الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

من بوابة الإعلام.. أردوغان يحاول السيطرة على الجاليات المسلمة في أوروبا

من بوابة الإعلام.. أردوغان يحاول السيطرة على الجاليات المسلمة في أوروبا

الرئيس رجب طيب أردوغان.(رويترز)

أكد الكاتب التركي الأصل، عثمان أوكان، رئيس «المنتدى الثقافي التركي - الألماني»، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يعمل على التحكم في الجالية المسلمة في أوروبا وألمانيا، خصوصاً، من خلال بوابة الإعلام، موضحاً أن خطاب أردوغان بعيد كل البعد عن الإسلام الحقيقي.

وقال أوكان في حوار مع صحيفة «فرانكفورتر روند شاو» الألمانية، إنه نتيجة لسياسات أردوغان ووسائل إعلامه، باتت الجالية التركية في ألمانيا تعيش فيما أسماه بـ«غيتو إعلامي»، حيث تقف إلى جانب المستبد التركي، وتناهض القيم الديمقراطية، بفعل التأثير المتزايد للقنوات الموجهة من أنقرة للتأثير على المجتمعات التركية في الخارج.

وأوضح أن هذه القنوات تسوق لأردوغان باعتباره حامي الهوية التركية التي يمكن تعزيز هذه الجاليات من مواجهة تحديات الاندماج في المجتمع الأوروبي، مؤكداً أن هذه النزعة التقسيمية «خطيرة للغاية»، ولا تصب نهائياً في مصلحة انسجام المجتمع الألماني ولا الأتراك.

وأكد أن أردوغان «يجهل مبادئ الإسلام الذي يتحدث عنه ويستغله فقط كأداة للقمع، وأن الكثيرين من المسلمين يندهشون من تجاهل أردوغان التام للقواعد الأساسية للإسلام مثل الصدق والعدالة والتواضع»، مضيفاً أنه يتبع سياسات عدوانية لا تمت للإسلام الحقيقي بأي صلة.

وأضاف أن الرئيس التركي يجب أن يتم تقديمه للعدالة على «المصائب التي ألحقها بشعبه، لأنه يعيد تشكيل تركيا جديدة قام فيها بتحويل الديمقراطية التمثيلية في تركيا إلى ديكتاتورية رئاسية، وهمّش البرلمان وقوّض القضاء ويدوس بحذائه يومياً على الحقوق والحريات».

وأضاف أن تركيا باتت اليوم «واحدة من أكبر السجون للصحفيين»، منتقداً التعامل الألماني مع الرئيس التركي، «ألمانيا ما زالت تتعامل معه مثل الأطفال برفق غريب ومثير للدهشة على الرغم من أنها تستطيع ممارسة ضغوط تجارية لكونها أهم شريك تجاري وأكبر مستثمر أجنبي في تركيا، ولكنها ربما تخشى من ورقة اللاجئين التي يهدد بها دوماً، وأيضاً حتى لا تثير صراعاً مع الجالية التركية الكبيرة التي تعيش في ألمانيا، ويقدر عددها بثلاثة ملايين نسمة».

وأشار إلى أن التساهل الألماني - الأوروبي مع أردوغان جعله يروج لنفسه باعتباره الرجل القوي الذي يتحدى العالم.

وفي سياق متصل، انتقد موقع «بي زد برلين»، السياسات الألمانية «المتراخية في التعامل مع أردوغان الذي يصور نفسه على أنه منقذ الإسلام والمسلمين، بينما هو يسئ إليه ويضر بمصالح المسلمين في أوروبا».

وأكد التقرير أن دخول أردوغان لإشعال النيران باستحضار حرب ثقافية جديدة مع الغرب، وتقديم نفسه مدافعاً عن المسلمين ضد الغرب، وسخر التقرير من ترويج أردوغان «لمعاناة المسلمين في أوروبا من الاضطهاد بينما يصمت تماماً تجاه ما يحدث لمسلمي الأيغور في الصين خوفاً من بكين».

وتطرق الموقع لصمت ألمانيا المخزي أمام إساءة أردوغان للشرطة والحكومة الألمانية، عندما وصف التحقيقات ضد جمعية ومسجد مولانا التركي في منطقة كروزبرغ بأنها معادية للإسلام، بينما تبحث الشرطة عن 3 مشتبهين بهم حصلوا بشكل غير قانوني على مساعدات مالية حكومية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، تصل قيمة بعضها إلى 46 ألف يورو.

وأكد التقرير أن هذا الصمت سيشجع أردوغان على المزيد من اللعب الخطير بالنار باسم الدين، مؤكداً سعيه من خلال هذا النوع من التصريحات لصرف الانتباه عن معاناة الأتراك في الداخل من مختلف الصعوبات الاقتصادية.