مرة أخرى يواجه الصحفيون التونسيون موجة تكفير وتحريض من الأذرع الإعلامية لحركة النهضة، سواء في وسائل الإعلام، أو على منصات السوشيال ميديا.
الحملة هذه المرة قادها العميد المتقاعد هشام المدب، والذي كان يعمل ناطقاً سابقاً باسم وزارة الداخلية في عهد الوزير الإخواني علي العريض، وذلك عبر قناة الزيتونة المملوكة للقيادي الإخواني أسامة بن سالم، والتي تبث دون ترخيص رسمي، وقد صنفتها الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري، على أنها قناة تابعة لحركة النهضة.
المدب هاجم عدداً من الصحفيين ووسائل الإعلام، على خلفية تغطيتها الجريمة الإرهابية في مدينة نيس جنوب فرنسا، والتي ارتكبها شاب تونسي كان يبلغ من العمر 11 عاماً، وقت تولي النهضة الحكم في تونس. وقد اعتبرت عدة وسائل إعلام هذه الجريمة نتاج تجربة النهضة في الحكم، وحمَّلوها مسؤولية الجريمة. وهو ما أثار غضب أنصار حركة النهضة ليبدؤوا في عملية تحشيد وتحريض على الصحفيين، وتصويرهم على أنهم معادون للإسلام وعملاء لفرنسا!
وهاجم هشام المدب قناتَي الحوار التونسي، والتاسعة، وإذاعة شمس إف إم، وموقع كابيتاليس، كما هاجم عضو كتلة حركة النهضة في مجلس نواب الشعب، راشد الخياري، مجموعة من الصحفيين والمثقفين، بسبب مواقفهم من إدانة الإرهاب، وهو ما دعا النقابة الوطنية للصحفيين، إلى تحميل وزارة الداخلية مسؤولية حماية الصحفيين، محذرة، في بيان لها، من خطورة خطاب التحريض والتكفير الذي تنتهجه أذرع حزب النهضة. أما الجامعة العامة للإعلام، التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، فطالبت بفتح تحقيق قضائي «ضد كل جهة تحرض على الإعلاميين وتتبنى الفكر التكفيري الذي قد يؤدي إلى تهديدات إرهابية حقيقية ضد الصحفيين». حسب نص البيان.
وقال عضو المكتب التنفيذي للجامعة العامة للإعلام، نصرالدين بن ساسي، لـ«الرؤية»: إن الصحفيين والإعلاميين اعتادوا على مثل هذه الحملات الممنهجة، والتي تهدف إلى خلق مناخ من الخوف، لكن لم يعد ممكناً تكميم الأفواه وعودة الإعلام التونسي إلى بيت الطاعة، فالصحفيون والإعلاميون سيواصلون معركتهم ضد أي جهة تستهدف حرية الإعلام.