الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإخوان وإيران وتركيا.. ثلاثي خاسر من قمة العلا

الإخوان وإيران وتركيا.. ثلاثي خاسر من قمة العلا
قال مراقبون ومحللون إن البيان الختامي للقمة الخليجية الـ41، والذي طوى صفحة الخلافات الخليجية يمثل خسارة بدرجات متفاوتة لثلاثة أطراف تتمثل في تنظيم الإخوان الإرهابي، وتركيا، وإيران.

يقول أستاذ العلوم السياسية بالإمارات، الدكتور عبدالخالق عبدالله: «الجميع يعرفون من هم الرابحون من عودة اللُحمة الخليجية، وصورة الرابحين اليوم مشرقة، وهو يوم عيد خليجي، ويوازي في قيمته يوم تأسيس مجلس التعاون، ومن لا يفرح بهذا اليوم هو عدو للخليج».



وأضاف د.عبدالله: «هناك غير فرحين، وخاسرون ومتوجسون موجودون على الساحة، ولا يريدون لعودة اللُحمة الخليجية أن تأخذ مداها، في مقدمتهم جماعة الإخوان الإرهابية، فهؤلاء حتماً أكبر الخاسرين، حيث إن إحدى نقاط الخلاف مع الدوحة هو دعمها اللامحدود، واحتضانها الأسطوري والتاريخي لجماعة صنفتها 4 دول عربية على أنها جماعة إرهابية، وما كان لافتاً وغير مقبول، أن تكون قطر من أكبر الممولين والداعمين لجماعة إرهابية، وعودة اللحمة الخليجية ستتضمن دون شك تخفيف وليس بالضرورة قطع قطر الكامل لدعمها المالي والمعنوي لجماعة الإخوان».



واستطرد عبدالله قائلاً: «تركيا من الخاسرين أيضاً، والتي تتوجس من عودة قطر للحضن الخليجي، بعدما حصلت أنقرة على مكاسب كثيرة بسبب الخلاف الخليجي واستمراره، ولا شك أن تركيا غذت الخلاف الخليجي، عندما أقحمت نفسها عسكرياً وسياسياً على هذا الخلاف منذ أسبوعه الأول، حين أرسلت قوات إلى قطر بحجة الدفاع عنها، لكن النوايا التركية ليست نوايا طيبة، فثاني خاسر هو الطرف التركي وخاصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنها خسارة ضئيلة ليست بحجم خسارة الإخوان».

ويوضح رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور جمال عبدالجواد، أن حجم التحول في الدعم الإعلامي والمالي والسياسي الذي تقدمه قطر للإخوان، وموقفها من هذه القضية سيتضح تدريجياً.



ويضيف عبدالجواد: «قطر كانت تلعب دور حصان طروادة لتركيا في الخليج، وإذا تمت عودة قطر للخليج بشكل كامل، فهذا بالتأكيد يمثل خسارة لتركيا، لكن هذا ما ستحدده خطوات الحوار الخليجي وليس معلوماً ما إذا كانت ستتضمن التخلي عن الوجود العسكري التركي في قطر أم لا، فما تم اليوم هو مجرد بداية لها، لكن حلقاتها وفصولها ستستغرق وقتاً».

وقال إن إيران استفادت اقتصاديا وسياسيا من تقارب الدوحة معها أثناء الأزمة القطرية، وهو ما يعني خسارة لها بطي صفحة الخلاف.

وقد أكد بيان القمة الخليجية الـ41 مكافحة الجهات التي تهدد أمن دول الخليج، وأشار تحديداً إلى رفض «استمرار التدخلات الإيرانية».

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور مصطفى كامل «الخاسر الأكبر هم الإخوان، لأن عودة اللحمة الخليجية ستتضمن بالتأكيد تقييد نشاطهم في قطر، وخاصة إذا تم وقف الحملات الإعلامية التي تقودها قناة الجزيرة، وفي القلب منها الإخوان».



وأضاف كامل لـ«الرؤية» قائلاً: «إن علاقات قطر مع القوى الإقليمية لن تتغير بالقمة الخليجية، فسياسات الدول تبنى وتقام وتستمر وفق مصالح الحكام، فالقمة ستؤدي إلى تحسن العلاقات بين قطر والدول الأربع التي قاطعتها، ولكنه لن يترتب عليها قطع علاقات قطر مع دول أخرى».