الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«دبلوماسية التعازي».. قيادات الإخوان تنعى وزير شباب ميليشيات الحوثي

قبل أن تصل تعزية زعيم ميليشيات الحوثي عبدالملك الحوثي، إلى أسرة القيادي البارز حسن زيد، الذي اُغتيل في العاصمة صنعاء، صباح أمس الثلاثاء، سارعت قيادات في حزب الإصلاح اليمني، إلى التعبير عن الأسى والحزن ومواساة الميليشيات بالتعازي في مقتل زيد، الذي كان يشغل منصب وزير الشباب والرياضة، في حكومة المتمردين غير المعترف بها دولياً.

ونشر عديد من قيادات الإخوان، بعضهم مقيمون في الدوحة وأنقرة، رسائل عزاء عبروا من خلالها عن «بالغ الحزن» في مقتل حسن زيد، أبرزهم حسين الأحمر، وتوكل كرمان، وعضو البرلمان اليمني عن حزب الإصلاح، شوقي القاضي، في حين بعث آخرون تعازيهم بشكل سري.

ووصفت توكل كرمان، المقيمة بين قطر وتركيا في تعزيتها لأسرة حسن زيد، الحادثة بأنها «جريمة اغتيال». مضيفة «لروحه الرحمة والسلام وأدين عملية الاغتيال». بينما عبر شوقي القاضي عن أحر تعازيه لأسرة حسن زيد، في رسالة تعزية نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لاقت ردود فعلٍ ساخطة من اليمنيين المناهضين للميليشيات.

وكتب حسين الأحمر «ندين ونستنكر بأشد العبارات جريمة الاغتيال البشعة والغادرة التي تعرض لها الأستاذ حسن محمد زيد اليوم بصنعاء». مضيفاً «جمعتني به صداقة طيبة لا تعكرها السياسة مبنية على الاحترام المتبادل».

وحسين الأحمر هو أحد أبناء الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، الذي تبنى تأسيس حزب الإصلاح في اليمن بعد 1990، وأول من تولى رئاسة الحزب الذي يشكل اليوم ذراعاً للإخوان المسلمين في اليمن، ويداً تحركها قطر وتركيا لتنفيذ أجندتها في اليمن.

وقالت مصادر لـ«الرؤية» إن قيادات أخرى بارزة في حزب الإصلاح بعثت رسائل تعازٍ غير معلنة لرئيس حكومة الحوثيين عبدالعزيز بن حبتور، وأسرة حسن زيد، ورئيس مجلس الحكم الحوثي مهدي المشاط، من ضمن هذه القيادات رئيس الحزب محمد اليدومي، والأمين العام للإصلاح عبدالوهاب الآنسي، وقيادات أخرى من الهيئة العليا، والأمانة العامة للحزب.

وعن سبب عدم الإفصاح رسمياً عن هذه التعازي، أوضحت المصادر أن الإصلاح لا يزال يدّعي في خطاباته الإعلامية أنه يواجه الحوثيين في معركة استعادة اليمن، لكن الواقع عكس ذلك، وليس من مصلحته كشف كل أوراقه أمام الرأي العام، ولذا فضّلَ الحزب إبداء موقفه المندد بمقتل حسن زيد للحوثيين فقط الذين نشأت بينهم وبين الإصلاح علاقات وطيدة متسارعة منذ 3 أعوام، بفعل التقارب التركي الإيراني.

واستغرب كثيرون من مواقف قيادات الإخوان التي بدت في بكائياتهم لمقتل قيادي حوثي ساهم بشكل مباشر في قتل آلاف اليمنيين، بينما يصمتون عندما يقتل «أحد المناهضين لمشروع الإمامة وإعادة الحكم السلالي فلا أحد منهم ينشر تعزية أو منشوراً على فيسبوك، لكن عندما قتل زيد تجدهم يتباكون عليه ويتبعونه بالصراخ والنياح على صفحاتهم، وكأن حسن زيد كان حمامة سلام لم يهجر أحداً ولم يقتل أحداً». بحسب تعبير القيادي القبلي يحيى مقيت.

وقتل حسن زيد، صباح أمس الثلاثاء، في منطقة حدة جنوبي العاصمة صنعاء، من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية، لاحقوه وأطلقوا النار على سيارته التي كانت تقودها ابنته «سلمى» أثناء عبورها أسفل «جسر حدة»، نحو 30 رصاصة من بندقية «كلاشنكوف» أغلبها أصابت جسده، والبعض أصابت ابنته التي لا تزال حتى اللحظة في المستشفى.