الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الكويت في عهد الشيخ صباح: نهضة وازدهار اقتصادي وحكمة سياسية

الكويت في عهد الشيخ صباح: نهضة وازدهار اقتصادي وحكمة سياسية

اتسمت فترة حكم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للكويت، بالسلام والتوازن داخلياً، وخارجياً في المنطقة العربية، حيث استطاع الشيخ الصباح، الذي أعلنت وفاته اليوم الثلاثاء، أن ينشر السلام والاستقرار والازدهار، داخل الكويت خلال فترة حكمه، علاوة عن سعيه الدؤوب للحفاظ على التوازن والعلاقات الطيبة والدبلوماسية بجميع دول المنطقة العربية.

سياسة الشيخ صباح المتوازنة أهّلته عن جدارة للقب قائد العمل الإنساني، وشيخ الحكمة، بحسب آراء دبلوماسيين ومحللين ومختصين في الشأن العربي والخليجي.

واتسمت فترة حكم أمير الكويت، الذي تولى زمام الأمور في البلاد عام 2006، بالازدهار والتنمية في بلاده، وامتدت آثارها إلى الخارج بمساهمته في العديد من الأعمال الخيرية والتنموية، لعدد من الدول العربية ودول إفريقيا.

وخلال مسيرته، تقلد الشيخ صباح العديد من المناصب التي ترك فيها بصمة واضحة، حيث كان أول وزير للإعلام، وثاني وزير للخارجية، حين تولى المنصب عام 1963 واستمر به لأربعة عقود، ويعد مهندس الدبلوماسية الكويتية. وأنهى مناصبه الوزارية بتولي رئاسة الوزراء عام 2003، ولمدة 3 أعوام قبل توليه إمارة الكويت قبل 14 عاماً.

يقول الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إن الشيخ صباح رجل عظيم، قام بمهامه كلها التي تولاها على الوجه الأكمل، منذ أن كان وزيراً للخارجية ورئيساً للوزراء، ومن ثم أميراً للبلاد، وأطلق كثيراً من السياسات والمبادرات المهمة في العالم العربي، مشدداً على أن الشيخ الصباح من أقدم وأقدر الساسة والدبلوماسيين العرب، وأدواره دائماً كانت إيجابية، وعلاقته بمصر تحديداً علاقة طيبة للغاية.

وأضاف موسى لـ«الرؤية» أنه إنسان بمعنى الكلمة، حيث أقام مشروعات خيرية عديدة وله إسهامات كبيرة خارج الكويت معنية بحماية ورعاية الإنسان وتوفير سبل معيشة جيدة له في دول فقيرة، واهتم بصحة المرأة، فالأمم المتحدة منحته لقب الأمير الإنسان.

وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي، يقول إن أمير الكويت كان عميداً لوزراء الخارجية العرب لفترة طويلة، ومن ثم أصبحنا ننظر له على أنه أحد الحكماء العرب، وله سياسة نستطيع أن نقول إنها مختلفة ومتوازنة، نتيجة لخبرته الطويلة.

ويضيف العرابي لـ«الرؤية» أن الشيخ صباح كان له دور بارز أثناء غزو العراق للكويت، وبعلاقاته الدولية والعربية، استطاع أن يحافظ على مكانة الكويت، وعلاقتها بمختلف دول العالم، والعالم العربي، و دائماً لديه توجهات بأن دولة الكويت يجب ألا تكون بمفردها مستأثرة بثرواتها الخاصة، فقد أنشأ صندوق الكويت للتنمية والمشاريع، لمساعدة الدول الإفريقية الفقيرة، والدول العربية صاحبة نسبة النمو البسيطة، فكان من أصحاب فكرة أن الكويت يجب أن تمد يدها للآخرين.

وتابع «أمير الكويت كان دائماً مؤمناً بضرورة التماسك الخليجي، ومن أهم المدافعين عنه حفاظاً على وحدة التعاون الخليجي، وحمايته من الانهيار»، مشيراً إلى أنه كانت له اتصالات واسعة على مستوى العالم.

