الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الأمطار تحول أكبر مدينة مغربية إلى بركة مياه

مرت مدينة الدار البيضاء (أكبر مدينة مغربية)، ليلة الثلاثاء-الأربعاء، بساعات عصيبة، بعد أن حولت التساقطات المطرية مجموعة من أحيائها إلى بركة مائية كبيرة، أوقفت حركة السير في شوارع حيوية بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، وتسببت في خسائر مادية، ما أثار مجدداً النقاش حول ضعف البنية التحتية للمدينة.

واقتحمت مياه الأمطار بيوتاً، وأغرقت سيارات، ومحلات تجارية، في مجموعة من أحياء الدار البيضاء، ومنها «عين السبع»، و«السَّالْمِيَّة»، و«سيدي معروف»، و«الحي المحمدي»، و«لِيسَاسْفَة»، وحي «السلامة»، وغيرها. كما أغرقت أيضاً عربات الترام.

ونشر مغاربة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو وثقت لذلك الوضع، الذي وُصِف بـ«الكارثي»، وأظهرت أناساً يفرغون بيوتهم من المياه التي غمرتها باستعمال أوانٍ بلاستيكية، ويحاولون فتح مجاري المياه المختنقة، وتخليص الشوارع من البرك المائية باستعمال المكانس اليدوية. وأرفق المدونون والمغردون تلك الصور والفيديوهات بتعليقات غاضبة. كما أطلقوا على المدينة ألقاباً من قبيل «الدار السوداء»، و«الدار الغرقاء».

وانتقد مستخدمو مواقع التواصل ضعف قنوات تصريف مياه الأمطار في مدينة الدار البيضاء، ووجهوا اللوم إلى مسيري المدينة المنتخَبين، وأيضاً إلى شركة «لِيدِيكْ» الفرنسية، المسؤولة عن خدمات توزيع الكهرباء، والماء، والصرف الصحي السائل، في العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، والتي أعلنت، في بلاغ يوم الثلاثاء، أنها «تعبأت، وقامت بتعزيز فرقها ووسائلها الخاصة بالتدخلات الميدانية، للحد من تأثير التساقطات المطرية القوية».

وكشفت التساقطات المطرية، أيضاً، عن ضعف البنية التحتية للمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، بعد أن حولت أرضيته إلى برك مائية صغيرة، أثناء المباراة التي جمعت بين فريقي الرجاء البيضاوي المغربي وتونغيت السنغالي، وانتهت بفوز هذا الأخير، الأمر الذي أثر سلباً على مردود اللاعبين، وهو ما برره مدير شركة «كازا إيفَنت» التي تسير شؤون الملعب، محمد الجواهري، بـ«كثافة التساقطات المطرية غير المعتادة في شهر يناير بمدينة الدار البيضاء، وكثرة المباريات التي شهدها الملعب في الفترة الأخيرة».

وأعاد حادث غرق مدينة الدار البيضاء، ليلة الثلاثاء-الأربعاء، فضيحة «الكرَّاطَة» (المكنسة اليدوية) إلى الأذهان، والتي تعود إلى 13 ديسمبر 2014، أثناء استضافة المغرب لكأس العالم للأندية، إذ أغرقت الأمطار أرضية ملعب مولاي عبدالله بالعاصمة المغربية الرباط، أثناء المباراة التي جمعت بين فريقي كروز أزول المكسيكي ونادي ويستيرن سيدني الأسترالي، ما دفع بعض العاملين في الملعب المذكور إلى استخدام المكنسة اليدوية لسحب تلك المياه، وهو ما اعتُبر حينها فضيحة من العيار الثقيل.

وليست هذه هي المرة الأولى، التي تُغرِق فيها التساقطات المطرية مدينة مغربية، إذ عاشت مجموعة من المدن المغربية، كانت العاصمة الرباط إحداها، الأمر نفسه في أوقات سابقة.