الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

خبراء دوليون: قضية «فحوص المسافرات» تهدد سمعة قطر عالمياً

خبراء دوليون: قضية «فحوص المسافرات» تهدد سمعة قطر عالمياً

أكد خبراء دوليون أن قضية إجبار مسافرات على الخضوع لفحص نسائي في مطار الدوحة الدولي، ستكون لها تداعيات كبيرة على مساعي قطر لتحسين صورتها عالمياً.

واصطحب الأمن القطري عدداً غير محدّد من النساء، بعضهنّ أستراليات، من طائرات على مدرج المطار إلى سيّارات الإسعاف حيث خضعن للفحص بحثاً عن علامات ولادة بعد العثور على طفل ولد حديثاً في حمام في مطار حمد الدولي.

وأدانت الحكومة الأسترالية الاثنين الحادثة التي وقعت في 2 أكتوبر والتي خرجت إلى العلن بعدما روى عدد من الركّاب الأستراليّين ما حصل. وأكدت الحكومة أنها أبلغت قلقها إلى السلطات القطرية.



ووفقاً لوكالة «فرانس برس» تمثل القضية انتكاسة للدوحة التي عملت جاهدة على تعزيز «قوتها الناعمة» واستثمرت مبالغ طائلة في ناقلتها الجوية وقناة «الجزيرة» ومشاريع مختلفة.

وحذّر مارك غيل، مؤسس شركة «ريبيتشن إيدج» للاستشارات ومقرها سيدني، من أن «الأمر قد يخرج عن السيطرة من الناحية المتعلقة بالسمعة بالنسبة إلى الخطوط الجوية القطرية»، مضيفاً «بالتأكيد فإن هذا قد يؤثر على عملها».

ويتوقع غيل، أنه لو أخبر زوجته بما حصل، فإن ردها سيكون بكل تأكيد «لن أسافر عبر هذا المكان مرة أخرى».



وتعدّ أستراليا سوقاً هاماً للخطوط الجوية القطرية التي كانت تشغّل طائرات إلى 6 مدن أسترالية.

وتعتقد مديرة الأبحاث في معهد «لوي» في سيدني أليكس أوليفر أن الأستراليين، خصوصاً النساء، قد يقومون بـ«تجنب الخطوط الجوية القطرية» بعد الحادث.

وتقول «هذه خطوة مروعة من بلد أنفق مليارات من أموال الدولة في مسعى لعكس صورة عن دولة خليجية أكثر ليبرالية».



وسعت قطر مراراً لاحتواء أزمات متعلقة بالعلاقات العامة وصورتها في السنوات الأخيرة مرتبطة بفوزها المفاجئ بتنظيم بطولة كأس العالم في كرة القدم في 2022.

وواجهت الإمارة تدقيقاً مكثفاً من منظمات حقوقية بشأن معاملتها للعمال الأجانب الذين يعملون في مشاريع بناء قبل بدء المونديال.

وأكدت «منظمة هيومن رايتس ووتش» لفرانس برس أنه يتوجب على قطر «التدقيق في السياسة التي أدت إلى ترك الطفل في الحمام».



ولم تتطرق الحكومة القطرية حتى الآن إلى قضية المطار، على الرغم من رد فعل غاضب لوزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين التي وصفت ما حدث بـ«أحداث مقلقة للغاية... ومهينة. لم أسمع بأمر كهذا في حياتي».

وقالت «أبلغنا قلقنا بشكل واضح إلى السلطات القطرية في هذه المرحلة»، مضيفة أن المسألة أحيلت أيضاً إلى الشرطة الفيدرالية الأسترالية.



وأطلق مطار الدوحة ليل الأحد نداء طالب فيه والدة الطفل بالتواصل معه، ما يشير إلى أنّ التفتيش الذي أجري لم يصل إلى نتائج حاسمة.

وأشار بيان المطار إلى أنّ هوّية الطفل الحديث الولادة لم تُعرف بعد لكنّه يتلقّى رعاية من الطواقم الطبّية والاجتماعيّة، داعياً كلّ من يملك معلومات بشأن الحادثة إلى التواصل مع السلطات.



ورأى غيل أنه ليس كافياً أن تقوم إدارة المطار بالتخفيف من وقع ما حصل والادعاء بأنها طلبت من النساء مساعدتها في الوصول إلى والدة الرضيع.

وأوضح «على الأرجح قد يؤدي هذا إلى تأجيج الأمر عبر الإيحاء بأن السيدات قمن بذلك طواعية. أجد أن هذا أمر صعب التصديق».

وأكدت أوليفر أنها فوجئت من أن الرد جاء «متصلباً للغاية»، ما يتناقض مع طموحات بلد يحرص على صورته الدولية.



وأثارت حادثة المطار غضب سيدات أجنبيات وصدمتهن في الدوحة.

وقالت سيدة تقيم في العاصمة القطرية لفرانس برس رفضت الكشف عن اسمها خوفاً من الملاحقة «لا يمكنني التوقف عن التفكير في بناتي لو كنّ على متن هذه الطائرة»، وتابعت «هذا الأمر يثير الاشمئزاز. أشعر بالخيانة من بلد أدعوه موطني».