الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

إيقاف برنامج إذاعي يعيد الجدل حول هيمنة «إخوان تونس» على الإعلام

إيقاف برنامج إذاعي يعيد الجدل حول هيمنة «إخوان تونس» على الإعلام

ثنائي برنامج الرأي والرأي الآخر علياء رحيم وأمين الصيادي

تجمّع عشرات المواطنين منذ العاشرة من صباح اليوم الأربعاء، أمام مقر الإذاعة المحلية بالمنستير؛ لرفضهم قرار الإدارة العامة للإذاعة التونسية بإيقاف مديرة الإذاعة، ومذيعي برنامج الرأي والرأي الآخر، وتقني البرنامج، عن العمل، وفتح تحقيق عاجل معهم؛ بعد تطرق البرنامج إلى «إمكانية تدخل الجيش الوطني لإنقاذ البلاد وفض الاعتصامات».

واعتبرت الهيئة العامة للإذاعة التونسية أن محتوى الحلقة «مثل تهديداً لمدنية الدولة، وخروجاً عن الخط التحريري».

ورفع متظاهرون لافتات تحمل شعارات تندد بحركة النهضة الإخوانية، وخاصة زعيمها راشد الغنوشي، والقيادي بها، نور الدين البحيري، منها «يا غنوشي يا سفاح.. يا قتال الأرواح» و«إذاعتنا حرة حرة.. والبحيري على برا». و اعتبر البحيري في رسالة مسجلة وجهها لرئيس الجمهورية قيس سعيد، أن «البرنامج يحرض على الانقلاب ويهدد مدنية الدولة».

واعتبر عدد من الصحفيين أن العقوبات العاجلة «مبالغ فيها، وكان يمكن الاكتفاء بلفت نظر من الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري».

وأكدت الإذاعية بثينة قويعة، على أن العقوبات الجماعية «نتيجة تدخل حركة النهضة في الإعلام، وهيمنتها على المشهد، سواء من خلال التدخل في التحرير، أو الضغط على المديرين والصحفيين وتهديدهم».

ودعت في تصريحها لـ«الرؤية» الصحفيين إلى الدفاع عن المهنة «ضد حركة النهضة التي تسعى لمصادرة الأصوات والأقلام الحرة».

وقال عضو الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري هشام السنوسي، في وقت سابق إن «حركة النهضة تملك قناتي «حنبعل» و«الزيتونة» وبعض الإذاعات الخاصة. عن طريق بعض قياداتها ومنتسبيها».

ونفت مذيعة البرنامج علياء رحيم، وزميلها أمين الصيادي، في تصريحهما لـ«الرؤية» تأويل نور الدين البحيري. مؤكدين أن الشارع التونسي منقسم منذ سنوات على قرار الاستعانة بالجيش لإنقاذ البلاد وفض الاعتصامات.

واعتبرت فاتن بن صالح، إحدى سكان مدينة المنستير، أن خلفية القرار «تتعلق برمزية الإذاعة التي أسسها الزعيم الحبيب بورقيبة، المطلوب الأول من الإخوان، حتى بعد وفاته؛ لأنه حامل لمشروع معاد للجماعة الإرهابية».

وأشار أستاذ الفلسفة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس، الدكتور فريد العليبي، إلى أن «القرار يعد عقوبة للإذاعة؛ لأنها خارجة عن السرب، وتتناول مسائل محظورة سياسياً». مؤكداً أن ما تناوله البرنامج موضوع متداول في الشارع التونسي.

وجددت هذه الواقعة الجدل حول هيمنة حركة النهضة على الإعلام، إذ سبق أن أبعدت الثلاثي: مية القصوري، ومحمد بوغلاب، ولطفي العماري، عن برنامج تونس اليوم؛ بسبب مواقفهم المعادية للحركة.