الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الإعلام.. سلاح الأحزاب في مواجهة «إخوان المغرب» قبل الانتخابات التشريعية

أطلق حزب الأصالة والمعاصرة (مرجعية حداثية)، الذي يعتبر ثاني أقوى حزب سياسي في المغرب، صحيفة «التْرَاكْتُورْ» (الجرار) الورقية باللغتين العربية والفرنسية؛ ضمن استعداداته لخوض معركة الانتخابات التشريعية، التي سيشهدها المغرب في عام 2021. واعتبر الحزب أن مجموعته الإعلامية ستكون قادرة على الدفاع عن مشروعه السياسي والمجتمعي، ومنافسة المجموعة الإعلامية لحزب العدالة والتنمية، والتي ساهمت في تصدر الأخير لنتائج انتخابات 7 أكتوبر عام 2016 التشريعية.

جبهات إعلامية

وتتشكل المجموعة الإعلامية لحزب الأصالة والمعاصرة من موقع إلكتروني إخباري، وصحيفة ورقية، وقناة تلفزيونية على الويب، أعلن الحزب عن إطلاقها قريباً. بينما تتشكل نظيرتها لحزب العدالة والتنمية من موقع إلكتروني إخباري، ومجلة إلكترونية، وقناة تلفزيونية على الويب، إلى جانب صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام. ويصدر الحزب جريدة ورقية تحمل اسمه خلال الأشهر القليلة التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية، كما فعل في انتخابات 4 سبتمبر عام 2015 المحلية، وانتخابات 7 أكتوبر عام 2016 التشريعية.

ويأتي الموقع الإلكتروني الإخباري لحزب العدالة والتنمية «في المرتبة الأولى مغربياً، على مستوى المواقع الحزبية المغربية المماثلة الأكثر زيارة» بحسب مدير نشر إعلام حزب العدالة والتنمية، محمد عصام. كما يتابع صفحة الحزب الرسمية على فيسبوك ما يقرب من مليون وربع المليون متابع.

تنافس على الإعلام

وقال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبداللطيف وهبي، في حديث لـ«الرؤية»: إن «المجموعة الإعلامية التي يطلقها حزبنا خلال الفترة الحالية، تمتلك من القدرات ما يؤهلها لمنافسة إعلام حزب العدالة والتنمية».

وأوضح وهبي أن الصحيفة الورقية الجديدة ستصدر كل أسبوع أو كل أسبوعين. «وستعمل على إشعاع مواقف الحزب وأخباره، إلى جانب تسليط الضوء على القضايا السياسية الوطنية في المغرب».

وأفاد مدير نشر إعلام حزب العدالة والتنمية، في رده على تصريح وهبي، بأنه لم يطلع بعد على مضامين العدد الأول من صحيفة حزب الأصالة والمعاصرة الورقية، لكنه زار موقعه الإلكتروني الإخباري، ويرى أنه «لن يمكنه منافسة المجموعة الإعلامية لحزب العدالة والتنمية، لأنه يتبنى رؤية الإعلام الحزبي الضيقة، ويكتفي بتسليط الضوء على أنشطة ذلك الحزب فقط، وهو ما يتجاوزه إعلام العدالة والتنمية، إذ يهتم بأخبار مختلف المجالات؛ من ثقافة، ورياضة، وفن، وغيرها، ويغطي إعلامياً خطابات جميع وزراء الحكومة المغربية، حتى أولئك الذين لا ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية».

وأردف عصام في حديثه لـ«الرؤية»: أن «إعلام حزب العدالة والتنمية يتميز بالاستمرارية، عكس إعلام حزب الأصالة والمعاصرة الذي تطبع مساره التعثرات». وضرب عصام مثالاً على ذلك بمجموعة «آخر ساعة» الإعلامية، التي أطلقها من قبل الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، وكان مصيرها الإفلاس.

وأطلق العماري في ديسمبر 2015 مجموعة «آخر ساعة» الإعلامية، بكلفة مالية وصلت إلى 65 مليون درهم مغربي (حوالي 6 ملايين ونصف المليون دولار أمريكي)، بمساهمة من مستثمرين مغاربة وأجانب. وتكونت من 6 منابر إعلامية، وهي جريدة «آخر ساعة»، وموقع «كُشْك» الإلكتروني الإخباري، وجريدة «لَادِيبِيشْ»، ومجلات «أفكار»، و«لكل النساء»، و«تَافُوكْتْ» الأمازيغية.

وبدأت تلك المجموعة الإعلامية في السقوط شيئاً فشيئاً، وأغلقت جميع منابرها، بعد خسارة حزب الأصالة والمعاصرة معركته السياسية في انتخابات 7 أكتوبر 2016 التشريعية، والتي حل فيها ثانياً، خلف حزب العدالة والتنمية.

وشهدت انتخابات 7 أكتوبر 2016 التشريعية منافسة شرسة بين الحزبين على الصدارة. وفاز بها حزب العدالة والتنمية بـ125 مقعداً من أصل 395 يتكون منها مجلس النواب المغربي، مقابل 102 مقعد للأصالة والمعاصرة، الذي اختار التوجه إلى صفوف المعارضة.

الحصان الرابح

وقال المحلل السياسي المغربي، محمد بودن، لـ«الرؤية»: إن «المجموعة الإعلامية لحزب العدالة والتنمية ساهمت في تصدره لنتائج انتخابات 7 أكتوبر 2016 التشريعية، عبر تغطية المهرجانات الخطابية للأمين العام السابق للحزب، عبد الإله بن كيران، التي كان يعتمد فيها على الخطاب الشعبوي القائم على البكاء ودغدغة مشاعر المواطنين، وتقديم الوعود، دون التطرق إلى حصيلة الإنجازات».

وبين بودن أن «المغاربة صوتوا لحزب العدالة والتنمية على أساس ذلك الخطاب». في حين قال مدير نشر إعلام حزب العدالة والتنمية، إن الخطاب الإعلامي الذي تنتجه المجموعة الإعلامية للحزب «يركز على الإنجازات».

وأضاف بودن أن إعلام حزب العدالة والتنمية «ركز خلال حملته الانتخابية على تغطية جولات قياديي الحزب في الأحياء الشعبية المغربية، ونشر صورهم وهم يلتقون الناس، ويتناولون المأكولات الشعبية في الشارع العام».