الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مصر 2020.. مكاسب داخلية وخارجية واستقرار اقتصادي رغم كورونا

حققت مصر خلال عام 2020، عدداً من الإنجازات السياسية، داخلياً وخارجياً، وكذلك مؤشرات اقتصادية إيجابية، رغم جائحة كورونا، الأمر الذي كان محل إشادة من جانب عدد من المؤسسات الدولية، وفقاً للعديد من المحللين السياسيين والاقتصاديين.

السياسة الداخلية

وتقول أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتور نهى بكر «مصر اتخذت قرارات اقتصادية وسياسية واجتماعية للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، مثل ضخ أموال وحزمة لمساعدة القطاعات التي تعاني كصغار المستثمرين، وقطاع السياحة، والعمالة غير المنتظمة وغيرهم، وكانت هناك إدارة مؤسسية جيدة للأزمة، كما أكدت قدرتها على الأمن الغذائي، فلم يواجه المواطن أي مشكلة في الحصول على احتياجاته من الغذاء، وكذلك الدواء».

من جانبه قال الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بشير عبدالفتاح «من أهم ما حققته مصر داخلياً إجراء انتخابات مجلس الشيوخ (الشورى سابقاً)، ومجلس النواب».

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدرالدين فقال لـ«الرؤية»: «من أهم الإنجازات نجاح مصر في مواجهة الإرهاب، ففي العام الجاري خرجت مصر من مؤشر الإرهاب العالمي بعدما كانت من العشر الأوائل منذ 2011 من حيث تعرضها للعمليات الإرهابية، وذلك بفضل العملية الشاملة في سيناء، ليشهد عام 2020 أقل عدد من العمليات الإرهابية».

السياسة الخارجية

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، قالت بكر: «مصر تمسكت بثوابت سياستها الخارجية، وأهمية وحدة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واستمرت في محاولة تفكيك الأزمة في ليبيا، كما استمرت في إدارة أزمة سد النهضة مع إثيوبيا، وحافظت على علاقتها الوثيقة بدول الخليج، واستمرت مصر متحدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول التحالف العربي، في التصدي لقطر وتركيا، وذلك للعام الثالث على التوالي منذ بدء المقاطعة في 2017«.

أما عبدالفتاح فقال لـ«الرؤية»: «على الصعيد الخارجي كانت ليبيا القضية الأبرز، فقد أعلنت مصر الخط الأحمر (سرت – الجفرة)، وهو ما أوقف التغلغل التركي في ليبيا بشكل واضح، وأطلقت مصر مبادرة للتسوية في ليبيا، رحب بها العالم ودعمها، وشاهدنا زيارات شعبية ليبية كبيرة لمصر مثل وفد القبائل، وخلال تلك الزيارة تم إقرار إعلان القاهرة كخريطة للحل، كما استمرت مصر في اهتمامها بالقضية الفلسطينية، ومحاولات إنهاء الانقسام الفلسطيني».

ولفت عبدالفتاح إلى أن «مصر قدمت مساعدات لدول شقيقة وصديقة، مثل لبنان، السودان، جنوب السودان، إيطاليا، والصين، وغيرها من الدول، كما دعمت الجانب السوداني على كافة الأصعدة بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق عمر البشير، وسعت حينما كانت تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى عودة السودان للاتحاد فور تشكيل الحكومة الانتقالية، وبذلت جهداً مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة حتى تم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقدمت العديد من المساعدات للسودان».

بدرالدين اعتبر أن مصر أثبتت استمرار النشاط والمرونة والتوازن في سياستها الخارجية رغم الصعوبات، وتميزت بما يعرف بـ«دبلوماسية القمم» هذا العام، حيث شاهدنا زيارات للرئيس السيسي لمناطق مختلفة في العالم، وكان لمصر نشاط مكثف في القارة الإفريقية.

مؤشرات اقتصادية

وحول الأوضاع الاقتصادية في مصر خلال عام 2020، يقول رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، الدكتور عبدالمنعم السيد: «مصر حققت مؤشرات اقتصادية إيجابية خلال 2020، رغم أزمة كورونا، وتداعياتها الشديدة، وأشادت مؤسسات مالية دولية كبرى بأداء الاقتصاد المصري، وتعامله مع الجائحة».

وأضاف السيد لـ«الرؤية» قائلاً: «وفق خبراء صندوق النقد الدولي فإن أداء اقتصاد مصر فاق التوقعات، بتحقيق أكبر تراجع سنوي في معدل التضخم بالأسواق الناشئة في 2020، كما أشاد البنك الدولي باستمرار مصر في صدارة معدلات النمو في المنطقة، رغم الركود في بعض الأنشطة الاقتصادية عالمياً».

ولفت السيد إلى أن من ضمن الإنجازات «نجاح قطاع التشييد والبناء في النمو، مدعوماً بوجود طفرة في المشروعات القومية، كالمدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، والعلمين الجديدة، ومدينة الجلالة».

وتقول الخبيرة الاقتصادية عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب الدكتورة بسنت فهمي «توسعت الدولة في الاستثمارات في قطاع البنية المعلوماتية والتحول الرقمي، وارتفع حجم الاستثمارات الموجهة لهذا المجال في خطة 20/2021 إلى نحو 10 مليارات جنيه، بنسبة زيادة قدرها نحو 300%، إلى جانب تمكن الصادرات من الصمود أمام تراجع حركة التجارة العالمية على مدار العام، ووصلت قيمة إجمالي الصادرات إلى 22.8 مليار دولار في الفترة من يناير حتى أكتوبر 2020

وأضافت فهمي لـ«الرؤية»: «من ضمن الإنجازات أيضاً استقرار سعر العملة، حيث صنفت وكالة فيتش الجنيه المصري ضمن أفضل عملات الأسواق الناشئة أداءً عام 2020، رغم تراجع أغلب عملات الأسواق الناشئة».

ولفتت إلى أنه رغم تراجع التصنيف الائتماني للعديد من دول المنطقة، فقد ثبتت وكالة ستاندرد أند بورز، التصنيف الائتماني لمصر عند«B» ، مع نظرة مستقبلية مستقرة، وثبتت وكالة موديز التصنيف الائتماني لمصر عند «2B»، وقفزت مصر 6 مراكز في مؤشر «مرونة العمل العالمي 2020»، الذي يسلط الضوء على جهود الدول في تطوير سوق العمل المرن لبناء أسواق مستدامة تسهم في تحسين مستوى معيشة المواطن على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.

وتقول أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة، الدكتورة يمن الحماقي: «مصر أبرمت اتفاقيات اقتصادية جيدة للغاية هذا العام، منها اتفاقية حديثة لإقامة منطقة تجارة حرة مع بريطانيا، وإبرام اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية، والتي تشترك فيها 55 دولة إفريقية، وتدخل حيز التفعيل مع بداية العام المقبل».