الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أردوغان على خط المصالحة الفلسطينية.. محاولة للبحث عن دور

شكك محللون في دخول تركيا على خط المصالحة الفلسطينية، في ظل انحيازها لحركة حماس واعتبروها مجرد محاولة من النظام التركي لإيجاد دور دبلوماسي له في ظل الحصار الذي يواجهه، وتراجع دوره الإقليمي.

واستضافت مؤخراً اجتماعاً بين حركتَي حماس وفتح، في إطار طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وساطة تركيا للقيام بدور في المصالحة الفلسطينية، وإجراء انتخابات عامة في فلسطين بعد 14 عاماً من الجمود والانقسام بين الحركتين في عام 2007.

قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، إن أردوغان من مايو 2010، يحاول في إطار استراتيجية الحزب الحاكم في تركيا وطموحاته الإقليمية التوسعية، أن يكون زعيماً للأمة الإسلامية، والحركة الوطنية الفلسطينية، وأردوغان جزء من التنظيم الدولي للإخوان، لذا هو يريد دعم حماس، كجزء من الإخوان، وليس القضية الفلسطينية.

وأوضح هريدي، لـ«الرؤية»، أن القضية الفلسطينية بالنسبة لأردوغان أداة ووسيلة لكسب نفوذ، وليست هدفاً وغاية، وحماس فرضت تركيا على عباس، وهو مخطئ في لقاء قادة حماس في تركيا، فهو يعرف شكوك العالم أجمع حول نواياها.

وقال إن تصرف عباس «ليس تصرف رجل دولة».

محاولة للتعويض

ومن جانبه، قال رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الأسبق، الدكتور عبدالمنعم سعيد، إن تركيا تعودت على التدخل في كل الأماكن الموجودة ويحتمل بها نوع من الاضطراب، مثلما حدث في العراق وسوريا، في محاولة لخلق دور ونفوذ.

وأضاف «لو شاهدنا منذ شهرين ماذا تفعل تركيا، نجدها كانت تضرب في العراق وفي سوريا، وتعقد اتفاقاً مع حكومة السراج في ليبيا، وترسل سفن استكشاف للغاز في شرق البحر المتوسط، وأردوغان كان يتحدث بصلافة كبيرة للغاية، اليوم أصبح محاصراً، والوضع يستنزف الخزانة التركية بشدة».

وقال إن أردوغان يحاول التعويض ببعض الأمور الدبلوماسية، مثل السعي للتدخل وإيجاد دور في إطار المصالحة الفلسطينية، وفي الحقيقية هناك فجوة كبيرة فكرية وفلسفية بين فتح وحماس، ووجود حماس تدمير كبير للقضية الفلسطينية، ويأخذها في اتجاهات لا تعبر عن الجانب الوطني في عملية بناء الدولة الفلسطينية، فحماس تريد تغيير العالم كله، وإقامة دولة الخلافة، وهو أمر ليس له علاقة بالقضية الفلسطينية، وهو ما تدعمه تركيا في الخفاء.

ويقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة بيروت، الدكتور رائد المصري، إن أردوغان بعد أن فقد الورقة السورية كعامل ضغط، وحاصره الروس، وبعد أن فقد الورقة الليبية في محاولته لإدارة النزاع في ليبيا وفق رؤيته، وبعد أن فقد المبادرة في صراعه مع اليونان، أراد إدارة التفاوض بين الفلسطينيين، لعله يخرج بورقة تعيد تثبيت نفسه في المنطقة في ظل الترتيب الإقليمي الجاري عمله اليوم في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة على البحر المتوسط وشرق المتوسط.

أوراق خاسرة

وأضاف أنه حتى الآن بدت كل هذه الأوراق خاسرة، لن يسلمه إياها الجانب الأمريكي أو الروسي أو الأوروبي، إضافة إلى اتجاهه اليوم لافتعال أزمات بين أذربيجان وأرمينيا، لحسابات تتعلق بالدور الروسي الداعم لأرمينيا، وهذا الدور الذي يقوم به عطل مفاعيل الحركة التركية في سوريا، وأيضاً عطل التفاهم ما بينه وبين اليونان، لأن روسيا لم تقف مع تركيا، وأيضاً يتعلق بمد أنابيب النفط والغاز عبر هذه المنطقة، ويحاول الوقوف في وجه الروس، فهو يحاول ابتزاز جميع الأطراف، بمواقف دبلوماسية كالمصالحة الفلسطينية، بحيث يحقق لنفسه الرضا النسبي في ظل الحصار الذي يتعرض له.

وأوضح المصري لـ«الرؤية»، أن أردوغان يريد الحصول على أوراق مهمة يستطيع استخدامها على طاولة التفاوض والنفوذ الإقليمي، فطموحه على هذا المستوى أثر سلباً في السياسة التركية، ولم ينجح في إدخال تركيا كلاعب أساسي في منطقة الشرق الأوسط، لذلك وجدنا كيف كانت سياساته التي استخدمها في سوريا خاسرة، حيث أفقدته الكثير من أوراق قوة كان يمكن أن يستخدمها.

وقال «من يريد أن يكون لاعباً على الطاولة لا بد أن يمتلك أوراق قوة، لكن أردوغان فقد كل هذه الأوراق، فقد أصبحت تركيا الدولة الأضعف في التأثير الإقليمي لتقاسم النفوذ، وهي تبحث عن موطئ قدم في أي مكان».