الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

«زيارة إسبر».. هل رفضت الجزائر التعاون مع واشنطن لمواجهة النفوذ الروسي..؟

«زيارة إسبر».. هل رفضت الجزائر التعاون مع واشنطن لمواجهة النفوذ الروسي..؟

الرئيس الجزائري لدى استقباله إسبر.

أثارت جولة وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في دول المغرب العربي وخاصة زيارته للجزائر، الكثير من التساؤلات حول ماذا تريده واشنطن من القيادة الجزائرية الجديدة ومدى استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة.

وحسب تقارير محلية فإن الزيارة تدخل في إطار مساعي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون لاستدراك التأخر في لعب دور بالمنطقة، وخاصة مع بروز روسيا في ليبيا.

ويعتقد الخبير الأمني والعقيد المتقاعد من الجيش الجزائري، عمر بن جانة أن زيارة وزير دفاع أمريكي الأولى من نوعها منذ 15 عاماً، أتت بعد تغيير الطاقم الحاكم وتغيير عناصر النظام في الجزائر، وتزامناً مع مشروع الدستور الجديد الذي يسمح بإمكانية عمل الجيش خارج الحدود الجزائرية.

وقال بن جانة، في تصريح لــ«الرؤية» إن وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته الخميس «حاول جس النبض حول قبول الجزائر وجود قاعدة أمريكية داخل إفريقيا».

وكان كبار المسؤولين العسكريين في الجزائر قد أكدوا من قبل رفض القيادة الجزائرية وجود قاعدة أمريكية بإفريقيا وذلك خلال لقائهم مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) الجنرال ستيفن تاونسند.

وبحسب بن جانة «إن إسبر جاء ليستطلع النظام الجديد في خصوص محاربة الإرهاب والتنظيمات الانفصالية التي تنشط في إفريقيا وخاصة في منطقة الساحل الإفريقي، وحول الأزمة الليبية، والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، والجماعات التي تبحث عن عدم الاستقرار في المنطقة».

كما لفت بن جانة إلى «تخوف الأمريكان من محاولة التقرب الروسي- الصيني في منطقة شمال إفريقيا، وبما أن الجزائر دولة محورية في منطقة الشمال الإفريقي، فأمريكا تحاول معرفة ما إذا كانت تستطيع أن تعتمد عليها».

وأشارت تقارير إعلامية الى استفاقة متأخرة لواشنطن في موضوع ليبيا باعتبارها في تماس مع نشاط (أفريكوم)، بعدما سبقتها روسيا بتعزيز وجودها في الشرق الليبي بدعمها للمشير خليفة حفتر.

وخلص اجتماع وزير الدفاع الأمريكي والرئيس الجزائري الذي يشغل وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة الخميس الماضي إلى تصريحات دبلوماسية لم تعطِ للمراقبين مؤشرات عن فحوى الزيارة التي توسطت زيارة الوزير الأمريكي لتونس التي وقع فيها اتفاقاً عسكرياً لمدة 10 سنوات، وزيارته إلى المغرب التي وقع فيها اتفاقية عسكرية لنفس المدة.

واكتفت الرئاسة الجزائرية ببيان عن الاجتماع أكدت فيه أنه جرى «استعراض العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها في مجالات عديدة كما بحث الطرفان تطورات الوضع في ليبيا والساحل الإفريقي واتفقا على ضرورة متابعة التشاور والتنسيق من أجل توطيد أركان الأمن والسلم في المنطقة في إطار احترام وحدة وسيادة دولها».

ولم تخرج تصريحات إسبر عن السياق نفسه إذ قال «لقد تطرقنا إلى السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون الثنائي لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون بين جيشي البلدين».