الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فيديو.. تعز تؤبن ضحاياها في «الكريسماس».. ومطالبات بتصنيف الحوثي جماعة إرهابية

احتفلت مدينة تعز جنوب غربي اليمن مساء أمس بالكريسماس، بطريقة مختلفة، حيث قامت المدينة الخاضعة لحصار الحوثيين منذ 6 سنوات، بتأبين أرواح ضحايا الحرب، والتذكير بإرهاب جماعة الحوثي للفت أنظار العالم في هذه الليلة.

وعلى الرغم من غياب مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة في اليمن كل عام وفق طقوسها المعروفة، إلا أن مبادرات أهلية في تعز قررت إحياء هذه الليلة بطريقةٍ استثنائية، للفت أنظار العالم إلى ما تقترفه ميليشيات الحوثي بحق سكان المدينة من جرائم منافية للقانون الدولي الإنساني، وفق منظمي الحدث.

إرهاب حوثي

ونظمت الحدث مبادرة «يمن بلا إرهاب حوثي»، التي تخصص فعالياتها وأنشطتها لمناهضة إرهاب الحوثيين بحق الشعب اليمني، حيث أقيم الاحتفال في الظلام الدامس بمنطقة الجحملية المدمرة، في مديرية صالة شرق تعز، بمشاركة مواطنين أشعلوا مئات الشموع والمصابيح، ورفعوا صور ضحايا الحرب.

وقال طه البريهي أحد المسؤولين عن تنظيم الحدث: «الاحتفال بهذا الأسلوب الذي شابه الكثير من الأسى والحزن كان من أجل لفت انتباه العالم بجرائم وإرهاب الحوثيين في المحافظة، ضمن حملة مستمرة تطالب المجتمع الدولي بتصنيف الحوثي ضمن الجماعات الإرهابية»، لافتاً إلى أن المصابيح والشموع «تجسد تطلع الإرادة الشعبية لانتشال المدينة الغارقة في الحرب والمعاناة الإنسانية».

وأضاف البريهي لـ«الرؤية»: «مبادرة «يمن بلا إرهاب حوثي» مستمرة في تنظيم مثل هذه الأحداث التي تتزامن مع مناسبات عالمية، ضمن فعالياتها المستمرة في كشف جرائم الحوثيين بحق المدنيين في تعز، التي عانت ولا تزال ويلات الحرب والحصار الجائر».



أطفال أيتام

وكان من ضمن المشاركين، عشرات الأطفال الأيتام، الذين فقدوا آباءهم في عمليات القصف والقنص التي نفذتها ميليشيات الحوثي على الأحياء السكنية، وقال وسيم حسان البالغ من العمر 15 عاماً، والذي خسر أبويه معاً في قصف حوثي مطلع 2016، لـ«الرؤية»: «أشعلنا الشموع على أرواح آبائنا الذين قتلهم الحوثي ظلماً وغدراً، وأطفال تعز تحولوا إلى أهداف سهلة لميليشيات الحوثي، الجماعة الإرهابية التي ارتكبت العديد من الجرائم ضدنا وضد أهلنا وأسرنا دون وازع أو ضمير.. ونطالب العالم بتصنيفها جماعة إرهابية».

وقالت نبيلة وهي زوجة أحد الضحايا الذين قتلوا بنيران الحوثيين إنها متمسكة بحقها في مناهضة الحوثيين، قائلة «الذين قتلوا زوجي ويتموا أطفالي بلا سبب، كان زوجي عاملاً في قطاع المياه وقتلوه وهو يؤدي عمله.. الحوثي جماعة إرهابية أسوأ من داعش والقاعدة».

مئات الشموع

وعلى امتداد شارع تحيط به المنازل المدمرة في الجحملية، أشعل المحتجون مئات الشموع والأضواء، وكتبوا بنيرانها عبارة «صوت واحد.. الحوثي جماعة إرهابية»، بينما أضاء آخرون مصابيح شعبية في أعالي المباني التي دمرها الحوثيون في حي الجحملية، الذي يعد من أكثر الأحياء التي تعرضت للدمار، إلى جانب صور لعشرات الضحايا.

وجاء في بيان منسوب للمحتجين إنه «في الوقت الذي يشعل العالم الشموع والمصابيح والأضواء احتفالاً بعيد الميلاد، خرجنا لنوصل رسالتنا للعالم بأننا نشعل الشموع وسط الدمار والخراب الذي خلفته ميليشيات الحوثي، ما يستوجب من الضمير العالمي النظر إلى قضيتنا».

وأضاف البيان «على وقع الظلام الذي نشرته ميليشيات الحوثي في العديد من مناطق اليمن، خرج أبناء تعز هذه الليلة يشعلون شموع النور في وجه الفكر الظلامي المثخن بكل معاني الإرهاب والقمع».

4 آلاف قتيل

ووفقاً للبيان فإن العالم يتبادل الهدايا في عيد الميلاد، فيما آلة القمع الحوثية تواصل إهداء اليمنيين الموت والقتل والدمار، مطالباً «كل دول العالم، خصوصاً الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، بسرعة تصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية، بسبب ما اقترفته بحق اليمنيين».

ونوّه المحتجون في بيانهم إلى أن «التقارير الحقوقية والحكومية تشير إلى مقتل قرابة 4 آلاف مدني في تعز، وجرح أكثر من 20 ألفاً، بنيران ميليشيات الحوثي منذ بدء الحرب، ما يؤكد أن هذه المحافظة تعد أكثر المحافظات اليمنية التي عانت ويلات الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي».

وكانت مبادرة «يمن بلا إرهاب حوثي» قد أقامت يوم 13 ديسمبر الجاري حدثاً مماثلاً، عندما شارك نحو 1000 فرد من طلاب المدارس والمواطنين في تعز، في سلسلة بشرية هي الأكبر في اليمن حتى الآن، لمطالبة المجتمع الدولي بتصنيف ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران جماعةً إرهابية.