الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

توقيف ناشط بمطار بيروت يثير مخاوف من استهداف حزب الله لمؤيدي الثورة اللبنانية

عادت قضية حرية الرأي والتعبير في لبنان إلى واجهة الحدث، بعد أن أوقف الأمن العام اللبناني الناشط و الإعلامي مكرم رباح، ليل الاثنين، أثناء مغادرته مطار رفيق الحريري الدولي الذي يسيطر عليه حزب الله.

وأثار توقيف رباح ريبة ناشطين لبنانيين، رغم إطلاق سراحه في الليلة ذاتها، كونه من مؤيدي الثورة اللبنانية، ومن أبرز الناشطين المعارضين لـ«حزب الله» وحلفائه.

وقال رباح لـ«الرؤية»: إن عناصر من الأمن العام في مطار رفيق الحريري الدولي اقتادوه مع أغراضه للتدقيق، قبل سفره، وطلبوا تفتيش أجهزته الإلكترونية من هاتف وكمبيوتر، لكنه رفض واتصل بمحاميه. مضيفاً «مرجع قضائي تواصل مع مسؤول رفيع في الأمن العام، قائلاً إنه لا يحق لهم توقيفي واحتجازي من دون إشارة قضائية. وبعد اتصالات أطلق سراحي». واعتبر رباح أن ما جرى معه «ليس سوى خطوة ترهيبية».

وأبدى رباح تخوفه من إجراء ممارسات بوليسية و«تركيب أفلام» بحقه على غرار ما تم مع أشخاص معارضين للسلطة الحاكمة خلال الفترة الماضية.

توقيف مخالف للقانون

واعتبر المحامي والناشط في الدفاع عن المتظاهرين علي عباس، أن توقيف رباح في غاية الخطورة، مشيراً في حديثه لـ«الرؤية» إلى أن «الأجهزة الأمنية تنتهج سياسة ترهيب المتظاهرين وترويعهم، ويبدو أنها ترصد جميع ناشطي ثورة 17 أكتوبر».

وأكد عباس أن «توقيف رباح ليلة أمس، والذي جاء بناء على كتاب استعلام صادر عن جهاز أمني، مخالف للقانون، ويشكل انتهاكاً للسلطة القضائية». وشدد عباس على حق رباح في اللجوء إلى القضاء وتقديم شكوى بحق من قاموا بتوقيفه ومطالبتهم بالتعويض المادي والمعنوي.

استهداف للحريات

اتفق المسؤول الإعلامي في مؤسسة سمير قصير جاد شحرور، مع عباس في أن التوقيف هدفه القمع. مؤكداً لـ«الرؤية» أن «توقيف رباح يشرح السياسة القمعية التي تنتهجها السلطة اللبنانية ضد كل معارضيها». مشدداً على «ضرورة التصدي للقمع الذي أصبح نهجاً منذ عام 2016».

ورصد مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية التابع لمؤسسة سمير قصير، تعدد انتهاكات الحريات على الساحة الإعلامية والثقافية خلال الشهر الماضي، وكان أبرزها إطلاق عنصر أمني النار على الصحفي مصطفى عبدالرحمن أثناء تأديته لعمله. وطرْد مراسلة تلفزيون لبنان نايلة شهوان، ومصادرة هاتفها، وكسْر أجهزة التصوير الخاصة بالتلفزيون من قبل عناصر تابعة لـ«حزب الله» في الناقورة. ومنْع كل من فريقَي عمل صحيفة «النهار» وقناة «LBCI» من التصوير، أثناء تغطيتهم جلسة التفاوض الثانية لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وأشار المركز إلى توقيف المخرج لوسيان بو رجيلي، لمدة ساعة على حاجز للجيش في بدارو. واستدعاء الممثّل زياد عيتاني والتحقيق معه، والتحقيق مع الإعلامي رياض قبيسي حول مصادره في عمله الصحفي، فيما تعرّضت الصحفيّتان لونا صفوان ومحاسن مرسل لحملة تحريض وتهديد وتخوين على «تويتر».