السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مجلة فرنسية: محمد بن زايد نجح في خلق نظام عربي جديد

مجلة فرنسية: محمد بن زايد نجح في خلق نظام عربي جديد

قالت مجلة «أفريكا ريبورت»، التي تصدر من باريس، إنه بعد مرور 10 سنوات على ما يسمى بالربيع العربي، بات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يقود قوة إقليمية ليس فقط من الناحية العسكرية، وإنما قوة تتعارض أيديولوجياً مع الإسلام السياسي، ونجح في خلق نظام عربي جديد.

وأضافت أن الإمارات بدأت مسيرتها للبروز كقوة إقليمية عام 1999 حين شاركت في مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لحفظ السلام في كوسوفو.

وكانت تلك المرة الأولى التي تنشر فيها دولة عربية حديثة قوة عسكرية في أوروبا كجزء من عملية لحلف الناتو.

وفي ذلك الوقت، التقى مراسل بي بي سي فرانك غاردنز، بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، والذي كان رئيساً للأركان حينئذ، أثناء تفقد قواته في كوسوفو. وصفه المراسل بـ«الرجل الحكيم»، وقال إنه وافق على إجراء مقابلة رغم أنه اعتاد على تجنب الإعلام.

وقال سموه حينها إن وجود الإمارات في كوسوفو هو جزء من شراكة استراتيجية مع فرنسا.

وأشار التقرير إلى أن ضمان أمن الإمارات العربية المتحدة، يعتبر أولوية مطلقة بالنسبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولهذا أخذ على عاتقه تطوير الجيش الوطني وجعل بلاده أكثر استقلالية مع تنويع تحالفاتها.

نبذ الإسلام السياسي

بعد حرب الخليج في عام 1990، كانت المهمة الرئيسية هي صياغة رؤية النهج السياسي الإماراتي، والذي يتبنى رفض جميع أشكال الإسلام السياسي.

ويقول حسين عبيش الباحث المشارك في معهد دول الخليج العربي وهو مركز أبحاث في واشنطن إن أحداث هجمات 11 سبتمبر في 2001 أدت إلى رفض دولة الإمارات القاطع للإسلاموية وللجهود المبذولة لتعزيز هذا المنظور في الوطن العربي.

وبعد هذه الهجمات قطعت أبوظبي علاقاتها مع نظام طالبان، وقامت بإرسال قوات لدعم مناورات الناتو في أفغانستان.

وفي عام 2002 أقلعت طائرات رافال الفرنسية من قاعدة الظفرة الجوية التي تقع على بعد 30 كم جنوب أبوظبي، لدعم عملية الحرية الدائمة التي تم تنفيذها تحت القيادة الأمريكية في أفغانستان.

وأجرت الإمارات إصلاحات لمنع استخدام المساجد كمنابر سياسية، وحماية الشباب من الفكر المتطرف. ونقلت المجلة عن تقرير لصحيفة نيويورك تايمز قولها إن الإمارات عملت على إبعاد أصحاب فكر جماعة الإخوان عن مناصب رئيسية كانوا يشغلونها في مؤسسات تعليمية وقضائية.

وتقول سينزيا بيانكو، الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن عملية التطهير الحقيقية بدأت بعد ما يسمى بالربيع العربي، حيث اعتبرت حكومة الإمارات جماعة الإخوان التي استولت على السلطة في مصر، تهديداً داخلياً وخارجياً.

وأضافت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بدأ منذ ذلك الحين «العمل على القضية المصرية». وقالت إنه «لم يكن مقبولاً أن يصبح للإخوان ملاذ آمن هناك».

ويقول الباحث حسين عبيش إن الإمارات كثفت نشاطها على المستوى الإقليمي في محاربة الإسلام السياسي، ودعمت الحراك الشعبي ضد النظام الإخواني في مصر خلال تولي محمد مرسي للحكم.

وفي السنوات التي تلت ذلك أصبحت الإمارات نشطة بشكل متزايد إقليمياً، حيث أرسلت قوة عسكرية للصومال لمكافحة القرصنة والمتطرفين، وكانت ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمحاربة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران التي تسببت في اندلاع أسوأ حرب أهليه في اليمن.

ونقلت المجلة عن أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبدالخالق عبدالله قوله هل «إذا لم نهتم بأمر الأشرار فسوف يهتمون بأمرنا».

وقال التقرير إن أحد هؤلاء الأشرار تبين أنه جار قريب. ونقل عن دبلوماسي في المنطقة قوله «بعد الربيع العربي، أصبح طموح قطر أن تصبح زعيمة تجسر الفجوة بين دول الخليج والأنظمة الجديدة مع إتاحة مساحة لجماعة الإخوان. وكان لا بد من المواجهة».

ونتيجة لذلك شاركت الإمارات بالمقاطعة الرباعية لقطر من جانب السعودية والبحرين ومصر.

السلام مع إسرائيل

وأشار التقرير إلى أن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية التي جاءت بدعم أمريكي هي من أكثر الأمور التي تدل على حنكة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وحسن توقعه، إذ تمكن سموه من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، شريطة تخليها عن خطط الضم.

وتنص المعاهدة على التعاون في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية والثقافة والتجارة والعديد من المجالات الأخرى.

وبعد هذه الخطوة الجريئة التي قلبت التوازنات الإقليمية، وتبعتها البحرين والسودان والمغرب حتى الآن، تمكنت الإمارات من إتمام صفقة الحصول على طائرات F-35 الأمريكية التي ستعزز من قوة الإمارات في المنطقة.

وخلص التقرير إلى القول إن النظام العربي الجديد الذي تصوره صاحب السمو يجد الآن صدى قوياً في العواصم العربية الأخرى.