاكر ويتابع الدروس أولاً بأول، وتقريباً كل الطلاب لديهم أجهزة ذكية، لتصفح المناهج الإلكترونية»؛ لكنها تطالب بالتعجيل لوضع هذه المناهج في متناول الجميع دون قيود.