الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الخرطوم تحتفل بالسلام.. ودعوات للحركات المسلحة للحاق باتفاق جوبا

الخرطوم تحتفل بالسلام.. ودعوات للحركات المسلحة للحاق باتفاق جوبا

احتفالات السودان باتفاق السلام. (سونا)

تشهد العاصمة السودانية اليوم الأحد احتفالات حاشدة بمناسبة عودة حملة السلاح إلى الخرطوم ودخول اتفاقية جوبا حيز التنفيذ، ما يجعل حركات الكفاح المسلح شريكاً في السلطة الانتقالية.

واحتشدت أعداد كبيرة من المواطنين السودانيين في ساحة الحرية رغم الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، للاحتفال بتوقيع السلام واستقبال قيادات أطراف عملية السلام إيذاناً بالبدء الفعلي لتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، بحسب وكالة الأنباء السودانية.

ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات بين الحكومة الانتقالية وكل من الحركة الشعبية - شمال جناح عبدالعزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور والمتبقي من الحركات المسلحة التي لم تنضم لمسيرة السلام، بعد الانتهاء من الاحتفالات.

ودعا مراقبون ومحللون سياسيون حركتي عبدالعزيز الحلو (في جنوب كردفان- جبال النوبة- جنوب غرب السودان) وعبدالواحد محمد نور (في وسط وغرب إقليم دارفور)، إلى الانضمام إلى ركب السلام في البلاد، واللحاق بالجبهة الثورية التي وقعت اتفاق سلام مع الحكومة الانتقالية في جوبا عاصمة الجنوب الشهر الماضي.

ووقعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية وعدد من الحركات المسلحة الأخرى اتفاق سلام في أكتوبر الماضي في جوبا، يقضي ببدء فترة انتقالية في البلاد تستمر 3 سنوات. مع تخصيص 3 مقاعد في مجلس السيادة، و5 حقائب وزارية في مجلس الوزراء، لقادة الفصائل المسلحة. ومنح الحكم الذاتي لجنوب كردفان والنيل الأزرق. ودمج قوات فصائل الجبهة الثورية في القوات المسلحة مع تشكيل قوة مشتركة قوامها 20 ألف جندي لحفظ الأمن في إقليم دارفور.

ويتخوف مراقبون من استحواذ الجبهة الثورية على حقائب وزارية مهمة، وإزاحة قوى الحرية والتغيير من السلطة. بينما يرى آخرون أن دخول الحركات المسلحة في السلطة الانتقالية سيسهم في تعزيز مكانتها لدى الشعب، وكبح جماح الحرب.

ونفى الناطق الرسمي باسم التحالف السوداني، أحد فصائل الجبهة الثورية، حذيفة محيي الدين، ما تردد من شائعات حول تخصيص وزارات بعينها للجبهة الثورية، موضحاً في حديثه لـ(الرؤية) أن حقائب الجبهة الوزارية 5 ولم يتم تسميتها بعد.

من جهته، وصف الإعلامي والمحلل السياسي عمرو شعبان، توقيع اتفاقية السلام بأنه مكسب وداعم للتحول الديمقراطي. مشيراً إلى أن غياب القائدين عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور، لا يعني عدم حرصهما على السلام.

ونفى أن يكون اقتسام الثروة هو الدافع وراء اتفاق السلام، قائلا: "أين هي الكيكة التي يراد اقتسامها؟ البلد على فوهة الفقر بعد ما أفلس مواردها نظام الإخوان".

قال رئيس حزب البعث السوداني يحيى الحسين، إنه متحفظ على الاتفاق؛ لأنه تجاوز الخطوط العريضة التي تم الاتفاق عليها في تحالف نداء السودان، الذي يضم الحركات المسلحة والأحزاب السياسية التي كانت تعارض نظام الإخوان البائد، مضيفاً أن بنود التفويض التي طالب نداء السودان بالتفاوض حولها هي فتح المسارات ووقف العدائيات والترتيبات الأمنية.

وأضاف الحسين "عموماً نحن في حزب البعث نرحب بالسلام ونختلف حول تفاصيل بالاتفاق مثل وجود تفويض لبعض حملة السلاح في مناقشة بنود حساسة كان يجب أن تنتظر المؤتمر الدستوري. مع العلم أن القوتين الموجودتين حقيقة على الأرض هي: قوات الحلو، وعبدالواحد، لذلك يعتبر هذا الاتفاق منقوصاً، وقد لا يؤدي إلى سلام نهائي على الأرض".

بدوره قال رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة محمد المهدي حسن، إن حزبه مرحب وداعم للاتفاق، مشيراً إلى أن الاتفاقية مشهودة ومسنودة بالمجتمع الدولي والإقليمي. مطالباً الحركات بتنفيذ الاتفاق دون الإخلال بقيمه.

وجدد المهدي دعوته إلى الحلو وعبدالواحد للالتحاق بركب السلام، مبيناً أن أسباب حملهم للسلاح قد انتفت بسقوط نظام البشير.