الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

أول مبادرة عربية من نوعها: ترحيب مغربي واسع بقنصلية الإمارات في العيون

لقي قرار الإمارات بفتح قنصلية في مدينة العيون في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ترحيبا واسعا في المغرب، وسط تفاؤل بأن الخطوة الأولى من نوعها عربيا ستجعل دولا عربية أخرى تحذو حذوها.

وفي اتصال هاتفي يوم الثلاثاء، أبلغ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أخيه الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة بقرار الإمارات فتح قنصلية عامة في مدينة العيون، أكبر مدينة في الصحراء المغربية، تجسيداً لموقف الدولة الثابت في الوقوف مع المغرب الشقيق في قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية.

وعبر العاهل المغربي عن شكره الجزيل وتقديره الكبير لصاحب السمو ولي عهد أبوظبي على هذا القرار التاريخي الهام الداعم للوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابه، خاصة أن دولة الإمارات شاركت في «المسيرة الخضراء» المظفرة.


كما أعرب عن اعتزازه العميق بقرار الإمارات، لكونها أول دولة عربية، تفتح قنصلية عامة في الأقاليم الجنوبية للمملكة.


ولقيت المبادرة الإماراتية، التي تدعم موقف المغرب في قضية الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ رحيل الاستعمار الإسباني سنة 1975، ترحيبا وتنويها كبيرين من قِبل مواطنين مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيَّوا دولة الإمارات على هذه الخطوة، التي اعتبروها تاريخية ومهمة.

كما عبَّرت وسائل الإعلام المغربية، في القطبين العمومي والخاص، عن ترحيبها بهذا القرار، الذي اعتبرته "ضربة موجعة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خصوصا أنه يأتي قبل أيام من تخليد المغرب للذكرى 45 للمسيرة الخضراء في السادس من نوفمبر المقبل"، وهي مسيرة سلمية قادها العاهل المغربي الراحل، الحسن الثاني، سنة 1975 نحو الأراضي الصحراوية لتحريرها من الاستعمار الإسباني.

وقال الباحث المغربي في القضايا الدولية، أحمد نور الدين، "إن هذه المبادرة الإماراتية تعد إشارة للعالم بأن المغرب يمارس سيادته الكاملة على أراضيه الصحراوية."

وأضاف في تصريحات ل "الرؤية" أن "كَوْنَ الإمارات أول دولة عربية تفتح قنصلية في الأقاليم الجنوبية المغربية ليس غريبا، إذا ربطنا المبادرة بسياقها التاريخي" في ضوء العلاقات المميزة بين البلدين.

وأشار إلى أن "المغرب دعم الإمارات منذ تأسيسها سنة 1971 في بناء مؤسساتها، ويدعمها لاسترجاع جزرها الثلاث المحتلة من طرف إيران".

ومن جانبه، توقع عبد الفتاح الفاتحي رئيس مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية مبادرات عربية مماثلة في الفترة المقبلة.

وقال "بعد إعلان الإمارات عن نيتها في فتح قنصلية عامة بمدينة العيون، أتوقع أن يتلو ذلك استثمارات إماراتية في الأقاليم الجنوبية للمغرب. وأتوقع أيضا أن تشارك الإمارات في إنشاء ميناء الداخلة، الذي سيكون أحد أكبر الموانئ في القارة الإفريقية وبوابة مهمة عليها."