وقال إن الشيخ صباح أيضاً عرف بأنه صاحب مبدأ وسطي في التعامل، وقدرة على حل المشكلات بشكل دبلوماسي، وعدم اتخاذ مواقف متعنتة أو عنترية، وكان أحد أعمدة العلاقات العربية الكويتية، ورمانة الميزان للمنطقة العربية.

من جهته، يقول المحلل السعودي، الدكتور محمد الحربي، إن الشيخ صباح الأحمد، هو صاحب 65 عاماً من العطاء، تقلد خلالها عدة مناصب، وزارة الخارجية، وزارة التعليم، وزارة الشؤون الاجتماعية، إلى أن تولى إمارة الكويت.

وأضاف أنه على الصعيد العربي والدولي، عرف بأنه شيخ الحكمة، وأمير الإنسانية، دبلوماسياً وسياسياً، وهو محور التوازن والتقارب بين شعوب الأمة بعطائه الإنساني الذي لا ينضب، فالمبادرات والمشاريع الإنسانية والتنموية صالت وجالت عبر العالم فترة حكمه، خاصة في الدول النامية والفقيرة عبر مساعدته المستمرة، في الغذاء، الدواء، التعليم والإسكان.

وقال إن الكويت في عهده أخذت مركزاً مرموقاً بين دول العالم خلال السنوات الماضية، واستحقت أن يتم اختيارها من قبل الأمم المتحدة، 9 سبتمبر 2014، مركزاً للعمل الإنساني، حيث منح لقب قائد العمل الإنساني، وهو لقب تم تخصيصه له تحديداً، نظراً لجهوده في العمل الإنساني على كافة الأصعدة، ولم يتم منح مثل هذا اللقب لأحد غيره من قبل، خصوصاً بعدما استضافت الكويت المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني، وتحديداً في سوريا لثلاث دورات متتالية على أرضها.

وأضاف الحربي لـ«الرؤية» أن الكويت في عهد الشيخ صباح كانت رائدة الدبلوماسية، حيث استضافت في عهده العديد من القمم العربية والخليجية، والدولية، والقمم الاقتصادية، والتنموية، والاجتماعية، و كانت الكويت، دائماً سباقة في التقارب بين الشعوب والدول، و محور توازن لحفظ الأمن والاستقرار لدول المنطقة، وخاصة منطقة الخليج العربي.

ويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بالجامعة الدولية بلبنان، الدكتور رائد المصري، إن الشيخ صباح استطاع بسياسته الحكومية المتزنة أن يكسب حب واحترام الجميع، والعالم كلُّه يشهد على مسيرة الشيخ صباح ذي الشخصية الإنسانية المحبَّبة والمحبّة للخير وللعطاء.

وحققت الكويت في عهده قفزات تنموية واقتصادية كبيرة في مختلف المجالات، أهمها تمرير قانون بالبرلمان يمنح النساء حقوقهن السياسية.

وكانت بصمات الشيخ صباح واضحة في ازدهار وتطور العديد من المجالات في بلاده، ومن أبرزها المجال الاقتصادي، حيث شهدت البلاد في عهده طفرة، وصعد احتياطي النقد الأجنبي في يونيو الماضي إلى مستوى تاريخي عند 42.63 مليار دولار، بزيادة 1.8% على أساس شهري، تبلغ حوالي 764 مليون دولار.

وقال المصري لـ«الرؤية» إن وساطات الشيخ صباح أسهمت أيضاً في حلِّ العديد من أزمات المنطقة، وكانت سياسة الكويت عامة وفي عهده خاصة تشكِّل الدعامة الأولى وصمام الأمان للعمل العربي المشترك ومحط أنظار وقِبلة دول وشعوب العالم في محاولات رأب الصدع وتخفيف التوترات في المنطقة والإقليم الملتهب.