الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بشعارات وطقوس إيرانية.. محاولات حوثية لطمس الهوية اليمنية

بشعارات وطقوس إيرانية.. محاولات حوثية لطمس الهوية اليمنية

صور قادة الميليشيات على محطات الحافلات. (أي بي أيه)

أكد سياسيون ومسؤولون أن ترديد النشيد الوطني الإيراني في إحدى فعاليات العاصمة، والذي ظهر في فيديو تم تداوله على نطاق واسع، هو دليل جديد دامغ على محاولات الميليشيات الحوثية «سلخ صنعاء عن محيطها العربي، وتحويلها إلى وكر لتصدير الأفكار الإيرانية المتطرفة».

وأكدت مصادر لـ«الرؤية» أن المقطع صُوّر قبل أيام أثناء فعالية أقامتها الميليشيات الحوثية لإحياء ذكرى مقتل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الذي قتل برفقة القيادي الثاني في الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس، في 3 يناير عام 2020، حيث ظهرت في جدار القاعة صور معلقة لهما معاً، وصورة أخرى للمرشد الإيراني علي خامنئي، بخلفية العلم الإيراني.

مبدأ الولاء

وقال مصدران أحدهما مقرب من المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين لـ«الرؤية»، إن المجلس الذي يمثل سلطة الحكم لدى الحوثيين، «أصدر توجيهات لكل الوزارات في الحكومة غير المعترف بها دولياً حتّم عليها إضافة النشيد الوطني الإيراني ومجموعة من الشعارات الإيرانية في بروتوكولات الفعاليات الرسمية بدلاً عن النشيد الوطني اليمني الذي لم يعد يُتلى في أي فعالية رسمية تقيمها الميليشيات الحوثية بمناطق سيطرتها

وأكد المصدر المقرب من مجلس الحكم الحوثي، أن السفير الإيراني لدى الحوثيين حسن إيرلو، اجتمع مع مسؤولين حوثيين كبار في 5 يناير الجاري، وطالبهم بضرورة «تجسيد الهوية الوطنية الإيرانية في صنعاء، وإثبات مبدأ الولاء لإغاظة أعداء الأمة».

وذكر المصدر الآخر أن الفعاليات الطائفية التي أقيمت خلال الأسبوع الماضي بمحافظات صنعاء وحجة وصعدة والمحويت، «كلها رفعت فيها شعارات وأناشيد إيرانية، بما فيها النشيد الرسمي لإيران»، منوهاً بأن «هناك رفضاً مجتمعياً لتكريس الهوية الإيرانية بدلاً عن الهوية اليمنية العربية، لكن الميليشيات تصر على إثبات ولائها لإيران حتى لو كان ذلك على حساب الثوابت الوطنية، وتسعى عبر أنصارها إلى تحويل هذه الثقافات الفارسية إلى نوع من البديهيات التي يجب على اليمنيين التسليم بها».

استهداف الانتماء

في السياق نفسه، عبر المحلل السياسي اليمني، رئيس منظمة اليمن أولاً، عبد الكريم الآنسي، عن مخاوفه من سعي الميليشيات الحوثية لفرض هذه الإجراءات التي تهدد مستقبل اليمن، وتستهدف أحد أهم شعارات الانتماء الوطني وهو النشيد الرسمي. مؤكداً في تصريحات لـ«الرؤية» أن «الجماعة الانقلابية تسعى جاهدةً لتحويل صنعاء إلى مقاطعة فارسية بامتياز».

وقال الآنسي، إن التحركات التي قامت بها الميليشيات منذ سنوات كانت تهدف بالدرجة الأولى إلى تنصيب الثقافات والأفكار الإيرانية والعمل على ترسيخها بمختلف الوسائل. لافتاً إلى أن «تفجير الحوثيين للمساجد، ثم تسويق شعارات الموت الإيرانية، وتبجيل القادة الإيرانيين، وتوزيع المناهج المرتبطة بالمشروع الإيراني، وصولاً إلى عزف وترديد النشيد الوطني لإيران، ما هي إلا قرائن واضحة تدل بما لا يدع مجالاً للشك أن الحوثيين ليسوا أكثر من عملاء لإيران

وفي نظر الآنسي، فإن اليقظة الشعبية لا بد أن تكون حاضرة في مثل هذه المحطات التي تستهدف هوية اليمنيين وانتمائهم، معولاً على الوعي الشعبي في رفض هذه الأفكار التي وصفها بالدخيلة. حاثاً الجميع على الوقوف صفاً واحداً لمناهضة المشاريع الحوثية التي تمس بالثوابت الوطنية وتستهدف الدولة اليمنية في شعاراتها الوطنية الراسخة