الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

احتجاجات «ثورة أكتوبر» تعود إلى بغداد

احتجاجات «ثورة أكتوبر» تعود إلى بغداد

عراقية في الذكرى الأولى لحراك أكتوبر. (رويترز)

تظاهر آلاف العراقيين، اليوم الأحد، في الذكرى الأولى لـ«ثورة أكتوبر»، في تحدٍ لسلطات بلادهم التي يعتبرونها عاجزة عن إصلاح الأوضاع ومعالجة البطالة وتحسين الخدمات الأساسية والحد من تزايد نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران.

وكان 1 أكتوبر 2019 أشعل الشرارة الأولى للاحتجاجات التي بدأت بشكل عفوي للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية.

وتفتح الاحتجاجات مجموعة من الاحتمالات في بلد تحول فيه غضب جيل شاب تظاهر العام الماضي، لما يوازي حمام دم بعد مقتل قرابة 600 متظاهر وإصابة 30 ألفاً إضافة إلى اعتقال المئات.

وقال علي الغزي، متظاهر من مدينة الناصرية (جنوب)، التي تعدّ أحد المعاقل الرئيسية للاحتجاجات: «ما زلنا مصرين على مواجهة التسلط والفساد من أجل تغيير الوجوه التي تدير زمام الأمور من فشل إلى فشل».

من جانبه، كرر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي وصل لمنصبه على أمل إنقاذ البلد من التدهور، بأنه أمر قوات الأمن بعدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين، لكن هذا الأمر يعد صعباً للغاية في بلد عاش صراعات وحروباً متلاحقة منذ 4 عقود.

كما تواصل جماعات مسلحة فرض نفوذها في هذا البلد الذي تنتشر فيه الأسلحة وفصائل تتحدى سلطة الحكومة في البلاد، وأحياناً في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد.

يواصل المتظاهرون الذين يتواجد أغلبهم في ساحة التحرير، وسط بغداد، محاولاتهم للتوجه صوب المنطقة الخضراء حيث مقرّ الحكومة والبرلمان وسفارات أجنبية بينها السفارة الأمريكية، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات على جسر فاصل بين جانبي المدينة.

بين المحتجين المحامي سجاد سلام، أحد أبرز الناشطين في الاحتجاج، وقد جاء إلى العاصمة مع مئات المتظاهرين من مدينة الكوت لدخول المنطقة الخضراء. وقال: «نريد حل البرلمان وإجراء انتخابات شفافة وحصر السلاح بيد الدولة ومحاكمة قتلة المتظاهرين».

وخرجت من مدينة العمارة، كبرى مدن محافظة ميسان في جنوب البلاد، حافلات تقل متظاهرين متوجهة إلى بغداد. وقال الناشط حسين مرتضى الآتي من العمارة، إنّهم «مصرون على المشاركة في الاحتجاجات رغم كل التهديدات من قبل أحزاب وشخصيات نافذة».

وقطع هؤلاء المتظاهرون، مساء أمس السبت، مئات الكيلومترات التي تتخللها حواجز أمنية، وساروا بعدها على الأقدام للوصول إلى وسط بغداد، بعدما منعت قوات الأمن اقتراب السيارات والحافلات من ساحة التحرير والمناطق القريبة من المنطقة الخضراء.

وانتشرت كذلك حولها قوات مكافحة الشغب خلف دروع شفافة سميكة لمنع انتشار المتظاهرين الذين يلوحون بأعلام عراقية.

بدا الناشطون منقسمين، إذ إنّ البعض يعتقد أن ساحة التحرير هي المكان الآمن الوحيد لتجمع المحتجين، فيما توجه آخرون صوب المنطقة الخضراء عند الجانب الثاني من مدينة بغداد.

وكان المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء، اللواء يحيى رسول، دعا المتظاهرين للبقاء في ساحة التحرير لاعتباره أنها المكان الوحيد «الآمن تماماً».

لكن المتظاهرين بَدو عازمين على إحياء ذكرى احتجاجاتهم الشعبية، كونهم يعتقدون بأنه لم يتغير شيء، رغم مرور عام على انطلاقها للمطالبة بفرص عمل لجيل الشباب الذي يمثل 60% من سكان البلد، الذي تتواصل أوضاعه في التدهور، وفقاً لتقديراتهم.

ويواجه العراق تدهوراً اقتصادياً بسبب تراجع أسعار النفط الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، ما أدى لتأخير صرف رواتب الموظفين الحكوميين المتقاعدين الذين تشكل نسبتهم واحداً من بين كل 5 عراقيين.

وقال الكاظمي في كلمة تلفزيونية، مساء السبت، إنه يعمل على إنصاف «شهداء» أكتوبر 2019.

ورغم مرور عام، لم يتحقق «أي إصلاح» وفق المتظاهرين، فضلاً عن أنّ البرلمان الذي يهيمن عليه نواب موالون لإيران لم يصوت بعد على قانون الدوائر الإنتخابية أو على ميزانية عام 2020، وهما من ضمن المشاريع الرئيسية للحكومة التي تُتهم بالولاء لإيران.