الجمعة - 06 ديسمبر 2024
الجمعة - 06 ديسمبر 2024

العيادات الإماراتية المتنقلة في اليمن.. بلسم شفاءٍ لعشرات آلاف المرضى

«كدت أفقد 3 من أطفالي عندما أصابتهم حمى الضنك وفقد أحدهم الوعي، لكن الإمارات كانت سندًا لي -بعد الله- في إنقاذهم، ولذلك قررت تغيير اسم أحدهم من وهب إلى زايد؛ تيمنًا بمؤسس الإمارات، رجل الخير والسلام، رحمه الله».

بهذا الكلمات عبَّر أستاذ اللغة العربية أحمد دوبلة، النازح إلى منطقة الحيمة في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحُديدة، عن الامتنان لدولة الإمارات؛ بعد تحصله على «مساعدة هي الأثمن في حياتي» من قبل العيادات الطبية التابعة للهلال الأحمر الإماراتي، التي كان لها الفضل بعد الله في إنقاذ أطفاله، بعد إصابتهم بحمى الضنك في مخيم النزوح، وعدم قدرته على نقلهم إلى المستشفى بسبب حالته المادية الصعبة.

فر دوبلة نازحًا عام 2018 من منطقة «منظر» في مدخل مدينة الحُديدة، وانتقل إلى مخيم الحيمة رفقة زوجته وأطفاله الستة، واستطاع تجاوز أكبر قدر من معاناته -مع انقطاع راتبه الحكومي- بفعل المساعدات الغذائية التي يتحصل عليها شهريًا من الهلال الأحمر الإماراتي مع سكان المخيم، بالإضافة إلى حصوله وأسرته على وسائل إيواء ورعاية طبية عبر العيادات المتنقلة.

ليس دوبلة الوحيد الذي استفاد من مشروع العيادات الإماراتية المتنقلة في الساحل الغربي، «هنالك ما يزيد على 105 آلاف مواطن يمني في الساحل الغربي، تحصلوا على الرعاية الطبية، والعلاج المجاني من العيادات المتنقلة منذ أغسطس 2018». بحسب ممثل الهلال الأحمر الإماراتي بالساحل الغربي، صالح الصالح.

وقال الصالح لـ«الرؤية»: «قدمنا العون الطبي والدواء المجاني لأكثر من 60 ألف طفل، و30 ألف إمرأة، و15 ألفاً من كبار السن والشباب، عبر 3 عيادات متنقلة يعمل فيها 12 طاقمًا طبيًا، وصلت هذه العيادات إلى 130 قرية في الساحل الغربي، و4 مخيمات للنازحين».

وأكد أن عمل العيادات المتنقلة مستمر بشكل يومي «حيث عادة ما نسعى للوصول إلى المناطق النائية والفقيرة البعيدة عن المستشفيات والمراكز الصحية، تقوم الفرق الطبية بإجراء المعاينة، ثم يتم صرف العلاج، وتستمر الفرق بمتابعة الحالات المرضية حتى تتماثل للشفاء».

وبحسب ممثل الهلال الأحمر الإماراتي في الساحل الغربي، فإن أهم الأمراض التي يتم معالجتها عبر العيادات الطبية المتنقلة هي: «الحميات؛ كحمی الضنك والملاريا، الإسهال والكوليرا، الأمراض التي تسببها البكتيريا، أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية»، بالإضافة إلى عدد من الخدمات الطبية تتمثل في «رعاية الحوامل، وتقديم اللقاحات للأطفال، إضافة إلى إقامة الحملات التوعوية والوقاٸية».

وأشار الصالح إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي «واستجابة للحاجة الإنسانية المُلحة في محافظة حضرموت شرقي البلاد، دشن مشروع العيادات الطبية المتنقلة في في حضرموت، في مارس الماضي؛ لمساعدة التجمعات الفقيرة، وتوفير الرعاية الطبية والعلاج اللازم لها».

وبيّن أن العيادات المتنقلة في حضرموت تشمل عيادتين اثنتين، يتم العمل فيهما بشكل مستمر، وقد نجحت في الوصول إلی 14 منطقة ناٸية، واستفاد منها خلال 3 أشهر فقط 2681 حالة مرضية.

وذكر الصالح أن العيادات المتنقلة في حضرموت تضم طاقماً طبياً متكاملاً «يعمل بكل جهد لمساعدة الفقراء، والوصول إلى أماكنهم لتوفير الجهد والتعب عليهم» لافتاً إلى أن العمل في كل العيادات سواء بحضرموت أو الساحل الغربي «مستمر على قدم وساق».

واعتبرت مديرة مكتب وزارة حقوق الإنسان في محافظة الحُديدة، فتحية المعمري، ما تقوم به العيادات الإماراتية المتنقلة بأنه «مشروع إنساني رائد لم يسبق له مثيل، أصبح بلسم شفاءٍ لعشرات آلاف المرضى في كل ربوع الساحل الغربي، وليس في الحديدة وحدها».

وأضافت المعمري خلال اتصال هاتفي أجرته معها «الرؤية» أن «الدور الإنساني للإمارات خفف الكثير من العناء على أبناء الحديدة، والعيادات المتنقلة ساهمت في تطبيب جروح المرضى بوصولها إلى كل المناطق التي يصعب على سكانها الانتقال إلى المراكز الصحية والمستشفيات».

وعبرت مدير مكتب حقوق الإنسان بالحديدة عن بالغ شكرها لدولة الإمارات العربية المتحدة «إزاء ما تقوم به سواء على مستوى العيادات المتنقلة، أو الإغاثة الإنسانية بشكل عام، والتي تقدمها باستمرار للنازحين والمحتاجين في كل المخيمات المنتشرة بالساحل الغربي».