الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

وسط مخاوف من الحظر.. السودان يستعد لموجة ثانية من كورونا

وسط مخاوف من الحظر.. السودان يستعد لموجة ثانية من كورونا

يتخوف السودانيون من فرض حظر جديد وسط الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها البلد. (رويترز)

يستعد السودان لمواجهة موجة ثانية من فيروس كورونا؛ حيث حذرت وزارة الصحة المواطنين من عواقب عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية، فيما أعلنت جامعات عن توقف الدراسة فيها إلى أجل غير مسمى، وسط تصاعد أصوات المطالبين بعدم عودة الحظر الكلي من جديد.

وفي أحياء الخرطوم ومدن أخرى، عادت الأسواق والأماكن العامة وسرادق العزاء وقاعات الأفراح، لتمتلئ بالزوار من جديد، من دون اكتراث للإجراءات الصحية الاحترازية بشأن تفشي كورونا.

وأثار عدم اتباع التعليمات الصحية في الآونة الأخيرة، مخاوف واسعة من ارتفاع كبير في الإصابات، التي تخطت حاجز 14 ألف حالة حتى الآن مع تسجيل أكثر من 1100 وفاة.

وشكك كثير من المختصين في هذه الأرقام، مدعين أن السودان لا ينتهج أي سياسة عامة لفحص المواطنين، وتتم كل فحوصات كورونا -حتى الحكومية منها- بمقابل مادي لا يستطيع تحمله ذوو الدخل المتوسط.

وشهدت الأيام الماضية إصابة عدد من المسؤولين السودانيين وبعض السياسيين، مثل وزير الصحة الاتحادية المكلف د. أسامة عبد الرحيم، ووزير المالية المكلف د. هبة محمد، ورئيس حزب الأمة ورئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، والقيادي بالحرية والتغيير د. محمد عصمت.

ويتخوف المواطنون من فرض حظر جزئي أو كلي يُعيد للأذهان ذكريات 4 أشهر مريرة مرت عليهم، وطال القلق بالخصوص «عمال اليومية» الذين تأثروا بصورة مباشرة في ظل وضع اقتصادي مزرٍ.

وأعلن السودان في شهر مارس الماضي فرض حالة الطوارئ الصحية في البلاد، وحظر التجوال، وتعليق الدراسة؛ بهدف الحد من تفشي الفيروس. وقررت السلطات إغلاق كل المطارات والمعابر باستثناء شحن المساعدات والشحن التجاري.

إجراءات احترازية

وأعلنت جامعة الجزيرة -ثاني أكبر جامعة في السودان- تعطيل الدراسة بكلية الطب لأجل غير مسمى؛ بعد ظهور 19 حالة إيجابية وسط الطلاب. وشددت ولاية الجزيرة (وسط السودان) الإجراءات الاحترازية، ودعت المواطنين إلى الالتزام، وتطبيق الإرشادات الوقائية، ولبس الكمامات، وعدم المصافحة، والتبليغ الفوري عن أي حالة اشتباه.



وأعلنت مدينة المعلم الطبية إنشاء قسم فرز داخلي للفحص، يعمل على مدار الساعة. وقدمت منظمة رعاية الطفولة الدولية في السودان بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية 4.7 مليون دولار لدعم 6 مراكز عزل في كل من دارفور و كردفان «غرب البلاد» لرفع قدراتها الصحية لمجابهة الموجة الثانية من الفيروس.

مخاوف من الحظر

بدوره، اعتبر المحلل الاقتصادي عماد شريف، أن الحظر الكلي الذي فرضته الحكومة خلال موجة كورونا الأولى، كبد المصانع والشركات والتجار خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات، حيث توقفت الأنشطة الاقتصادية، وارتفعت أسعار مدخلات الإنتاج.

وطالب الكاتب والمحلل السياسي د. حسن الكباشي، الحكومة بعدم العودة إلى الحظر الكلي، معتبراً أن التجربة السابقة كانت مريرة على السودانيين.

وقال إنه من الممكن أن تكون هناك خيارات غير الحظر لوقف انتشار فيروس كورونا تشمل التباعد الاجتماعي، والإجراءات الاحترازية الأخرى.