الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الحرب والفقر والرسوم.. مثلث يُحبط آمال تلاميذ السودان

الحرب والفقر والرسوم.. مثلث يُحبط آمال تلاميذ السودان

يقدر عدد التلاميذ في السودان بنحو 5 ملايين و260 ألف تلميذ. (أرشيف)

تشكل ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس تحدياً كبيراً أمام السودان، إذ أكدت إحصائية رسمية لوزارة التربية والتعليم وجود ما يقرب من 4 ملايين طفل تراوح أعمارهم بين 6 و16 عاماً، خارج المقاعد الدراسية.

وأشارت الدراسة إلى أن نسبة تسرب التلاميذ من المدارس في الريف بلغت 80 % فيما وصلت إلى 60 % في المدن، وهو ما أرجعه مسؤولون وخبراء في التعليم إلى الفقر والحروب وقلة وعي أولياء الأمور.

«الطعام مقابل التعليم»

وأرجع مدير المهمات بإدارة التعليم بمحلية حلفا الجديدة «شرق البلاد» حسن شعبان، أسباب التسرب المدرسي إلى عدم توفر البيئة المدرسية المناسبة، وصعوبة توفر المواصلات خاصة في أطراف المدن، ورغبة الآباء في امتهان أبنائهم للعمل الزراعي والرعوي.

وذكر شعبان لـ(الرؤية) أن الحل يكمن في اهتمام الدولة بالتعليم وتوعية المجتمع بأهميته. مشيداً بتجربة «الطعام مقابل التعليم» التي تم تطبيقها فى بعض مناطق ولاية البحر الأحمر «شرق السودان»، وجهود اليونسيف ومنظمة بلان سودان التي دعمت التعليم ببناء مدارس، ومراكز لمحو الأمية، وعبر توفير الملابس والأدوات المدرسية في ظل غياب المنظمات الوطنية رغم كثرتها.

وطبقت ولاية البحر الأحمر نظام «الغذاء مقابل التعليم» والذي بموجبه يتم توزع مواد غذائية للطلاب والمعلمين وفق حصص شهرية متفاوتة، بالإضافة إلى تخصيص دعم نقدي شهري لطلاب المدارس الثانوية بجانب بدل لبس سنوي.





سياسات الإخوان

وأرجع المستشار السابق بالمجلس القومي لرعاية الطفولة مصعب حسونة، تسرب التلاميذ إلى السياسات التي فرضها النظام السابق لخدمة أجندته الأيديولوجية (الإخوانية) بعيداً عن معايير العملية التربوية، وذلك عبر استبدال الأنشطة الرياضية والفنية بمناهج (إخوانية) مشوهة للدين، ما أضعف جاذبية البيئة المدرسية للطلاب.

وأكد الإعلامي والناشط في مجال حقوق الإنسان حسن رزق، أن الحروب في مناطق النزاعات تسببت في ارتفاع نسب تسرب الطلاب الذين يخشون الذهاب إلى المدارس وسط نزاعات مسلحة، موضحاً أن أغلب الفتيات تخشين الخروج خوفاً من تعرضهن للاغتصاب على يد تلك الجماعات والميليشيات التي كانت مدعومة من النظام السابق.





الأعلى شرق أوسطياً

مجلس القومي لرعاية الطفولة ياسر سليم، إن نسبة التسرب في المدارس السودانية تعد الأعلى في الشرق الأوسط وإفريقيا بعدد 3,97 مليون طفل.

وأضاف سليم أن الرسوم الدراسية المرتفعة؛ تعد من أهم أسباب التسرب من المدارس، ما حول الوصول إلى التعليم إلى مشكلة طبقية، في ظل عدم محاسبة المخالفين لنظام مجانية التعليم.

وتنص موازنة السودان لعام 2020 على «منع فرض أي رسوم من أية جهة كانت في المدارس الحكومية بمرحلة التعليم الأساسي».

وبحسب تقرير لوزارة التربية السودانية فإن الوزارة تضم 17.442 مدرسة، منها 3820 مدرسة ثانوية.

ويقدر عدد التلاميذ بنحو 5 ملايين و260 ألف تلميذ، يقوم بتدريسهم 500 ألف معلم في المرحلتين (الأساس والثانوية).

وتشهد مدارس السودان حالياً إغلاقاً كاملاً، عدا المدارس الخاصة التي لا تطبق المناهج السودانية.