الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

اليمن.. تفاؤل بعد إعلان الحكومة.. وغضب من «إقصاء» النساء

اليمن.. تفاؤل بعد إعلان الحكومة.. وغضب من «إقصاء» النساء

رئيس الحكومة المكلف معين عبدالملك. (أرشيفية)

بعد مخاض عسير، خرجت الحكومة اليمنية الجديدة المُشكلة بقرارٍ جمهوري وفق اتفاق الرياض إلى النور، لتكون ولادتها إعلاناً لنجاح الاتفاق الذي رعت توقيعه المملكة العربية السعودية قبل أكثر من عام، بين حكومة الشرعية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يشارك الآن في الحكومة الجديدة للمرة الأولى.

ظل اليمنيون طوال الفترة الماضية يترقبون ولادة الحكومة الجديدة، وتعثر المخاض بسبب الصراع الذي طال أمده في محافظة أبين، ليرى اليمنيون اليوم أن بلادهم خرجت من منعطف الفوضى التي ظلت تعصف بالمناطق المحررة، ودخلت في مرحلةٍ جديدةٍ يُنظر إليها في الشارع اليمني بكثير من التفاؤل.

مستقبل أفضل

وتحدثت «الرؤية» إلى مجموعة من المواطنين اليمنيين، بشأن انطباعاتهم تجاه الحكومة الجديدة لبلادهم، والذين عبروا عن سعادتهم بالحكومة الجديدة وتطلعوا إلى أن يشهد اليمن خلال الفترة المقبلة مستقبلاً أفضل.

ويرى فؤاد مقبل أن «الحكومة الجديدة هي الأفضل منذ بدء الحرب في البلاد عام 2014، لأنها تضم كل الأطراف السياسية دون إقصاء طرف لصالح طرف».

من جانبه أشار عبدالعزيز الفقيه إلى أن بلاده «مقبلة على مستقبل أفضل، فالصراع في معسكر الشرعية انتهى كلياً، والثقة السياسية عادت بين الأطراف من جديد، وباتت كل القوى السياسية اليوم مشاركة في إدارة المناطق المحررة، وستكون جميعها مسؤولة عن تصحيح الأوضاع وإعادة الخدمات وإنهاء الانقسامات».

ورفع محمد الشارحي سقف طموحاته بالحكومة الجديدة التي يعتقد أنها «ستساهم في إعادة بناء الاقتصاد المنهار، وإنعاش الخدمات الأساسية للمواطنين، خاصة المياه والكهرباء، وإصلاح المنظومتين الأمنية والعدلية، وتصويب الأخطاء على المستوى العسكري بما يخدم تحقيق الوحدة في المعركة ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران».

وتوقع عبدالعليم حسان أن «تتجه الجهود إلى التنمية ومحاربة الحوثي»، مضيفاً «منذ إعلان الحكومة بالأمس شهدنا تحسناً في قيمة الريال اليمني، وهذا مؤشر إيجابي على أن الأمور ستسير نحو الأفضل، لأن الأطراف السياسية لم تستفد في الماضي من الصراع والفوضى، وأيقنت اليوم أنه لا مناص من الشراكة الوطنية».

حكومة الشراكة السياسية

وأكد وزير الإعلام السابق معمر الإرياني، الذي تم تنصيبه في الحكومة الجديدة لإدارة 3 وزارات مدمجة سميت بـ«وزارة الإعلام والثقافة والسياحة» أنه مع إعلان تشكيل حكومة الكفاءات السياسية، ليكون اليمن أمام مرحلة جديدة عنوانها الشراكة بين مختلف القوى السياسية.

وأشار الإرياني المحسوب على قوة حزب المؤتمر الشعبي العام، إلى أن حكومة الشراكة السياسية ستعزز «وحدة الصف الوطني في التصدي للمشروع الإيراني، والاصطفاف تحت مظلة الشرعية الدستورية في معركة استعادة الدولة وإسقاط انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية».

انتصار لـ «الانتقالي الجنوبي»

واعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي بات شريكاً أساسياً في الحكومة المكونة من 24 وزيراً، أنه حقق انتصاراً سياسياً وعسكرياً، في صموده لأكثر من عام بمحافظة أبين، كما جاء في بيان عسكري بثته قناة الناطقة باسم المجلس الانتقالي بالتزامن مع إعلان الحكومة.

في السياق ذاته، قال الكاتب اليمني نبيل الصوفي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «بالقوة المسلحة والأداء السياسي انتصر الجنوب على الحوثي والإخوان»، مؤكداً أن «المجلس الانتقالي بات طرفاً مرجعياً بعد صموده وتماسك شعبيته والدم الذي قدمه».

غياب التمثيل النسائي

وعلى الرغم من وجود قاعدة عريضة ترى في إعلان الحكومة الجديدة انتصاراً سياسياً مثمراً، عبرت الحركة النسوية اليمنية عن إدانتها لإعلان التشكيل الحكومي دون تمثيل المرأة، التي لم تُمنح حقائب وزارية للمرة الأولى منذ 20 عاماً.

وقالت الحركة التي تضم ناشطات سياسيات وحقوقيات ووزيرات سابقات، في بيان أصدرته الجمعة، إن إقصاء النساء من المشاركة في الحكومة، هو «مخالفة صريحة لمخرجات الحوار الوطني، الذي منح المرأة امتيازات سياسية من ضمنها المشاركة في الحكومات وفق نظام الكوتا».

وحملت الحركة في البيان، الذي حمل توقيع أكثر من 50 مؤسسة نسوية وشبابية وحقوقية، الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس حكومته معين عبدالملك، ورؤساء وأمناء الأحزاب والقوى السياسية، المسؤولية التاريخية تجاه إقصاء المرأة من المشاركة، مؤكدة أنها ستواصل احتجاجاتها وجهود الرقابة، من أجل تحقيق أهداف الحركة النسوية المرتكزة على التوافقات والتعهدات السياسية والالتزامات الوطنية والدولية.