الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

إخوان الخليج.. خلايا نائمة ولعب على المكشوف في قطر

إخوان الخليج.. خلايا نائمة ولعب على المكشوف في قطر

كشفت التحقيقات المصرية، مع قيادات إخوانية ورؤساء شركات تربطهم صلات بتنظيم الإخوان، عن وجود مخطط إخواني لإقامة مشاريع في الخليج، وعن عناصر شديدة الخطورة، فيما قال محللون وخبراء إنه يشير إلى حجم الخطر الحقيقي للخلايا النائمة للتنظيم في الخليج.

وقال خبير شؤون الجماعات الإسلامية والمتطرفة، أحمد بان، إن تواجد الإخوان في منطقة الخليج قديم وكثيف. فحين اصطدم الإخوان في مصر بالنظام السياسي والرئيس جمال عبدالناصر في الخمسينيات والستينيات، خرجت قيادات وعناصر الجماعة إلى الخليج واستطاعوا من خلال التملق إيجاد موارد لإحياء التنظيم وإعادة بناء هياكله. وعمل التنظيم على الانتشار في قطاع التعليم والسيطرة على البعثات التعليمية خاصة أنه كان يوجه أعضائه في مصر إلى الالتحاق بكليات التربية وإعداد المعلمين، كوسيلة تسهل نشر أفكاره.

وأضاف بان لـ«الرؤية» أن كوادر التنظيم في الخليج، كانت هي المسؤولة عن أنشطته في العالم كله، من منتصف الخمسينيات وحتى أحداث 11 من سبتمبر 2001، والتي جعلت العديد من دول العالم تراجع سياساتها تجاه كل الطيف المتطرف بكل ألوانه، وأصبحت هناك سياسة جديدة في التعامل مع كل هذه المجموعات.

وذكر أن خطورة الوجود الإخواني في الخليج أنه يتخذ شكل الخلايا النائمة، التي لا تلفت الأنظار إليها في حين تتواصل مع القيادات وتتلقى التعليمات، لكن أجهزة الأمن المصرية في إطار تبادل الأمن المعلوماتي مع دول الخليج العربي، تبلغها بطبيعة الأهداف والمخططات في الخليج والتي تكشفها التحقيقات مع عناصر التنظيم التي تقع في يد أجهزة الأمن.

وأشار إلى إعلان السلطات الإماراتية في 2012 تفكيك جماعة تتآمر لضرب أمن الدولة، وقيام قوات الأمن في الإمارات عام 2013 بتوقيف أكثر من 10 أشخاص من قيادات تنظيم الإخوان المصريين، كانوا يجندون مصريين في الإمارات للانضمام إلى صفوف التنظيم، ويعملون على تحويل أموال إلى التنظيم في مصر بطرق غير مشروعة.

وقال بان إن التنظيم يعمل الآن عبر 3 مسارات، الأول يسعى لاستعادة قوتهم بالدعم الخارجي الأوروبي والأمريكي، والثاني يعمل على ترسيخ مبدأ المظلومية الذي بنيت الجماعة عليه، والمسار الأخير، هو المحافظة على عناصرهم الموجودة، بأكبر قدر ممكن، لتعويض العناصر المسجونة والملاحقة.

أنشطة متنوعة

يقول الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي والجماعات المتشددة، السيد الحراني، إن التواجد القديم للإخوان في الخليج، ساعدهم في امتلاك شركات واستثمارات ومشاريع، وهناك دول خليجية معينة تظهر تواجدهم بشكل علني مكشوف كما في قطر، حيث القرب من دوائر صنع القرار هناك.

وأضاف الحراني لـ«الرؤية»، أن حجم الأنشطة الإخوان وثرواتهم في المنطقة، يقدر بالمليارات، ولهم شراكات مختلفة مع منظمات، كحزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، ولديهم أنشطة وأعمال في مجالات التعليم، والصحة، وتجارة الجملة، وأدوات التجميل، والمواد الغذائية، والمصارف، ولهم باع كبير في تجارة العملات، فمعظم من تم القبض عليهم مؤخراً في الخليج كانوا يعملون في هذه الأنشطة.

جهود التصدي

يقول أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، إن السعودية بدأت في الفترة الأخيرة محاكمة عناصر من قيادات حماس المعتقلين هناك، واتخذت الإمارات إجراءات رادعة لتحجيم التنظيم تعتبر نموذجاً لمواجهة الإخوان والتعامل معهم.

وبدأت المملكة في مارس الماضي، محاكمة 68 من عناصر حماس كانوا قد اعتقلوا العام الماضي لنقلهم أموالاً إلى الجماعة الإرهابية في غزة.

وأصدرت هيئة كبار العلماء بالسعودية، الشهر الماضي بياناً أعلنت فيه أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وحذرت من الجماعة ووصفتها بالمنحرفة، تعمل على إثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد.

وسلمت الكويت إلى مصر، العام الماضي عناصر خلية إخوانية صدرت بحقهم أحكام بالسجن، كما قبضت على خلية إخوانية من 8 عناصر في يونيو الماضي.