الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

سعد الدين إبراهيم: المنطقة العربية تتحول إلى شرق أوسطية

سعد الدين إبراهيم: المنطقة العربية تتحول إلى شرق أوسطية

قال رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، الدكتور سعد الدين إبراهيم، إن المنطقة العربية تتجه لتصبح شرق أوسطية، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل التي باتت حتمية في ظل تحول ورقة القضية الفلسطينية إلى ورقة رخوة في الصراع العربي الإسرائيلي.

وأضاف إبراهيم في حوار مع «الرؤية» من القاهرة، أن فلسطين وإسرائيل ستصبحان دولة واحدة تحت حكم الإسرائيليين في الجيل الأول، ثم ستصبح دولة للكل بعد نحو 25 عاماً من تحقق ذلك، ومن الوارد أن يصل شخص عربي لرئاسة وزراء إسرائيل رغم صعوبة تصور الأمر في الوقت الحالي.

وتوقع فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة الشهر المقبل، إذا سارت الأمور في شكلها الطبيعي، لكن العلاقات العربية الأمريكية لن تتغير كثيراً حال وصول بايدن إلى البيت الأبيض.. وإلى الحوار

- كيف تستشرف مستقبل المنطقة العربية في السنوات العشر المقبلة؟

المنطقة العربية تتحول تدريجياً لمنطقة شرق أوسطية، الحدود بين العرب وغير العرب فيها ستنتهي تدريجياً، فإسرائيل أصبحت جزءاً من العالم العربي وكذلك إيران وتركيا، وهي دول غير عربية لها امتدادات داخل الوطن العربي، وهناك الكثير من العرب يعيشون في هذه الدول، والمنطقة تتغير من حيث التركيبة السكانية التي أصبحت أكثر اختلاطاً وتنوعاً في كل هذه البلدان، وهناك أيضاً اتجاه قوي نحو المصالحات بدل العداوات، يتجاوز العداوات التقليدية والقديمة، سواء في داخل البلد الواحد مثل السودان، لأنه أدرك استحالة إحراز أي نتائج بالصراع المسلح، ومن هنا بدأ أصحاب العقول النيرة العملية البحث عن وسائل معقولة للتعايش والتصالح، أو على المستوى الإقليمي كما شهدنا من تقارب عربي مع إسرائيل في الفترة الماضية.

- هل نحن أمام حتمية بناء علاقات مع إسرائيل لمواجهة الخطرين الإيراني والتركي؟

هناك توجس من تركيا وإيران، وأعتقد أن العلاقة أكثر حميمية مع إسرائيل، وبشكل عام «كله داخل في بعضه» وهنا الحدود لم تعد قاطعة أو حديدية، وإنما هي حدود مرنة سهلة الاختراق، والنفوذ الإيراني في عدد من البلدان العربية هدفه الأساسي مساومة الخارج والقوى الإقليمية من أرضية أفضل.

- وما توقعاتك للدول التالية في عقد اتفاقات سلام مع إسرائيل؟

أعتقد أن السعودية ستدخل على خط السلام مع إسرائيل، فالطائرات تمر في الأجواء السعودية في طريقها إلى الإمارات، وهذا تمهيد لمصالحة أو اتفاق سعودي إسرائيلي، ربما يأخذ شكل تنازل تل أبيب عن أشياء معينة للمملكة يتمثل في إشراف الرياض على الأماكن المقدسة.

- وكيف ترى دور الفصائل الفلسطينية المتناحرة في تضييع حقوق الشعب الفلسطيني؟

خلافات الفصائل الفلسطينية هي التي جعلت الورقة الفلسطينية تصبح ورقة رخوة في إدارة ما تبقى من الصراع العربي الإسرائيلي، واليوم صائب عريقات لجأ لمستشفى إسرائيلي حين تدهورت حالته الصحية، وهذا يؤكد أن الخطوط لم تعد حديدية عدائية كما كانت في السابق.

- باعتبارك أستاذاً لعلم الاجتماع وزرت إسرائيل أكثر من مرة.. كيف يتعايش العرب مع اليهود؟

المعركة الحالية التي تشغل الطرفين هي مسألة ضم أراضٍ جديدة لإسرائيل، لكن يجب علينا أن نضع في الحسبان أن التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة تقول إن عدد العرب مساوٍ لعدد اليهود، وهو ما يثير حفيظة الصهاينة المتشددين، الذين يريدون الحفاظ على خصوصية المجتمع اليهودي، وما أريد توضيحه هو أن القلق موجود لدى الصهاينة أكثر من العرب في هذه المسألة، فمعدل التوالد والزيادة السكانية بين العرب يتضاعف، فيما لا تتناسب زيادة اليهود معها، وخلال ربع قرن ربما يزيد عدد العرب بثلاثة أضعاف عدد اليهود.

- هل تعتقد أن إسرائيل جادة في مسألة السماح بإقامة دولة فلسطينية؟

لا، هي دولة واحدة تضم العرب واليهود تحت السيطرة الإسرائيلية في الجيل الأول، لكن في الجيل الثاني ستصبح مثل جنوب إفريقيا، وثلث الكنيست اليوم من العرب، ومن الوارد أن يصبح رئيس وزراء إسرائيل عربياً في يوم من الأيام رغم صعوبة الأمر.

- وما تعليقك على تسريبات هيلاري كلينتون؟

في تقديري أن المعلومات كانت موجودة بين المهتمين بالسياسة الأمريكية وعلاقة واشنطن مع العرب، لكن التسريبات أكدتها وجعلتها تنتشر على نطاق واسع.

- من سيفوز بالانتخابات الأمريكية المقبلة؟

أتوقع فوز جو بايدن، وكل إحصاءات الرأي العام تشير بقوة إلى هذا الأمر، فالفارق بين المرشحين يكون 1 أو 2%، لكن فرق 10% لصالح بايدن هو أمر غير مسبوق، وإذا سارت الأمور بهذا الشكل الطبيعي وانحصرت في مستواها الحالي من الجدل السياسي ففوز المرشح الديمقراطي هو النتيجة الأرجح، ما لم يقع حادث خارق للعادة.

- وكيف سيكون شكل الولايات المتحدة حال فوز جو بايدن؟

الشيء ذاته، الولايات المتحدة لا تتغير أكثر من 3% يساراً أو يميناً، والأجندة لا تختلف كثيراً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، إلا في مسائل طفيفة، منها ملف السياسة الداخلية، وملف العلاقات مع المكسيك وكندا.

- ماذا عن العلاقات الأمريكية مع العرب حال فوز المرشح الديمقراطي؟

في تقديري أن العلاقات الأمريكية العربية لن تتغير كثيراً بتغير من يسكن البيت الأبيض، وفي الغالب المملكة العربية السعودية ستمارس نفوذاً أكبر على الإدارة الأمريكية لبايدن.